fbpx
الاستفزازات الروسية والصينية سبب زيادة تركيز البنتاغون على الأسلحة النووية
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

لا تملك وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خططا للتخلي عن ترسانة أسلحتها النووية، بل من المرجح أن تتوسع فيها بدرجة أكبر إلى جانب الحملة واسعة النطاق للتحديث بسبب الاستفزازات التي تقوم بها كل من روسيا والصين.

وتعكف الوزارة بالفعل على زيادة إنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات وقاذفات قنابل من طراز الشبح وأسلحة منخفضة القوة، وصواريخ نووية أسرع من الصوت، وأنواع من الأسلحة النووية التي يتم إسقاطها من الجو.

ويؤكد الخبير العسكري كريس أوزبورن، الذي عمل سابقا بمكتب مساعد وزير الدفاع الأميركي في تقرير نشرته مجلة “ذا ناشونال إنتريست” الأميركية، أن السنوات الأخيرة شهدت تنفيذ برنامج نشط للأسلحة النووية، شمل التقدم السريع في البرنامج الجديد للصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعتبر الرادع الإستراتيجي الأرضي واستمرار التحديثات لصواريخ “مينتيمان 3” القديمة العابرة للقارات.

وبالإضافة إلى ذلك، تقوم المؤسسة العسكرية بالسعي لإنتاج رؤوس حربية نووية منخفضة القوة للصواريخ النووية طراز “ترايدنت دي 5” التي تطلق من الغواصات، وكذلك إنتاج صواريخ كروز بعيدة المدى مسلحة نوويا، وقنابل نووية جديدة مدمجة تقذف من الجو طراز “بي – 61”.

وتمتلك روسيا والولايات المتحدة معاً أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم، بحسب المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم (سيبري)، فلدى موسكو 6375 رأسا حربية في حين لدى واشنطن 5800، أما الصين فلديها 320 وفرنسا 290 وبريطانيا 215.

كريس أوزبورن: ثمة عدة عوامل تدفع واشنطن إلى التوسع في إنتاج المواد النووية

ووصلت البرامج الأميركية إلى مراحل متقدمة واكتسبت زخما كبيرا في السنوات العديدة الماضية، وهي ديناميكية تمهد الطريق لترسانة أسلحة تتمتع بالثقة والمرونة والقدرة في الوقت الذي يتحرك فيه البنتاغون نحو السنوات المقبلة.

ومنذ وقت طويل، أكد كثير من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وكذلك كبار قادة البنتاغون وغيرهم من مطوري الأسلحة على أن هناك حاجة للتجديد والتوسع بشكل كبير.

ويعتقد أوزبورن أنه ربما كانت هذه العوامل هي أحد أسباب اعتزام وزارة الدفاع ووزارة الطاقة في الولايات المتحدة مواصلة إنتاج المواد النووية مثل البلوتونيوم وحتى التوسع في ذلك.

وهذا أمر مهم بالنسبة إلى عدد من المجالات، حيث أنه يقدم دليلا على التفكير الحالي بعيد المدى، الذي يبدو أنه يعتمد في جانب منه على الأقل، على مفهوم أنه من المحتمل أن يكون للأسلحة النووية الحديثة المميتة دور بارز في أي حالة ردع في السنوات المقبلة.

ويوضح هذا أنه بغض النظر عن مدى النجاح المحتمل لمفاوضات خفض الأسلحة النووية أو تحديدها في السنوات المقبلة، من المتوقع أن تستمر الحاجة إلى رادع نووي قوي وحديث، وفعال للغاية وهناك أسباب كثيرة لذلك، وربما يبدو العديد منها واضحا للغاية.

وتحقق روسيا والصين قدرا كبيرا للغاية من التقدم السريع بالنسبة إلى التحديث النووي ليشمل إنتاج أسلحة جديدة، وعمليات تطوير للأسلحة، وعمليات توسع على نطاق كبير في عدد الأسلحة النووية لديهما.

وما يعنيه هذا، من بين أمور أخرى، أنه بغض النظر عن أي تقدم محتمل بين القوى الكبرى على مائدة المفاوضات، سوف تستمر الحاجة إلى ترسانة أسلحة نووية أميركية كبيرة.

وأكد تقرير لوزارة الطاقة الأميركية على ضرورة ضمان إمداد مستمر وموثوق به لمكونات الأسلحة النووية الإستراتيجية والمواد الرئيسية التي تستخدم في إنتاج هذه المكونات، ومن بينها البلوتونيوم، اليورانيوم والليثيوم.ويحتمل أن يكون هناك متغير آخر مرتبط بهذا وهو مجرد احتمال استمرار انتشار القدرة النووية في أنحاء العالم بين دول أصغر حجما، وربما أكثر خطورة مثل إيران، أو كوريا الشمالية، أو غيرهما.

وذكرت رابطة الحد من الأسلحة، وهي منظمة مقرها الولايات المتحدة تأسست عام 1971 بهدف زيادة استيعاب العامة لسياسات تحديد الأسلحة في تقرير نشرته مؤخرا على موقعها على الإنترنت، أن الولايات المتحدة وروسيا تنشر كل منهما حوالي 1350 رأسا حربية على عدة مئات من القنابل والصواريخ، وأن الدولتين تقومان بتحديث أنظمتهما الخاصة بإيصال الأسلحة النووية.

وأضاف التقرير أن روسيا والصين تمتلكان أيضا عددا أقل من الرؤوس الحربية النووية التكتيكية، التي لا تخضع لأي قيود وفقا لأي معاهدة للحد من الأسلحة النووية.

وبالنسبة إلى كوريا الشمالية، فقد أوضح تقرير عسكري أميركي أن لديها حوالي 60 قنبلة نووية، وأنها قادرة على إنتاج 6 قنابل جديدة كل عام. وذكر التقرير أنها سعت لامتلاك الأسلحة النووية لأن قادتها يعتقدون أن التهديد بشن هجوم نووي سيمنع الدول الأخرى من التفكير في تغيير نظامها السياسي.

ورغم محاولة الولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب التقارب مع كوريا الشمالية، تواصل بيونغ يانغ تطوير برنامجها للأسلحة النووية، وأنه من المحتمل أنها طورت أجهزة نووية مصغرة لتركيبها على الرؤوس الحربية لصواريخها الباليستية.

وأما في ما يتعلق بالموقف النووي لإيران، فقد أبلغت طهران مؤخرا الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتزامها تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 20 في المئة، وهو ما سيعد أكبر انتهاك من قبل طهران للاتفاق النووي المبرم بينها وبين الدول الكبرى عام 2015.

وتضمن الاتفاق الحد من الأنشطة النووية لطهران، والحد من نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 3.67 في المئة، وهو ما يقل عن النسبة المطلوبة لصنع أسلحة نووية وهي 90 في المئة.

ورغم ذلك يرى مراقبون أن زيادة تخصيب اليورانيوم قد تؤدي من الناحية النظرية إلى اختصار الفترة الزمنية التي تحتاجها إيران لتطوير قنبلة نووية.

أخبار ذات صله