fbpx
لوبيات أميركية معادية للسعودية تستهدف مشاريع الإعمار والإصلاح
شارك الخبر
لوبيات أميركية معادية للسعودية تستهدف مشاريع الإعمار والإصلاح

 

يافع نيوز – العرب

ردت السعودية بسرعة على حملة تستهدف مشاريعها الكبرى وبدأت بشكل متزامن مع استلام الرئيس الأميركي جو بايدن مهامَّه، في خطوة قال مراقبون إن الهدف منها إرباك مساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي تقوم على الاستثمار في تطوير المدن الكبرى واستحداث مشاريع سكنية بمواصفات بيئية معاصرة في بلد يقع جغرافيًّا في إحدى أكثر المناطق ارتفاعا في درجات الحرارة.

وأعلن ولي العهد السعودي، الخميس، أن بلاده تعمل “على إستراتيجيات لتطوير جميع مناطق المملكة والرياض تشكل 50 في المئة من الاقتصاد غير النفطي، ونستهدف أن نصل إلى 15 مليون نسمة في مدينة الرياض خلال 2030″، في إعلان واضح عن أن العاصمة لا تزال ذات أولوية قصوى لدى الحكومة السعودية.

وقال فهد الرشيد رئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض إن الحكومة السعودية ستستثمر 220 مليار دولار لتحويل الرياض إلى مدينة عالمية بحلول 2030، متوقعا استقطاب استثمار بالحجم نفسه من القطاع الخاص.

وربطت مصادر دبلوماسية خليجية ما يجري من حملات، وخاصة تلك التي تستهدف الأمير محمد بن سلمان، بوجود رغبة من لوبيات متعددة الولاءات -في مراكز النفوذ الأميركي التقليدية (الكونغرس، وزارة الخارجية، الإعلام)- في منع السعودية من بناء مسار خاص يقوم على إصلاحات كبرى تخرجها من دائرة الارتهان للنفط.

وتقوم رؤية 2030، التي يمضي ولي العهد السعودي في تنفيذها، على إصلاحات جوهرية تفضي إلى قيام اقتصاد سعودي متعدد الركائز، من ذلك مشاريع لبناء مدن كبرى بمواصفات عصرية، والاستثمار فيها بالمليارات، والرهان على اقتصاد الذكاء.

ومن شأن هذه المشاريع الكبرى أن تجلب الاستثمارات والشركات الدولية الكبرى، وتوفر مواطن عمل كثيرة، وتمكّن المملكة من بدائل إستراتيجية تحررها من الاعتماد بشكل شبه كامل على عائدات النفط، ومن الارتهان لحركة الأسعار في السوق العالمية، فضلا عن أن هذا المسار يمكّنها من الاستعداد لمرحلة ما بعد النفط.

وفتحت التصريحات المتعددة لولي العهد السعودي خلال الفترة الأخيرة بشأن مشاريع استثمارية كبرى، أبواب حملات إعلامية تزامنت مع استلام الرئيس الأميركي جو بايدن مهامَّه.

واستعادت هذه الحملات قضايا قديمة مثل قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي. لكن الجديد هو تركيزها على انتقاد تجاوز العمل الصحفي العادي ليصل إلى حد السخرية من المشاريع الحضرية وخصوصا مشروع المدينة البيئية “لاين” الذي يتبناه الأمير محمد بن سلمان كما ورد في تقرير صحيفة نيويورك تايمز منذ يومين.

وانتقد روبرت أف وورث في مقال بالصحيفة الأميركية تحت عنوان “الواقع المظلم خلف أحلام السعودية المثالية” شريطا ترويجيّا لمشاريع السعودية الضخمة ظهر فيه الأمير محمد بن سلمان، معتبرا أن “مشاهدة الفيديو الترويجي لولي العهد تنغمس في شكل سعودي مميز من الغطرسة، يمزج بين الانتصار الديني والعظمة الملكية”.

واستعاد المقال الصورة التقليدية المرسومة عن السعودية في المخيال الغربي (الصحراء، والقبيلة، والمرأة، وقطع الرؤوس) قافزا على كل الإصلاحات التي أقرتها السعودية وأزمعت على إنجازها في السنوات القليلة القادمة، ومن بينها ما تعلق بتطوير واقع المرأة ومراجعة الأحكام القضائية بما يقترب أكثر ما يمكن من منظومة حقوق الإنسان الكونية.

