fbpx
الدكتوراة بامتياز لباحث متميز ونادر كاسمه

 

كان لنا صباح اليوم شرف حضور مناقشة الأطروحة العلمية الموسومة بـ(التيارات الفكرية في اليمن وأثرها في الحياة العامة من القرن 6-8الهجريين/ 12-14 الميلاديين) التي تقدم بها الصديق الباحث والمؤرخ نادر سعد عبادي بن حلبوب العُمَرَي، واستحق بموجبها نيل درجة الدكتوراة بامتياز أمام لجنة المناقشة في جامعة عدن، كلية الآداب، المكونة من أ.مشارك. د.محمد صالح بلعفير رئيساً ومشرفاً علمياً، أ.مشاركا د.محمد منصور بلعيد عضواً ومناقشاً خارجيا، جامعة أبين، أ.مشارك.عباس علوي حسين فرحان مناقشاً داخلياً، جامعة عدن.
جرت مناقشة الأطروحة في أجواء علمية وبمستوى فكري رفيع، من قبل اللجنة والباحث الذي لخص في البدء مضمون أطروحته فنقلنا خلالها في رحلة تاريخية عابرة وممتعة للتعرف على التيارات الفكرية المتعددة التي شهدتها اليمن خلال القرون السادس والسابع والثامن الهجري. ثم تلك المناقشات المستفيضة للجنة المشرفة التي تميزت بالروح الأكاديمية الراقية، أو الدفاع الذي حظيت به الأطروحة من قبل المشرف العلمي زميلنا د.بلعفير الذي أشاد بالباحث وبعمله المميز الذي استفاد منه شخصياً كما قال.وبالمثل أجمعت اللجنة على أن الأطروحة جديدة في موضوعها وتمثل إضافة نوعية في الدراسات التاريخية المتخصصة، لاستنادها إلى مصادر تاريخية ومراجع كثيرة، بما في ذلك مصادر تاريخية لم يتعرض لها باحث من قبل وهو ما يضفي على أطروحته قيمة علمية.
جرت المناقشة بحضور نوعي لشخصيات أكاديمية من أساتذة جامعة عدن وجمع من أصدقاء وأقارب الباحث، وتم إعلان النتيجة من قبل اللجنة وسط تصفيق حار، ثم التقاط الصور التذكارية مع الباحث الدكتور نادر.
الجدير بالذكر أن حصول الزميل والصديق الباحث نادر سعد العمري على الدكتوراه هو تحصيل حاصل فقد خاض مجال التأليف وبرز فيه قبل سنوات عديدة، ولعل أشهر وأهم أعماله التي ظهرت إلى حيز الوجود عام 2015م بعد جهد 12عاماً من التدوين والتوثيق والتزول الميداني هي (الموسوعة اليافعية: دراسة للقبائل والبلدان والأعلام) كأول وأكبر موسوعة رائدة من نوعها تخصص للتعريف بقبيلة عربية لوحدها، هي قبيلة (يافع) الحِمْيرية – إحدى القبائل الكبيرة في جنوب الجزيرة العربية – وبهذا الشمول والاستقصاء لتفاصيل جغرافيتها بجميع قراها وجبالها وأوديتها ومعالمها والتعريف بأنساب فخائذها وبيوتها وأعلامها ومواطن استقرار أبنائها في مهاجرهم. إذ تتكون الموسوعة من اثني عشر جزءًا، في ثمانية مجلدات، وتشتمل على قرابة (5500) صفحة، مدعمة بالصور والوثائق التاريخية، ونقرأ في عناوين أجزائها: يافع مدخل تعريفي، مكتب كلد، مكتب يهر، مكتب السعدي، مكتب اليزيدي، مكتب الناخبي، مكتب المفلحي، مكتب الموسطة، مكتب الضُّبَي، مكتب لبعوس، مكتب الحضرمي، يافع في حضرموت، وصدرت بطبعة أنيقة عن دار الوفاق- عدن.
أتذكر أنه عندما سلمني بعض أجزاء الموسوعة في طبعتها الأولية للاطلاع وإبداء الرأي، استغربت حينها لحجم العمل الكبير الذي نَاءَ بحِمله جسد وعقل هذا الباحث النبيه، نادر بن سعد العُمري، ونهض به مُثْقَلاً في جَهْدٍ ومشقّة، وكشف عن معدنه النادر، كاسمه، وعن دأب العالم واجتهاد الباحث وتفوقه الذي تجلّى يوما عن يوم في نبوغه في فروع شتى من العلوم والأدب والتاريخ والخطابة.
ومثل هذا الاستغراب تكرر اليوم مع لجنة المناقشة التي أذهلها حجم العمل الكبير للاطروحة التي تقترب من 500صفحة، لكنها رغم كبرها اتسمت بالقيمة العملية الهامة التي أضافت الجديد في حقل الدراسات التاريخية لفترة الدراسة ووضعت الخطوط العامة للباحثين الشباب للخوض بتفصيل أكثر في تاريخ التيارات الفكرية التي شملتها أطروحته العلمية.
تهانينا القلبية الصادقة لزميلنا الباحث، المؤرخ، الشاعر نادر سعد العمري، بهذا النجاح الذي يضاف إلى رصيده العلمي الزاخر والمتنوع، متمنين له المزيد م النجاح في حياته العملية والعملية..
عدن
16فبراير 2021م