fbpx
تفعيل الدبلوماسية متعددة الأطراف أبرز اختبار تواجهه إدارة بايدن
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

تتضمن تصريحات الرئيس المنتخب جو بايدن حول السياسة الخارجية العديد من النقاط، ومع ذلك، فبالإضافة إلى جعل الولايات المتحدة تقود مرة أخرى، من خلال استعادة مكانتها الأخلاقية ومؤسساتها الديمقراطية، فإن براعته الرئيسية هي التعددية.

وبالنسبة إلى البعض، هذا المصطلح يعيد إلى الأذهان العمل مع المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وبالنسبة إلى الآخرين، يعني ذلك أساسا إقامة تحالفات ومعاهدات.

ويستخدم بايدن تلك المصطلحات في أغلب الأحيان لمقارنة مُثُل سياسته الخارجية مع انعزالية الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، من خلال القيام بما يلزم القيام به مع الدول الأخرى.

وثمة توقع كبير بين العديد من خصوم واشنطن بأن تنصيب بايدن سيؤدي إلى تبنيه لهجة أقل تصادمية مع العالم الخارجي مقارنة بسلفه ترامب، لكنه يحتاج إلى تفعيل الدبلوماسية المتعددة الأطراف باعتبارها أهم اختبار سيواجهه خاصة في عدة قضايا حساسة تشكل مجالا جيواستراتيجيا حيويا.

وقبل أيام قلائل من تنصيب إدارة أميركية جديدة ربما تتبنى جدول أعمال يختلف عن نهج الإدارة السابقة لها، سيظل هناك ترقب لخيوط السياسة الخارجية التي سيتم انتهاجها لاستخلاص الخطوط العريضة بشأن تعاملها مع ملفات صعبة ومتشعبة، لاسيما ما يتعلق بالملف الإيراني والتعامل مع الصين.

ويرى المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوفلن، أحد كبار زملاء معهد جيتستون الأميركي، ومحلل الشؤون الدفاعية بصحيفة ديلي تليغراف البريطانية، أن الكشف عن أن حزب الله ضاعف ترسانة الصواريخ المتقدمة الموجهة لإسرائيل على مدار العام الماضي هو تذكير في الوقت المناسب بأن إيران، إلى جانب الوكلاء العديدين الذين تدعمهم في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تعد بتقديم أكبر التحديات الحرجة للسياسة الخارجية لجو بايدن هذا العام.

وأوضح كوفلن أنه في الكثير من النواحي، في ما يتعلق بإيران، كان 2020 عاما سيئا، فقد بدأ العام بالنسبة إليها بداية غير مواتية عندما نجحت إدارة ترامب في تنفيذ اغتيال قاسم سليماني، القائد البارز لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو الرجل الذي كان مسؤولا بشكل أساسي عن نشر نفوذ إيران في أنحاء المنطقة بصفته أحد المقربين الموثوقين للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

كون كوفلن: إيران والصين أكبر تحديين لإدارة بايدن في عام 2021

وعلى ذلك، فقد سلب نظام العقوبات الذي فرضته الولايات المتحدة الاقتصاد الإيراني قوته، إذ نفذ ترامب ذلك النظام بعد الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بدعوى أنه كان سوف يسمح لطهران في النهاية بامتلاك أسلحة نووية. ونتيجة لذلك، فقدت العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها، في حين أن التضخم والبطالة تجاوزا حد الـ20 في المئة.

وواجه النظام الإيراني أيضا انتقادات داخلية شديدة بشأن طريقة تعامله مع جائحة فايروس كورونا، وتعرضت الحكومة لاتهامات بأنها كانت بطيئة للغاية في الاستجابة للتحدي الذي تمثله جائحة كوفيد – 19، وأنها سعت عمدا للتستر على عدد الوفيات الحقيقي.

ويقول كوفلن إنه من الواضح أن حكام إيران في أمسّ الحاجة إلى بعض الأخبار الجيدة التي يمكنهم نقلها إلى ناخبيهم المتشككين، مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو المقبل.

ولذلك، فإن إعلان حسن نصرالله، أمين عام حزب الله اللبناني، أن الجماعة حققت رغم كل الانتكاسات التي عانت منها طهران خلال العام الماضي زيادة كبيرة في عدد الصواريخ الموجهة لإسرائيل، سيكون أمر مبهجا لرجال الدين في إيران وهم يسعون لتقديم سجلهم في ضوء من الإيجابية قبل الانتخابات.

وقال نصرالله، الذي أعلن عن ذلك خلال مقابلة استمرت أربع ساعات في محطة تلفزيونية لبنانية موالية للحركة في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن “الصواريخ الدقيقة إيرانية الصنع قادرة الآن على إصابة أهداف في أي مكان في إسرائيل، وكذلك في الضفة الغربية وغزة”.

ووفق كوفلن، إن صح إعلان حزب الله فذلك يشكل تصعيدا خطيرا في قدرة إيران على مهاجمة إسرائيل، خاصة أنه من المفهوم أن الحرس الثوري الإيراني نشر أسلحة مماثلة في قواعد أقيمت حديثا في سوريا وتقع بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وحتى لو اتضح أن نصرالله يسعى من خلال هذا الادعاء إلى تعزيز مكانة حزب الله في لبنان بعد الانتقادات التي تلقتها الجماعة بشأن انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي، فمن غير المرجح أن تتسامح إسرائيل مع وجود مثل هذه الأسلحة القوية القريبة للغاية من حدودها.

وتصاعدت حدة التوترات بالفعل بين إيران وإسرائيل بعد تقارير في وقت سابق من هذا الأسبوع تفيد بأن الأخيرة تنشر إحدى غواصاتها في الخليج العربي، وهي خطوة أثارت رد فعل غاضب من أبوالفضل عموئي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، الذي وصف الخطوة الإسرائيلية بـ”العمل العدواني”، وحذر من أن إيران تحتفظ بحق الرد.

وبينما ينظر العديد من المراقبين العسكريين إلى الخطوة الإسرائيلية، التي يتم اتخاذها بالتزامن مع زيادة في النشاط البحري الأميركي في الخليج، كإجراء احترازي بحت مع اقتراب إدارة ترامب من نهايتها، لا يمكن مطلقا استبعاد الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران، وهو احتمال من الأفضل أن تتعامل معه إدارة بايدن عندما تدرس خيارات سياسته الخارجية.

ويبدو الملف الإيراني مهمّا إلى جانب الملف الصيني، حيث فتح ترامب جبهات حروب مع بكين بسبب هيمنتها الاقتصادية على العالم وهذا يشكل تحديا أيضا لبايدن.

ويأمل حكام الصين الشيوعيون، على سبيل المثال، في انخراط بايدن في نوع من الصفقات التجارية التي لا معنى لها والمحبوبة للغاية من جانب سلفه الديمقراطي باراك أوباما.

أخبار ذات صله