fbpx
الجنوب لكل أبنائه، والمسؤولية مشتركة.

مقال لـ : علي عبد الله البجيري

ليس هناك خطراً على أمن وإستِقرار وطنَّا الجنوب أشد من خطر اختلافِ الكلمة بين أبنائه، وتنازُع الآراء وتنافُر القلوبِ. وتاكيداً على صحة هذه المعادلة فإن هزيمة الغزاة الحوثيين عام ٢٠١٥م وما تلتها من مواجهات مع الجماعات الارهابية، كان سببها هو وحدة الصف الجنوبي، ووحدة الهدف والمصير.
الخطر اليوم على جنوبنا يكمن في تغذية تباينات الجسد الجنوبي، باستخدام أدوات وأساليب إثارة الفتن والفرقة، فوحدة الكلمة سبب كلِّ خيرٍ، والفُرقةُ والخلاف هو سبب كل شرٍّ.
اليوم يمر الجنوب بظروف دقيقة ومفصلية وحاسمة، تستدعي أن يتكاتف الجميع من أجل مواجهة تحديات المرحلة، فاتفاق الرياض يشكل محطة والتحديات والمراهنات على فشله كثيرة، هناك قوى سياسية بعينها لاتنوي تنفيذ بنوده، لذا فإنا نلاحظ تعثر خطوات تنفيذ بنود الاتفاق، فمن المسؤول عن ذلك، وأين الراعي والضامن على تنفيذ نص الإتفاق؟!.
الواقع السياسي والظروف المحيطة بنا من كل الاتجاهات تحتاج إلى رؤية واقعية للتعامل معها بروح وطنية بعيدة عن مكاسب الربح والخسارة، فإذا استطعنا إنجاز أي انتصارات عسكرية ودبلوماسية على أرض الواقع فالرابح في النهاية هو الجنوب.
لذلك ينبغي تحفيز وتفعيل مراكز التواصل ومحطات الالتقاء بين كل أبناء الجنوب على قاعدة نحن للجنوب والجنوب لنا.
‏حقائق التاريخ تقول أن كل أبناء الجنوب شركاء في المسؤولية على أن تتحمل أعبائها جميع الكيانات الجنوبية المعنية بالمشاركة في العملية السياسية. فسياسة رمي الكرة في ملعب الآخرين لم تعد نافعة.
ويهمنا أن نسجل هنا الملاحظات التالية:
اولاً: الوطن يمر بمنعطف خطير جداً هناك أزمات وصراعات ومصالح وأطماع إقليمية، هناك تخريب متعمد للمؤسسات الجنوبية، فالبنية التحية متهالكة ومهملة وبات حلها مطلوباً من دون الحاجة إلى تأجيلها لأعوام قادمة.
ثانياً: ما أحوجنا لتبني ثقافة التنازل للآخر، لما نحن اليوم بحاجة إليها من أجل أن تدور حركة الحياة، ووحدة الصف الجنوبي بكل أطيافه، فالوطن باق والأشخاص زائلين.
ثالثاً: يمر الوطن بظروف دقيقة ومفصلية وحاسمة تستدعي أن يتكاتف الجميع من أجل وضع رؤية سياسية تضمن المستقبل لأبنائنا واحفادنا وتخرج البلاد والعباد إلى بر الامان.
رابعاً: رسالتنا إلى أبناء الجنوب هي أن يعوا خطورة المرحلة، وتقديم تنازلات من أجل الوطن فالجميع مستهدفون، وإذا لم يتوحد الموقف الجنوبي فالعدو لن يرحم أحد، والمراهنات على شق وحدة الصف ستفسح المجال أمام الطامعين للسيطرة على الوطن والثروات.
خامساً: الوطن لن يعود كما كان إلا بنيات صادقة من أبنائه، وتوحيد الكلمة والمواقف، ونبذ الخلافات التي ينسل الأعداء من ثقوبها.
قال -تعالى-: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”. آل عمران آية (١٠٣)
قد تعجز الكلمات عن التعبير عندما يتعلق الأمر بوطنا نستظل جميعا برأيته الخفَّاقة في كل مكان من أرض الجنوب مهما حاول الغزاة والطامحون في ثرواته من الإساءة إلى رأيتنا الجنوبية، ستظل خفاقة دائماً وأبداً بإذن الله في سماء الجنوب.
خلاصة القول: .
الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات، وتسقى بالعرق والدم( ونستون تشرشل).