fbpx
زيادة سعر الخبز تصب الزيت على نار الاحتجاجات في لبنان
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

رفعت وزارة الاقتصاد اللبنانية الاثنين سعر كيس الخبز بنسبة عشرين في المئة، في بلد يشهد انهيارا اقتصاديا حادا باتت معه السلطات عاجزة عن مواصلة دعم المواد الأساسية وسط أزمة معيشية خانقة فاقمتها تدابير الإغلاق لمواجهة كوفيد – 19.

 

ويُتوقّع أن يزيد هذا القرار من موجة الاحتجاجات الشعبية في البلاد، والتي عادت بقوة بعد المواجهات الأخيرة بين قوات الأمن ومجموعات من الشباب الذين خرجوا منددين بتردي الأوضاع المعيشية.

 

حسين عبدالحسين: كيف نتخيل مثلا أن يُصبح تناول فطائر الزعتر نوعا من الترف

وأعلن وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راوول نعمة الاثنين أنه “نظرا إلى الارتفاع المتواصل والحاد لسعر القمح في البورصة العالمية وارتفاع سعر صرف الدولار، وحفاظا على الأمن الغذائي” رفعت الوزارة سعر ربطة الخبز، من الحجم الكبير، من ألفين إلى 2500 ليرة “كحد أقصى”، أي بزيادة قدرها عشرون في المئة.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها وزارة الاقتصاد إلى رفع سعر الخبز على وقع أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها لبنان منذ خريف عام 2019، أدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها مقابل الدولار في السوق الموازية بينما السعر الرسمي مازال على حاله.

 

وارتفعت الأسعار بنسبة 144 في المئة، وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي. وبات أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. وخسر عشرات الآلاف من اللبنانيين وظائفهم ومصادر دخلهم.

 

وحذر مراقبون من أن الأوضاع ستزداد سوءا إذا استمر السياسيون في صراعاتهم وتغاضوا عن محاولة إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية الحادة التي قد تصل إلى حد العجز عن توفير رغيف الخبز المدعوم للعائلات الفقيرة.

 

وقال الكاتب اللبناني حسين عبدالحسين “إذا كان يمكن وصف لبنان بسفينة تيتانيك تغرق وسط إنكار السياسيين، فإن الأسوأ من ذلك أن فطائر الزعتر لم تعد مُتوفرة إلا بالخبز غير المدعوم”.

 

وكتب عبدالحسين، الزميل السابق في معهد “تشاتام هاوس” بلندن في مقال بموقع “سنديكيشن بيورو” للرأي، عن تحول وجبة الغداء الأساسية إلى ترف يزيد الأزمة اللبنانية وطأة “أن المخبوزات ومن بينها فطائر المنقوشة البسيطة التي يتناولها العمال وموظفو المكاتب على حد سواء، صارت تُصنَع بالدقيق غير المدعوم، وبالتالي صارت المنقوشة طعاما باذخ التكلفة”.

 

وتساءل “كيف يمكن أن تتخيل مثلًا أن يُصبح تناول شريحة بيتزا نوعا من الترف؟”، مضيفا “هذا التطور يُشير إلى عمق الأزمة التي يمر بها الاقتصاد اللبناني”.

 

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، نسبة الفقر في لبنان ارتفعت عام 2020 إلى 55 في المئة، بعدما كانت 28 في المئة عام 2019، فيما ارتفعت نسبة الذين يعانون من الفقر المدقع من 8 إلى 23 في المئة.

 

ويحذّر خبراء من أن الطبقة الوسطى الدنيا بدأت تختفي، مع خسارة الليرة أكثر من ثمانين في المئة من قيمتها أمام الدولار في السوق السوداء، فيما السعر الرسمي مثبت على 1507 ليرات.

وأثارت إجراءات الإغلاق العام المشددة لمكافحة فايروس كورونا، والمستمرة حتى الثامن من الشهر الحالي، الخشية على مصير عائلات تعاني أساسا أوضاعا اقتصادية هشّة في بلد يشكل العمال المياومون فيه قرابة نصف اليد العاملة، بحسب وزارة العمل، ويحتاج 75 في المئة من سكانه إلى المساعدة.

 

واعتبرت نقابة مستوردي المواد الغذائية، الاثنين، أن “ما يمر به لبنان من ظروف صعبة بدءًا من الأزمة المالية والاقتصادية والشحّ في العملات الأجنبية وصولاً إلى الإقفال العام… أرخى بثقله على القطاع وزاد من التحديات والصعوبات التي تواجهها الشركات المستوردة”.

 

وحذرت من أن تؤدي تلك العوامل وتداعياتها “إلى نقص في المخزون الغذائي إلى نحو النصف، أو أكثر”، في بلد يستورد نحو 80 في المئة من حاجياته الغذائية.

 

ووقعت وزارة المال والبنك الدولي الجمعة اتفاقا على تقديم مساعدة طارئة للبنان قدرها 246 مليون دولار، على شكل تحويلات مالية وخدمات اجتماعية لنحو 786 ألف لبناني يعيشون تحت خط الفقر.

 

وشهدت مدينة طرابلس، الأفقر في لبنان، الأسبوع الماضي احتجاجات دامت عدّة أيام ضد إجراءات الإغلاق التي ضاعفت معاناة اللبنانيين، وتخللتها مواجهات مع قوات الأمن أسفرت عن إصابة المئات بجروح ومقتل شاب.

 

وعلى وقع تضاؤل احتياطي المصرف المركزي بالدولار، تدرس السلطات منذ أشهر مسألة رفع الدعم عن استيراد مواد أساسية هي القمح والأدوية والوقود. وكان من المفترض رفع الدعم نهاية عام 2020، في خطوة يحذّر محللون مما سينتج عنها من “آثار تضخمية”.

 

أخبار ذات صله