fbpx
المواقف العربية الخالدة للجنوب

 

كتب – جمال حيدرة
كان للجنوب مواقف عربية قوية ومشرفة، إذ أن الجنوب وقف بكل شجاعة ضد إحتلال الكويت، وحينها لم يكن من أحد يستطيع أن يُغضب صدام حسين أو يقول له لا، والجنوب أكثر من دعم فلسطين ولبنان، وفتحت عدن معسكرات للفلسطينيين ودربتهم وزودتهم بالسلاح، وبشهادة السفير الفلسطيني منحت عدن أبو عمار أجهزة رادارات روسية لم تكن متوفرة في المنطقة إلا بالجنوب.
وفي حرب أكتوبر ١٩٧٣م بين مصر وإسرائيل أغلق الجنوب باب المندب في وجه الملاحة الاسرائيلية بالتنسيق مع النظام المصري، وفي ذات الفترة رفض الجنوب اقدام إيران في عهد الشاه على إحتلالها  للجزر الإماراتية، طنب الكبرى والصغرى.
وحتى بعد اجتياح الجنوب ظل الجنوبيون  يحيون يوم الأرض بميسرات حاشدة، ويحتفون بذكرى أكتوبر ولم ينسوا أي ذكرى عربية، وبرغم القطيعة العربية مع الجنوب، وتنكرهم لتلك الدولة التي كانت معهم في السراء والضراء إلا أن الجنوب أول من انتصر للقضية العربية ووقف بكل جسارة في وجه التدخل الإيراني في العام ٢٠١٥م ووحده من حارب بكل صدق ضمن مشروع عربي، وهو أي الجنوب الشريك الفاعل في محاربة الإرهاب اليوم.
كل هذا يؤكد بأن الجنوب-بدولة أو بدونها- كان وما يزال ضمن الإجماع العربي ولن يخرج عن ذلك الخط كمبدأ انتهجه منذ البداية، ولا ننسى أن الجنوب أول دولة عربية تنازلت عن أرضها وعلمها وعملتها وثرواتها لصالح مشروع الوحدة في عام ١٩٩٠م وكان يرى انذاك أن هذا التوجه يصب في إتجاه وحدة عربية شاملة يكون فيها للعرب قوة عسكرية واقتصادية وسياسية واحدة.
ذلك الجنوب كان اسمه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي تخلى عنها الجميع وستعود اليوم بفضل مواقفها السابقة والحالية وبقوة الحق الذي تمتلكه.
هذا جزء بسيط من المواقف الجنوبية الخالدة حيال القضايا العربية وهناك الكثير والكثير لكن في المقابل علينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدم لنا العرب، وما هي المواقف التي يمكن أن نذكرها لهم منذ أن أسقط نظام صنعاء عدن في عام ١٩٩٤م وحتى اللحظة؟
كنا نموت قهرا وكمدا في ظل ممارسات نظام صنعاء القمعية، كنا نباد كل يوم في حين يتغنى العرب بوحدة اليمن دون أن يكلف أحدهم نفسه بمعرفة حقيقة الوحدة، وما هي نتائجها الكارثية على الجنوب شعبا وارضا وهوية.