fbpx
الإمارات محطة توزيع عالمية للقاح كورونا
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

لم يمنع إغلاق مسارات الطيران المهمة عالميا دولة الإمارات من ابتكار دور لها كمحطة توزيع عالمية للقاح، وعلى العكس تأقلمت سريعا مع المتغيرات التي يفرضها زمن الجائحة، وأبدت استعدادا قويا لدعم الدول النامية في تجاوز الأزمة الصحية.

 

وأعلنت مجموعة طيران الإمارات، الاثنين، أنها وضعت خطة لحمل لقاحات فايروس كورونا من الشركات المصنعة إلى دبي لتخزينها في الإمارة ثم نقلها عبر أسطولها إلى دول العالم بشكل يومي، في خطوة تكشف المد التضامني للإمارات، كما تعكس موقفها الواضح من رفض وعدم التسامح مع “قومية اللقاح”.

 

وكانت الإمارة الثرية أعلنت، الأحد، عن مبادرة لجعلها مقرا لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات خصوصا لصالح البلدان النامية، اعتمادا على طيران الإمارات، أكبر ناقل جوي في المنطقة، ومجموعة موانئ دبي العالمية التي تشغّل موانئ في عدة دول.

 

وتهدف المبادرة إلى تحويل “المدينة العالمية للخدمات الإنسانية” في الإمارة، وهي مقر العديد من المنظمات الإنسانية والتابعة للأمم المتحدة، مركز انطلاق لتوزيع اللقاحات.

 

وقال المكتب الإعلامي لحكومة دبي في بيان “أطلقت إمارة دبي مبادرة عالمية جديدة لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات حول العالم”.

 

وأضاف أن التركيز سيكون “بشكل خاص على البلدان النامية، التي تضرر سكانها بشدة من الوباء وتواجه تحديات في نقل وتوزيع المستحضرات الطبية”.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة طيران الإمارات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم “أنا على ثقة أن باستطاعتنا معا تلقّي كميات كبيرة من جرعات اللقاح وتخزينها، ومن ثمّ توزيعها إلى أي نقطة حول العالم في غضون 48 ساعة على أبعد تقدير”.

 

وستستخدم شركة الإمارات للشحن الجوي التابعة للمجموعة العملاقة طائرات الشحن، وكذلك طائرات الركاب لتوزيع اللقاح.

 

وأوضح نائب رئيس أول دائرة الشحن في “شركة الإمارات للشحن الجوي” نبيل المر في تصريحات صحافية أن “طائرات الشحن وعددها حوالي 12 بحمولة تفوق نحو 100 طن، ستُستخدم لنقل اللقاحات إلى دبي وتخزينها في منشأة متخصّصة في مطار آل مكتوم في جنوب الإمارة تضم حوالي عشرة آلاف حاوية، ثم تحميلها على متن طائرات الركاب في مطار دبي الدولي وتوصيلها للدول المعنية”.

 

وتابع “الفكرة هي أن تكون لدينا رحلات يومية لنقل كميات يمكن للدول استيعابها تقريبا بشكل يومي”.

 

أنور قرقاش: لا للنزعة القومية للقاح في معركتنا المشتركة ضد كورونا

وقبل تفشي الفايروس، كانت طيران الإمارات تنقل الملايين من المسافرين سنويا من وإلى دبي التي تشكّل السياحة فيها شريان حياة منذ أكثر من عقدين.

 

وكانت الشركة التي تضم أسطولا ضخما مؤلفا من 270 طائرة، تسير رحلات إلى نحو 150 دولة قبل إجراءات الإغلاق.

 

وأكّد المر أن “المجموعة أعطت شركات الأدوية جداول الرحلات المتوفرة لدينا، وتم من خلال هذه الجدولة بناء جدول لعملية النقل التي ستتم في المستقبل القريب”.

 

وتأتي المبادرة بعد دعوة مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى عدم التخلي عن الدول الفقيرة حتى تكمل الدول الغنية تطعيم سكانها باللقاحات المضادة لكوفيد – 19، ما يعكس التعاون الإماراتي المستمر مع منظمة الصحة العالمية ومشاركتها في توزيع اللقاح بشكل عاجل عبر دبي.

