fbpx
سلوك تركيا العدواني على طاولة حلف شمال الأطلسي
شارك الخبر

يافع نيوز – وكالات

  • يعقد وزراء الدفاع في الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعا عبر الفيديو الأربعاء والخميس هو الأول الذي سيشارك فيه وزير الدفاع الأميركي الجديد لويد أوستن الذي اختاره الرئيس الديمقراطي جو بايدن ضمن فريقه الحكومي وعلى عاتقه مهمة ترميم الشروخ صلب الحلف ورأب التصدعات التي خلفها الرئيس السابق دونالد ترامب والانقسامات التي أحدثتها ممارسات تركيا التي وصفتها الدول الأعضاء بأنها “عدوانية”.

 

وسيكون على جدول أعمال وزراء دفاع الناتو تلك الممارسات التركية بداية بشراء منظومة صواريخ أس – 400 الروسية على خلاف رغبة الحلف وإصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حق بلاده في تعزيز منظومة دفاعاتها بما تراه مناسبا حتى لو أغضب ذلك شركاءها في الناتو، وصولا إلى تدخلاتها العسكرية في كل من سوريا وليبيا وناغورني قرة باغ وانتهاكاتها في شرق المتوسط.

 

وأظهر بايدن قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة أنه سيتصدى للسلوك التركي العدواني، فيما يؤكد مسؤولون أميركيون أن الوقت قد حان لمواجهة التمادي التركي وتحدي رئيسها للناتو وللولايات المتحدة، في إشارة ضمنية إلى أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي لم يخف إعجابه بأردغاون وبزعماء استبداديين لم يكن حازما بما فيه الكفاية لكبح الممارسات التركية العدوانية.

 

ويتوقع مراقبون أن يوجه وزير الدفاع الأميركي رسالة إيجابية إلى الشركاء الأوروبيين في الحلف وأن جهود رأب الصدع ستشمل حتما تضامنا مع الدول الأوروبية التي دخل معها الرئيس التركي في مواجهة على أكثر من جبهة.

 

ولم يتضح بعد ما إذا كانت إدارة بايدن ستفرض عقوبات على تركيا بسبب صفقة أس – 400 الروسية وما إذا كان نهج الرئيس الأميركي سيكون صداميا، لكن مسؤولين في دوائر صناعة القرار يؤكدون في المقابل أنه لن يكون ليّنا في التصدي للانتهاكات التركية وأن فرضية تسليط عقوبات قاسية على تركيا أمر وارد وقيد الدرس.

 

ولا يمكن الحكم قطعا على سياسة بايدن الخارجية تجاه تركيا فيما لم يكمل شهرا في الحكم، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن الرئيس الديمقراطي الذي وصف قبل توليه الرئاسة نظيره التركي بـ”المستبد” سيظهر حزما أكبر بكثير من ذلك الذي تعامل به ترامب مع النظام التركي.

 

لا يمكن الحكم على سياسة بايدن تجاه تركيا فيما لم يكمل شهرا في الحكم، إلا أن المؤشرات تؤكد أنه سيكون حازما

وتتحسب الحكومة التركية بالفعل لهذا السيناريو وعلى جدول اجتماعاتها باستمرار التعرض لعقوبات أميركية قاسية تضاف إلى أخرى أوروبية، ما يهدد بضربة موجعة للاقتصاد التركي المتعثر.

 

واقترح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن تحل تركيا والولايات المتحدة خلافاتهما بشأن شراء بلاده لأنظمة الدفاع الجوي الروسية أس – 400 من خلال تطبيق ما أسماه “نموذج كريت”، في إشارة إلى امتلاك اليونان لصواريخ روسية أقدم من طراز أس – 300 والتي كانت قائمة على جزيرة كريت منذ سنوات.

 

وقال أكار “لقد رأينا هذا من قبل بغض النظر عن كون النموذج المستخدم في جزيرة كريت قديم، إلا أننا منفتحون على التفاوض”.

 

ويشير استشهاد أكار بنموذج كريت إلى تفعيل تركيا لأنظمة الصواريخ أس – 400 في ظل ظروف معينة بدلاً من التخلص منها بشكل نهائي.

 

وقال “لن نستخدمها دائمًا. يتم استخدام الأنظمة وفقًا لحالة التهديدات. سنتخذ قرارات بناءً على ذلك”. وأضاف أن أنظمة أس – 300 اليونانية “لا تعمل بشكل دائم”.

 

ومع ذلك فقد رفضت الولايات المتحدة باستمرار وبشكل قاطع الاقتراحات القائلة بأن تحتفظ تركيا بنظام أس – 400 في المخازن دون تنشيط، ناهيك عن نشرها كنظام دفاع جوي مستقل غير متكامل. وشددت واشنطن دائمًا على أن تركيا بحاجة إلى التخلص من هذه الصواريخ تمامًا.

 

ويشير محللون إلى أن إعلان أردوغان عن إصلاحات جوهرية تشمل تصحيح مسار العلاقات مع الشركاء الأوروبيين لم يأت من فراغ ولا من مراجعة لسياساته بقدر ما هو ناتج عن مخاوف جدية من تفاقم عزلة بلاده.

 

وسيكون على جدول أعمال وزراء دفاع حلف الناتو الوضع في سوريا خاصة في شمالها حيث تحتل تركيا أجزاء واسعة بعد عمليات عسكرية دموية قتلت فيها المئات من المسلحين والمدنيين الأكراد المدعومين أميركيا والذين شكلوا لسنوات رأس الحربة في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وهذا ملف خلافي آخر سمم العلاقات الأميركية – التركية، فواشنطن التي سلّحت المقاتلين الأكراد ودربتهم ضمن تعزيز الجهود في محاربة داعش ترى أن أنقرة أضعفت جهودها باستهدافها لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.

 

وتسود مخاوف حاليا من فرار المئات من أسرى تنظيم الدولة الإسلامية وضمنهم أجانب محتجزون في سجون ومخيمات تشرف عليها الإدارة الذاتية للأكراد بسبب الضغوط العسكرية التركية على المقاتلين الأكراد.

 

واشتكت القوات وهي تحالف فصائل عربية وكردية مرارا من أن الهجمات التركية تهدد بإضعاف جهودها في مواجهة التنظيم المتشدد.

 

 

أخبار ذات صله