وأشار المقال المتهكم إلى أن السعودية تستثمر في المدن الجديدة في حين تترك الاستثمار في مدنها الكبرى، وهو الأمر الذي حرك الرد السعودي الفوري من ولي العهد نفسه ومن رئيس هيئة الرياض.

وتراهن الدوائر التي تقف وراء هذه الحملات على استلام الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن مهامَّه، والإشارات التي أرسلها ممثلو الإدارة الجديدة بشأن الانتقادات الموجهة للسعودية في ملفات داخلية وإقليمية.

وتدرك السعودية خطورة ترك اللوبي المعادي لها يعمل بحرية سياسية وإعلامية في واشنطن في هذا التوقيت تحديدا.

220

مليار دولار من الاستثمارات لتحويل الرياض إلى مدينة عالمية بحلول 2030

وذكرت “فورين بوليسي” الأميركية أن السعودية تعاقدت مع 16 شركة من أجل الاستفادة من خدماتها لتحسين صورتها في الولايات المتحدة، على خلفية قضية خاشقجي، وأن “صورة السعودية تضررت أيضا إثر سجلها السيء في قضايا حقوق المرأة”.

وكشف ولي العهد السعودي، الخميس، أن بلاده ستعلن عن إستراتيجية لتطوير مدينة الرياض كجزء من خططها لتنويع مصادر الدخل ونموّ الاقتصاد.

وقال الأمير محمد بن سلمان، خلال حديثه مع رئيس الوزراء الإيطالي السابق وعضو مجلس الأمناء بمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار ماتيورينزي، خلال مشاركته في الدورة الرابعة لمبادرة مستقبل الاستثمار “كل الخصائص التي تمتلكها الرياض تعطي ممكنات لخلق وظائف وخلق نمو في الاقتصاد وخلق استثمارات وخلق العديد من الفرص، لذلك ننظر للرياض بعين الاعتبار”.

وفي حين لفت إلى أن مدينة الرياض تشكل 50 في المئة من الاقتصاد غير النفطي بالسعودية، قال إن “تكلفة خلق الوظيفة بالرياض أقل بـ30 في المئة من أي مدينة أخرى، وتكلفة تطوير البنى التحتية والعقارية في الرياض أقل بـ29 في المئة من المدن السعودية”.

وأعلن أن “البنية التحتية في الرياض رائعة بسبب ما قام به الملك سلمان طوال خمسين سنة”.

ونوه إلى أن الرياض هي إحدى ركائز النمو الاقتصادي في السعودية، مضيفا “نستهدف أن يصل عدد سكان الرياض إلى 15 – 20 مليون نسمة في 2030”.

وردا على سؤال، شدد الأمير محمد بن سلمان على أن للرياض فرصة كبيرة للغاية لخلق نمو اقتصادي وصناعي وسياحي في السعودية، كاشفا عن خطط لإنشاء محميات ضخمة حول الرياض لتحسين وضعها البيئي كي تصبح المدينة من أكبر عشر مدن في العالم.

وقال فهد الرشيد رئيس الهيئة الملكية لمدينة الرياض “ستستثمر الحكومة بالفعل حوالي 220 مليار دولار على مدار عشر سنوات من خلال صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي) وصندوق التنمية الوطني والهيئة الملكية لمدينة الرياض”.

وتشتهر الرياض، التي يقطنها ويعمل بها نحو ثمانية ملايين نسمة، بطرقها السريعة متعددة الحارات والأبنية الخرسانية.

وشهدت المدينة في الآونة الأخيرة تحولا كبيرا لتحوي دورا للعرض السينمائي وأماكن لتناول الطعام في الهواء الطلق في إطار جهود حكومية لإضفاء طابع من الانفتاح على نمط حياة السعوديين الهادئ والتشجيع على ممارسة النشاط البدني وإضفاء المزيد من البهجة على الحياة في المملكة المحافظة.

وأضاف الرشيد “إذا صار لدينا سبعة ملايين شخص آخرين يتحركون في الرياض، سنحتاج إسكانا بقيمة 200 مليار دولار أخرى، ومن خلال استثمارات القطاع الخاص لاستيعاب هؤلاء السكان، ستحتاج مبلغا مماثلا إضافيا. الرسالة هي أن الحكومة السعودية تطرح أموالها أولا”.

أخبار ذات صله