 

وتعتمد دول العالم كله حاليا على التلقيح لوقف تفشي الوباء الذي أدى إلى وفاة أكثر من 2.2 مليون شخص، إلا أنّ تأخيرا في عمليات التسليم بدأ يثير قلق دول عديدة.

 

وتؤكد المبادرة الإماراتية الدور الإنساني الكبير الذي تلعبه الإمارات منذ ظهور الوباء، حيث تعد من أكبر المزودين للمساعدات في مكافحة الفايروس في المنطقة والعالم.

 

وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في تغريدة على تويتر الأحد “نحن جميعا ندرك جيدا التحديات التي تواجهنا عالميا في هذا الوباء وضرورة العمل معا. لا ينبغي التسامح مع قومية اللقاح في معركتنا المشتركة لهزيمة كورونا”.

 

وسبق أن انتقدت منظمة الصحة العالمية كل نزعة قومية في ما يخصّ اللقاح ضد فايروس كورونا المستجد، داعية إلى “توافق عالمي على جعل من كل لقاح منفعة عامة مشتركة”.

 

وتأتي الإمارات في طليعة دول العالم بعملية توزيع اللقاحات وطنيّا وإقليميّا ودوليّا؛ فقد عملت على تأمين لقاح كورونا، حيث تجاوز عدد الحاصلين على اللقاح في الدولة حتى اليوم 3.5 مليون شخص.

 

ولم يمنع القرار البريطاني القاضي بحظر رحلات الركاب المباشرة من الإمارات، ليغلق بذلك أنشط مسار جوي دولي في العالم من دبي إلى لندن، الجهود الإماراتية في توزيع اللقاح.

 

وقالت بريطانيا إنها أضافت الإمارات وبوروندي ورواندا لقائمة الحظر المرتبطة بفايروس كورونا، قلقا من احتمال انتشار سلالة متحورة جديدة من الفايروس رُصدت أول مرة في جنوب أفريقيا.

 

دبي وضعت بنيتها التحتية المتطورة وخبرتها اللوجستية في خدمة تخزين وتوزيع اللقاح عالميا، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتوقع في الطلب على الخدمات اللوجستية المخصصة لنقل اللقاحات

 

وكتب وزير النقل البريطاني جرانت شابس على تويتر “هذا يعني أن من كانوا في هذه البلدان أو مروا بها سيُمنعون من الدخول باستثناء البريطانيين والأيرلنديين وأصحاب الجنسيات الأخرى الذين يحملون حقوق إقامة، وعليهم عزل أنفسهم عشرة أيام في المنزل”.

 

وعلى رغم قرار الحظر، تأقلمت الإمارات سريعا مع المتغيرات، حيث تعمل على أن تصل مساعداتها إلى البلدان المحتاجة.

 

ووضعت دبي بنيتها التحتية المتطورة وخبرتها اللوجستية في خدمة تخزين وتوزيع اللقاح عالميا، وذلك بالتزامن مع الارتفاع المتوقع في الطلب على الخدمات اللوجستية المخصصة لنقل اللقاحات.

 

ويلفت سلطان أحمد بن سليم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، إلى أن “مبادرة دبي بحشد قدرات كل من طيران الإمارات وشبكة موانئ دبي العالمية ومطارات دبي والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية تعد مثالا بارزا على ريادة دبي في مجال توفير الحلول والإمكانيات لمساعدة العالم على تجاوز أزمة كورونا والخروج السريع من تداعياتها”.

 

وتعد الإمارات واحدة من أولى دول العالم التي بدأت حملة التطعيم الجماعي للمواطنين والمقيمين مع توفيره بالمجان، وهو ما يمثل خطوة مهمة في مسار مواجهتها للجائحة، والحد من انتشارها.

 

ويكتسب توزيع لقاحات كورونا في الإمارات ميزة إنسانية فريدة، خاصة مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها، الأمر الذي يجعل عملية التطعيم تشمل أشخاصا من كافة المناطق الجغرافية بالعالم ومن مختلف الأديان والأعراق والأجناس، وهو ما ينسجم مع نهج الدولة التي تعد حاضنة عالمية لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين.

أخبار ذات صله