fbpx
سباق بين تركيا وإيران للاستفادة من “النصر” القطري
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

انطلق السباق التركي الإيراني في الاستفادة مما اعتبراه “نصرا” قطريا على السعودية ودول المقاطعة بعد أن انتهت القمة دون أن تلزم الدوحة بالحد من علاقاتها مع أنقرة وطهران، وهي أحد الأسباب الرئيسية للخلاف الذي انتهى إلى مقاطعة امتدت لأكثر من ثلاث سنوات.

ويدرك الطرفان أن نافذة الدوحة أبعد من أن تغلق في وجه نفوذهما المتزايد على الأراضي القطرية، وهو ما يحافظ بالنسبة إليهما على فرص اختراق الخليج ومنع موقف موحد لدول مجلس التعاون ضد التهديدات الإيرانية من ناحية، وضد الاختراق التركي من ناحية ثانية.

وأشاد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، بما أسماه المقاومة القطرية، ملمحا إلى أن هذه المقاومة يمكن التعويل عليها لدخول المنطقة، في إشارة إلى عزل الموقف السعودي الساعي إلى بناء توازن إقليمي مع إيران أمنيا وعسكريا ودبلوماسيا.

وقال ظريف في تغريدة على حسابه في تويتر “نبارك لقطر نجاحها في مقاومتها الشجاعة مقابل الضغط والابتزاز”.

وأضاف “يدري جيراننا العرب أن إيران ليست عدوا ولا تهديدا”.

وتابع “كفى إلقاء اللوم على الآخرين، خاصة عندما يترك ذلك المتمرد السلطة (في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب)”، وأنه “حان الوقت لقبول رؤيتنا الخاصة بتكوين منطقة قوية”.

ويعتقد مراقبون أن طهران تراهن على أن تلعب الدوحة دورا رئيسيا في كسر التحالفات التي تسعى السعودية لبنائها سواء ذات البعد العربي الإسلامي أو في العلاقة مع الأميركيين لتطويق إيران ومنعها من توسيع دائرة التوترات في المنطقة.

وأضاف هؤلاء المراقبون أن إستراتيجية إيران تقوم على خلق أجواء متوترة في المنطقة تساعد في إقناع السعودية والولايات المتحدة بأن التعامل معها له باب في الدوحة تماما مثل الدور الذي تلعبه في احتضان الحوار بين واشنطن وحركة طالبان، أو في العلاقة مع الجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى بما في ذلك الموالية لإيران.

وينظر المراقبون بعين الشك إلى التزام قطر بتغيير علاقتها مع إيران استجابة لمطالب السعودية، وأن الدوحة ستظل تراهن على طهران كورقة ضغط بيدها تجاه أي ضغوط لمطالبتها بتنفيذ الشروط التي سبق أن اشتُرطت عليها في 2017.

وإذا كانت إيران تعمل على استثمار المصالحة لإيجاد موطئ قدم يربك مساعي عزلها، فإن تركيا تنظر إلى نتائج قمة العلا كبوابة لعودة قوية إلى الخليج، خاصة من بوابة الاستثمارات والسياحة وكأن المصالحة ستلعب دور التكفير عن تآمر أنقرة على السعوديين، وليس عن أخطاء الدوحة.

وأعربت وزارة الخارجية التركية عن ترحيبها باتفاق “المصالحة الخليجية”. وقالت إن “إظهار إرادة مشتركة لحل النزاع الخليجي والإعلان عن إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع قطر أمر يبعث على السرور”.

وأضافت “مع إعادة تأسيس الثقة بين الدول الخليجية، تركيا مستعدة لبذل الجهود من أجل الارتقاء بتعاوننا المؤسسي مع مجلس التعاون الخليجي الذي نحن شريك إستراتيجي له”.

ويعتقد الأتراك أن “نصر” قطر في الخروج من قمة العلا دون أي التزامات واضحة هو نصر لهم باعتبارهم الحليف الرئيسي للدوحة في أزمة المقاطعة، حليف عسكري واقتصادي ودبلوماسي، وهو ما يستدعي تقاسم مكاسب هذه المصالحة.

أخبار ذات صله