fbpx
غريفيث يستثمر مزاج المصالحات لتنشيط جهود السلام في اليمن
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

 كشف مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عن جولة جديدة سيقوم بها إلى المنطقة خلال الأيام القادمة، تشمل زيارة العاصمة السعودية الرياض وزيارة عدن، وتعد الأولى منذ عودة الحكومة المنبثقة عن اتفاق الرياض إلى العاصمة اليمنية المؤقتة.

وقال بيان صحافي صادر عن مكتب غريفيث إنّ الأخير سيلتقي خلال زيارته بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وكبار المسؤولين السعوديين لينتقل بعدها إلى عدن للقاء رئيس الوزراء معين عبدالملك وأعضاء الحكومة اليمنية.

محاولة أممية لاستغلال لحظة التحولات الإقليمية اللافتة وما تحمله من توجّه نحو إغلاق ملفات التوتر في المنقطة

وأشار البيان إلى أن هذه الزيارة تأتي “بعد تشكيل الحكومة الجديدة والهجوم الذي تعرّض له مطار عدن في الثلاثين من ديسمبر الماضي والذي استهدف وزراء الحكومة وخلّف عددا كبيرا من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين”.

وأكدت مصادر سياسية لـ”العرب” أن الجولة الجديدة لغريفيث مرتبطة إلى حد كبير برؤيته للحل الشامل في الملف اليمني التي تعرف بالإعلان المشترك والتي تحظى بدعم إقليمي ودولي بهدف إنهاء الحرب في اليمن.

ووفقا للمصادر فقد تسلم المبعوث الأممي التعديلات من قبل الرئاسة اليمنية والحوثيين على آخر نسخة من “الإعلان المشترك” الذي يسعى غريفيث لإنهاء آخر اللمسات عليه قبل دعوته لمشاورات جديدة بين الشرعية والحوثيين في سويسرا بهدف تمرير الاتفاق الذي يعد بمثابة محددات لنزع فتيل التوتر، ووضع الملف اليمني على مسار التسوية السياسية الشاملة التي تستند على نتائج مشاورات الكويت وخطة وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري، بحسب ما ذكرت المصادر نفسها.

ويسعى المبعوث الأممي إلى اليمن لاستثمار التحولات البارزة التي تشهدها المنطقة بما في ذلك المصالحة الخليجية والتوجه نحو إغلاق ملفات التوتر في المنطقة مع وصول الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض.

وكتب الناطق باسم الجماعة الحوثية ورئيس وفدها التفاوضي في تغريدة على تويتر “ما يحصل على صعيد الخليج يؤكد أن سياسة الحصار والحرب والعدوان وصلت إلى حائط مسدود، وأن الاحترام المتبادل هو أسلم وأقصر الطرق لتحقيق الأمن والاستقرار”.

كما ربط القيادي في الجماعة محمد علي الحوثي بين المصالحة الخليجية والملف اليمني باعتبارها خطوة على طريق التسوية اليمنية، حيث قال في تغريدة على تويتر “نبارك لقطر وشعبها رفع الحصار ونبارك عودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية وبإذن الله تكون بداية لإنهاء الحروب والتوترات في المنطقة وعودة الحكمة العربية بتعزيز التآخي وإيقاف العدوان على اليمن وفك الحصار عنه”.

وتشير مصادر يمنية مطلعة إلى رهان المجتمع الدولي والأمم المتحدة على تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة معين عبدالملك باعتبارها أحد محاور الحل السياسي التي ستنهي حالة الازدواج في المعسكر المناوئ للحوثيين، وتسهل جمع أطراف النزاع اليمني على طاولة واحدة.

وقالت المصادر إن حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على الانخراط في الشرعية والمشاركة في الحكومة، كان مشروطا بمشاركة في المجلس في مشاورات الحل النهائي للأزمة اليمنية كممثل للقضية الجنوبية، وهو ما يذلل العقبات أمام أي حوار قادم تشارك فيه كل الأطراف الفاعلة في المشهد اليمني.

وإضافة إلى الدور الأميركي المرتقب في ما يتعلق بالدفع نحو إنهاء الحرب في اليمن، والتوصل لاتفاق قائم على مبادرة غريفيث، تلعب بريطانيا دورا محوريا في الملف اليمني، من خلال دعم جهود مواطنها غريفيث والتلويح بنقل رؤيته للحل في اليمن التي عمل على تسويقها خلال الشهور الماضية إلى أروقة مجلس الأمن الدولي لتمريرها في حال فشلت محاولات المبعوث الأممي في انتزاع موافقة الحكومة والحوثيين عليها في جولة مشاورات قادمة يتم الترتيب لها.

وفي هذا السياق، قالت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للحكومة الشرعية، الثلاثاء، إن وزير الخارجية وشؤون المغتربين أحمد عوض بن مبارك، استعرض عبر تقنية الاتصال المرئي مع سفير المملكة المتحدة لدى اليمن مايكل آرون الجهود المبذولة لتحقيق السلام الدائم والشامل في اليمن ورؤية الحكومة لتعزيز تلك الجهود.

ونقلت الوكالة عن الوزير اليمني، إشارته خلال الاجتماع إلى الهجوم على مطار عدن الدولي الذي استهدف أعضاء الحكومة لدى وصولهم إليه، وتأكيده على أن “الهجوم الذي تقف خلفه ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا واستهدف حكومة الكفاءات السياسية التي تحمل رسالة سلام، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الميليشيا تسعى لإطالة أمد الحرب غير آبهة بالتداعيات”.

وتشير المصادر إلى تحفظ الرئاسة اليمنية على العديد من بنود “الإعلان المشترك” باعتبارها تكريسا لسياسة الأمر الواقع وتمكين الحوثيين من مكاسب انتزعوها نتيجة الانقلاب والحرب، إضافة إلى الاعتراض على الآلية المنظمة للمرحلة الانتقالية التي تتطابق إلى حد كبير مع مبادرة كيري التي رفضتها الحكومة اليمنية عند عرضها في العاصمة العمانية مسقط في أواخر العام 2016.

وترجح المصادر أن تستند الإدارة الأميركية الجديدة التي يشغل فيها كيري منصب مبعوث خاص للرئيس على رؤية وزير الخارجية الأسبق الذي يتهم عادة بالتقارب مع طهران.

وتتزامن التحولات المتسارعة في المشهد اليمني مع تصاعد الدور الإيراني وبروزه إلى السطح، من خلال النشاط العلني الذي يقوم به السفير الإيراني لدى الميليشيات الحوثية في صنعاء حسن إيرلو.

ويعمل النظام الإيراني، بحسب مراقبين على قطف ثمار دعمه للميليشيات الحوثية، في محاولة لاستباق أي حوار جديد بين طهران والأطراف الدولية الموقعة على الاتفاق النووي واستخدام الملف اليمني كورقة للضغط على المجتمع الدولي لانتزاع مكاسب في ملفات مختلفة في أجندة النظام الإيراني.

أخبار ذات صله