fbpx
مرشح بايدن للخارجية لا يستبعد فرض عقوبات جديدة على تركيا
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

أبدى أنتوني بلينكن، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمنصب وزير الخارجية، موقفا حازما تجاه الملف التركي وما ستكون عليه العلاقة بين الإدارة الأميركية والحكومة التركية.

 

ووصف بلينكن تركيا، حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بأنها “شريك إستراتيجي مزعوم” وأشار إلى إمكانية فرض المزيد من العقوبات عليها لشراء أنظمة دفاع جوي روسية الصنع.

 

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا في 14 ديسمبر بسبب شراء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الروسية أس – 400، مما زاد من تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل بين البلدين.

 

أنتوني بلينكن: سندرس تأثير العقوبات الحالية ثم نحدد ما يجب القيام به

وقال بلينكن “فكرة أن يكون ما يسمى بشريك إستراتيجي لنا على وفاق مع أحد كبار منافسينا الإستراتيجيين في روسيا غير مقبولة”.

 

وأضاف “أعتقد أننا بحاجة إلى النظر لمعرفة تأثير العقوبات الحالية ثم تحديد ما إذا كانت هناك إجراءات أخرى يتعين القيام بها”.

 

واستهدفت العقوبات التي أُعلنت في ديسمبر الصناعات الدفاعية التركية ورئيسها إسماعيل دمير وثلاثة موظفين آخرين، كما استبعدت تركيا من برنامج الطائرة أف – 35 .

 

وحاول دونالد ترامب إعادة تركيا إلى برنامج المساعدة في بناء وتشغيل المقاتلات المتقدمة أف – 35 بعد استبعادها. وشعر ترامب بخيبة أمل لأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تبيع لتركيا 100 طائرة أف – 35 التي طلبتها، وقد وصف الأمر بأنه “غير عادل”.

 

وكانت تركيا تتوقع أن يستخدم ترامب إعفاء لحمايتها من العقوبات الناتجة عن شرائها منظومة أس – 400. لكن وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر أصر وقتها على أنه يتعين على تركيا إزالة منظومة أس – 400 بالكامل، قبل أن تفكر الولايات المتحدة في إعادة أنقرة إلى برنامج طائرات أف – 35 .

 

والأسبوع الماضي، قال المتحدث باسم البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) توماس كامبل إن “المشاركة التركية في تصنيع مكونات الطائرات المقاتلة أف – 35 ستستمر في الانخفاض خلال العامين المقبلين”.

 

وأضاف كامبل أن إنتاج المكونات قد تم نقله بالكامل تقريبا إلى دول أخرى، وسيستمر في الانخفاض تماشيا مع سياسة الولايات المتحدة تجاه تركيا.

 

وأكد “لا توجد تغييرات في سياسة الولايات المتحدة في ما يتعلق بوضع تركيا في برنامج أف – 35. تم تعليق عضوية تركيا في برنامج هذه الطائرة المقاتلة. وتم نقل معظم إنتاج المكونات إلى دول أخرى في2020، وسيستمر في الانخفاض في 2021 و2022”.

 

وتعتبر العقوبات الأميركية مخففة نسبيا مقارنة بما كان يطالب به مسؤولون أميركيون، لكن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب كان قد حمّل في السابق إدارة سلفه الديمقراطي باراك أوباما المسؤولية عن التقارب التركي الروسي وعن شراء أنقرة لمنظومة أس – 400 الروسية، متهما أوباما بأنه امتنع عن بيع تركيا منظومة الصواريخ الدفاعية الأميركية باتريوت.

 

وبحسب تصريحات بايدن، فإن السياسة الخارجية للإدارة الجديدة أكثر صرامة في التعاطي مع ما أبدته تركيا من عناد في مسائل تهدّد النظم الدفاعية لحلف الناتو.

 

وانتقد جو بايدن السياسات الداخلية والخارجية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيث وصفه في مرات عديدة بالمستبد، منتقدا التدخلات التركية في عدد من الساحات في المنطقة، خاصة الساحتين السورية والليبية وعمليات التنقيب غير الشرعية شرق المتوسط.

 

صفقة تركية مثيرة للجدل

ويرى مسؤولون أميركيون أن بايدن لن يكون صداميا في التعاطي مع مسألة الصواريخ الروسية، لكنه أيضا لن يتهاون في الردّ على ما تبديه تركيا من تحد للولايات المتحدة ولحلف شمال الأطلسي.

 

وتقول واشنطن إن منظومة أس – 400 تمثل تهديدا للطائرة أف – 35 وللنظم الدفاعية لدى حلف شمال الأطلسي بشكل عام. وترفض تركيا ذلك قائلة إن منظومة أس – 400 لن تُدمج في حلف شمال الأطلسي وأن شراءها كان ضروريا لأن أنقرة لم تستطع الحصول على أنظمة دفاع جوي من أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي بشروط مناسبة.

 

والأسبوع الماضي واصل أردوغان تحديه لإدارة بايدن قائلا إن بلاده تجري خلال الشهر الحالي محادثات مع موسكو للحصول على شحنة ثانية من منظومة الصواريخ الروسية.

 

ويتوقع مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية آرون شتاين أن “تجري إدارة بايدن مراجعة لسياسة تركيا، وأن يكون هناك بعض الاعتبار لحلف شمال الأطلسي، مع محاولة إقناع أنقرة بأن تكون حليفا أكثر تعاونا. لكنها سترث مشكلة منظومة الدفاع الروسية، ولا ينتظر أن تُحلّ هذه المشكلة بل ستزداد سوءا”.

 

ويقول مدير صندوق مارشال الألماني لمكتب الولايات المتحدة في أنقرة، الباحث أوزغور أونلوهيسارجيكلي، إن “الأسلحة الروسية ستكون واحدة من أهم نقاط العلاقات التركية الأميركية، وستتمثل أجندة بايدن وتركيا في إنهاء سلسلة العقوبات إذا أمكن ذلك”. وأضاف “ربما تكون الخطوة الأولى المتوقعة من أنقرة هي التخلي عن عملية التقارب مع روسيا وتحويل وجهتها إلى حلف شمال الأطلسي مرة أخرى”.

أخبار ذات صله