fbpx
حماس تذهب إلى الانتخابات مثقلة بسمعة سيئة في حكم غزة
شارك الخبر
حماس تذهب إلى الانتخابات مثقلة بسمعة سيئة في حكم غزة

 

يافع نيوز – العرب

تعهّد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بالعيش على زيت الزيتون والزعتر، لكنه خيّر في النهاية ترك قطاع غزة الفقير، منذ أكثر من عام ليعيش مع بعض قادة الحركة الآخرين في رفاهية، متنقلا بين تركيا وقطر.

 

ومع توجه لإجراء انتخابات جديدة مخطط لها في الربيع، سيكافح قادة حماس في الحملة الانتخابية لتحسين صورتهم المشوهة في أذهان الغزيّين بعد أن قبلوا مقايضة مبادئهم بوسائل الراحة المادية.

 

وتضررت صورة حماس بين العديد من الفلسطينيين منذ العام 2007، عندما استولت الحركة على غزة بعد معارك دموية مع قوات السلطة الفلسطينية.

 

ومنذ ذلك الحين، أقامت حماس شبه دولة، مراهنة على بعض القوى الإقليمية في دعمها لتوفير الخدمات الأساسية مع اقتصاد دمرته ثلاث حروب مع إسرائيل وحصار خانق أبقى سكان المنطقة البالغ عددهم مليوني نسمة داخل “أكبر سجن مفتوح في العالم”.

 

واستبدل قادة حماس ملابسهم العسكرية ودراجاتهم النارية ببدلات رجال الأعمال وسيارات رباعية دفع. وانتقل البعض، مثل هنية، إلى الفنادق الفخمة في تركيا وقطر، تاركين ذوي الرتب الدنيا والفلسطينيين العاديين يحاربون عواقب سياساتهم.

 

وقال يوسف أحمد، الذي يعمل في كشك لبيع المواد الغذائية في سوق شرق مدينة غزة، إن الوضع يزداد سوءا مع مرور كل سنة. ولم تعد لسكان المدينة القدرة على تحمل تكلفة الأساسيات.

 

ومع ذلك، يتذمر سكان غزة سرّا، ونادرا ما يتحدثون ضد حماس علنا، لسجلها في اعتقال منتقديها. وقال أحمد إنه يلوم “الجميع”، حماس وإسرائيل وسلطة الرئيس محمود عباس. لكنه أشار إلى أن حماس تتحمل مسؤولية خاصة بصفتها القوة الحاكمة على الأرض.

 

ويعتبر هنية، الذي أصبح رئيسا للوزراء بعد انتخابات عام 2006، الآن زعيم حركة حماس. وغادر غزة في العام 2019 فيما وصفته حماس بجولة خارجية مؤقتة، لكنه لم يعد.

 

وأظهر مقطع فيديو حديث انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي هنية يلعب كرة القدم في ملعب تحت ناطحات السحاب الزجاجية في قطر، بعيدا عن مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، أين ترعرع ولا يزال منزله قائما. وظهر في مقطع فيديو آخر وهو يرتدي بدلة مصممة له خصيصا ويحيط به حراس شخصيون ويستقبله كبار الشخصيات القطرية على السجادة الحمراء.

 

أكرم عطا الله: حماس حاولت استغلال ثنائية كونها حكومة وجماعة مسلحة

وفي أثناء ذلك، يعاني نصف الفلسطينيين في غزة من البطالة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وتلوث مياه الشرب. وتلقي حماس باللوم في معاناة القطاع على السلطة الفلسطينية وإسرائيل والمجتمع الدولي. ويقول المتحدث باسم حماس، حازم قاسم إن “هناك وعيا شعبيا بأن ذلك ليس خطأ حماس وأن الأطراف الخارجية تريد تقويض التجربة الديمقراطية”.

 

وزعم أن حماس ما زالت تتمتع بدعم شعبي “هائل” وستفوز بالأغلبية في أي انتخابات مقبلة. وأضاف أن عناصر الحركة في غزة عانوا من الحروب والعزلة والانهيار الاقتصادي أيضا، ومع ذلك لا يتم تقاسم المعاناة بالتساوي.

 

وأرسلت قطر مئات الملايين من الدولارات كمساعدات لغزة في السنوات الأخيرة لدعم وقف غير رسمي لإطلاق النار مع إسرائيل. وسمحت تلك الأموال للحكومة التي تديرها حماس بدفع رواتب موظفيها المدنيين، لكنها واصلت فرض ضرائب على الواردات والصادرات وشركات التبغ، وهو الأمر الذي أثار استياء العديد من الفلسطينيين، الذين خرجوا للتظاهر في أكثر من مناسبة لكن الأجهزة الأمنية لحماس عمدت إلى قمع تلك التحركات.

 

وفي مثال آخر على عدم المساواة في غزة، بقي معبر رفح البري على الحدود مع مصر (الطريق الوحيد الذي يمكن لمعظم سكان غزة أن يسافروا عبره من القطاع وإليه) متاحا لأولئك الذين يمكنهم دفع رسوم عالية والذين تجمعهم اتصالات بالمسؤولين المصريين.

 

وفي الأشهر الأخيرة، ظهر ثلاثة من أبناء هنية على القائمة، التي أعلنت عنها وزارة الداخلية التي تديرها حماس، فيما يجب على المسافرين الآخرين المرور عبر عملية طويلة لنيل تصريح.

 

ويعترف أحمد يوسف، الذي شغل منصب المستشار السياسي السابق لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي انتقل إلى إسطنبول، بأن الحركة أخفقت في تحقيق مبادئها المعلنة. وقال “قدمنا أنفسنا كحركة شعبية، وليس حركة نخبوية أو طائفية، وكان ينبغي أن يُلزمنا هذا بمعالجة احتياجات الناس ومشاكلهم بشكل أفضل”.

 

وقال أكرم عطا الله، وهو كاتب عمود قديم في صحيفة الأيام الفلسطينية، وقد انتقل من غزة إلى لندن في العام 2019، إن حماس حاولت استغلال “ثنائية” كونها حكومة وجماعة مسلحة. فعندما تُلام لعدم تقديم الخدمات الأساسية، تزعم أنها جماعة مقاومة، وعند انتقادها لفرض الضرائب، تقول إنها حكومة شرعية.

 

وقد تفوز حماس في أي انتخابات، مع معاناة منافستها الرئيسية، فتح، من سجل أطول من الفشل. إذ يُنظر على نطاق واسع إلى المراكز العليا في فتح على أنها مليئة بالفاسدين الذين يهتمون بالتمتع بمزايا الشخصيات المهمة مع إسرائيل أكثر من تعزيز النضال من أجل إقامة الدولة.

 

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في ديسمبر، أن الدعم لحماس كان 38 في المئة مقابل 34 في المئة لفتح. لكنه توقع أن هنية سيفوز بسهولة في السباق الرئاسي. واستطلعت المجموعة 1270 فلسطينيا في أنحاء الضفة الغربية وغزة بهامش خطأ 3 نقاط مئوية.

 

وقال عطا الله إن حماس لا تزال قادرة على مناشدة “مشاعر الناس”، لكن تأثيرها السابق على الكثيرين تلاشى، خصوصا بعد أن اكتشف الناس أن قادتها حادوا عن الخط بحثا عن الرفاهية.

 

أخبار ذات صله