fbpx
تركيا تستفيد من مناخ المصالحة للتمدد في الخليج
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

لم تضيع تركيا الكثير من الوقت لتعود إلى الخليج بسرعة من بوابة الكويت وسلطنة عمان وقطر مستفيدةً من مناخ المصالحة الذي بات يسمح بزيارات مطولة كتلك التي يقوم بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى المنطقة.

 

وقالت أوساط خليجية إن تركيا تستغل انشغال السعودية بملف اليمن والحملة ضدها في الولايات المتحدة بسبب قضية الصحافي جمال خاشقجي لعقد اتفاقيات مع سلطنة عمان والكويت دون مراعاة خصائص مجلس التعاون الخليجي الذي يتم التنسيق بين دوله للحيلولة دون أي اتفاقية قد تمس من أمن دوله، وخاصة إذا كانت الاتفاقيات مع دول مثل تركيا وإيران بما تمثله من تهديد إستراتيجي لمصالح الخليجيين.

 

وأشارت هذه الأوساط إلى أن مناخ المصالحة والتفاعل الإيجابي الذي أبدته السعودية تجاه التقارب مع تركيا لا يمكن أن يقودا الخليجيين ككل، والسعوديين بشكل خاص، إلى نسيان مواقف أنقرة وتدخلها في قطر واستثمارها قضية خاشقجي للهجوم على السعودية واستهداف قيادتها.

 

ويعرف الخليجيون أن التغيير الذي حصل في الموقف التركي إجراء براغماتي يهدف إلى استعادة العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج التي تمثل فرصة من ذهب بالنسبة إلى أنقرة للمساعدة على الخروج من أزمتها الاقتصادية واستقطاب رؤوس أموال خليجية وتحريك جمود سوق العقارات وقطاع السياحة.

 

وتضرر الاقتصاد التركي بشدة بسبب التوتر الذي فجره الرئيس رجب طيب أردوغان، خاصة مع السعودية التي قاطعت معظم شركاتها المنتجات التركية ردّا على تمادي أردوغان وكبار المسؤولين في حكومته في استهداف المملكة، لاسيما بعد مقاطعة قطر في يونيو 2017 وحادثة مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول خلال أكتوبر 2018.

 

ويحرص المسؤولون الأتراك على إظهار أنهم غيروا مواقفهم، وأنهم يدعمون المصالحة الخليجية.

 

وقال وزير الخارجية التركي الأربعاء إن بلاده تدعم وحدة دول الخليج ورخاءها وأمنها.

 

وبعد المصالحة التي أفضت إليها قمة العلا في السعودية تغير الموقف التركي بدرجة كبيرة من حملات دبلوماسية وإعلامية على السعودية والإمارات إلى ترويج خطاب داعم للمصالحة والتوافق بين الخليجيين. كما لم تخف وزارة الخارجية التركية رغبتها في أن يقود مسار المصالحة إلى إعادة علاقاتها المتينة مع دول الخليج، وقد كانت طرفا محرضا لقطر على التصعيد واعتماد المكابرة وسياسة الهروب إلى الأمام.

 

وأعربت وزارة الخارجية التركية عن ترحيبها باتفاق “المصالحة الخليجية”. وقالت إن “إظهار إرادة مشتركة لحل النزاع الخليجي والإعلان عن إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع قطر أمر يبعث على السرور”.

 

وأضافت “مع إعادة تأسيس الثقة بين الدول الخليجية تركيا مستعدة لبذل الجهود من أجل الارتقاء بتعاوننا المؤسسي مع مجلس التعاون الخليجي الذي نحن شريك إستراتيجي له”.

 

Thumbnail

واعتبر متابعون للشأن الخليجي أن تركيا ستكون أبرز مستفيد من المصالحة الخليجية، وأن تسامح السعوديين على وجه الخصوص هو الذي يعبّد للأتراك طريق العودة إلى الخليج. ولفت المتابعون إلى أنه لولا المصالحة وتسامي القيادة السعودية عن الخلافات ما كان لجولة جاويش أوغلو أن تتم. كما أن سلطنة عمان والكويت ما كان لهما أن تغامرا باستقباله كي لا يقال إنهما في الصف التركي ضد السعودية وقد كانتا تعرضان الوساطة في موضوع قطر.

 

وأشار هؤلاء المتابعون إلى أن الطريق إلى السعودية لا تبدو سالكة، خاصة أن جولة جاويش أوغلو لم تشمل السعودية، ما يؤشّر على وجود ملفّات قد تكون الرياض راغبة في حسمها مع الجانب التركي بشكل نهائي والحصول على تعهّدات واضحة من أنقرة بشأنها قبل إنجاز مصالحة كاملة بين البلدين.

 

وتحدّثت وكالة بلومبرغ الأميركية منذ أيام عن اتّصالات تركية خليجية لإقامة علاقات أفضل بين الطرفين في مجالي التجارة والأمن وغيرهما.

 

وقالت الوكالة إنّ تلك التحركات تقوم على موافقة تركيا على التخلي عن دعم جماعة الإخوان المسلمين المصنفة تنظيما إرهابيا في عدد من الدول العربية، وهي قضية -بحسب مصدر تحدّث للوكالة طالبا عدم الكشف عن هويته- محورية لبلدان خليجية ولحليفتها المقرّبة مصر.

 

وبانتظار الانفتاح الكامل على السعودية وتجاوز مخلفات أزمة خاشقجي يعمل الأتراك على بناء علاقات اقتصادية مع سلطنة عمان والكويت وقطر.

 

وأوضح جاويش أوغلو أنه أجرى لقاء مثمرا مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، وأنه اتفق معه على تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين.

 

من جهته قال وزير الخارجية العماني إنه عقد جلسة مشاورات”مثمرة” مع نظيره التركي تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين.

 

وأضاف “عقدنا جلسة مشاورات إيجابية ومثمرة مع وزير الخارجية التركي، تتعلق بالعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تطويرها نحو آفاق أوسع في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية”.

 

وتابع “تطرق النقاش أيضا إلى عدد من قضايا المنطقة والعالم، وهناك تقارب في وجهات النظر وتنسيق الجهود نحو إيجاد سبل لدعم الجهود السلمية لمواجهة العديد من التحديات”.

 

وكان جاويش أوغلو زار الثلاثاء الكويت. وحسب ما هو معلن بحث الوزير التركي، الذي التقى بأمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ورئيس الوزراء الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح، عدة ملفات تشمل تعزيز العلاقات الثنائية.

 

وقال في تغريدة على تويتر إنّ لقاءه مع رئيس الوزراء الكويتي كان مثمرا، وأشار إلى أنّ البلدين حافظا على مستوى حجم التجارة بينهما رغم جائحة كورونا، معربا عن سعادته لتنفيذ شركات المقاولات التركية عدة مشاريع مميزة في دولة الكويت.

أخبار ذات صله