fbpx
تطمينات كويتية لمصر بأن المصالحة لن تكون على حسابها
شارك الخبر
تطمينات كويتية لمصر بأن المصالحة لن تكون على حسابها

 

يافع نيوز – متابعات

قالت مصادر مصرية مطلعة إن الكويت قدمت تطمينات لمصر، السبت، بأن المصالحة المنتظرة في القمة الخليجية، التي ستعقد الثلاثاء بمدينة المعلا السعودية، لن تكون على حسابها.

وبدّدت الرسالة التي تسلّمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت، من أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والتي حملها وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح، هواجس تولدت لدى دوائر مراقبة مؤخرا، من أن تؤثر المصالحة على علاقة القاهرة بدول الخليج.

وكشفت اللغة الهادئة التي تتعامل بها القاهرة مع ملف المصالحة عن حرصها على دعم التعاون والتنسيق العربي، وواصلت التمسك بخطاب يحض على هذه المعاني، مع ترك الفرصة للمملكة العربية السعودية لاستكشاف النوايا والفعل القطري، حيث لم تقدم الدوحة تطمينات محددة بشأن موقفها من الملفات التي أدت إلى تصاعد الأزمة.

وقالت مصادر لـ”العرب” إن القاهرة تتعامل بحذر شديد مع ملف المصالحة، فهي تريد الحفاظ على علاقتها القوية مع السعودية، ولا تثق في النوايا القطرية، وتريد تهدئة القضايا الخلافية في المنطقة، تحسّبا لأيّ مفاجآت تفجرها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، إن الموقف النهائي من المصالحة يتوقف على ما سيقدم من رؤى تدفع قطر للاستجابة إلى مطالب الرباعي العربي.

وأضاف لـ”العرب”، إذا وجدت مصر التزاماً قطرياً ستذهب إلى المصالحة، في ظل رغبتها في عدم استمرار الفرقة العربية، والحديث ينصبّ الآن حول ضمانات عدم تراجع الدوحة عن تعهداتها، مثلما كان الحال في المصالحة الخليجية السابقة.

 

رخا أحمد حسن: إذا وجدت مصر التزاماً قطرياً ستذهب إلى المصالحة

ولم تعلن قطر عن مراجعة موقفها من دعم جماعة الإخوان وتمويل تنظيمات متطرفة، فضلا عن العلاقة مع كلّ من تركيا وإيران، ولم ترشح أيّ تحركات من الدوحة توحي بإمكانية إعادة النظر في هذه القضايا، وهو ما يجعل الشكوك تراود القاهرة كثيرا، خشية استمرار الدوران في المربع الأول للأزمة.

وتضمّنت الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الكويتي للرئيس المصري من أمير دولة الكويت، استعراضا لآخر التطورات المتعلقة بالمساعي والجهود لتحقيق المصالحة مع قطر.

وبذلك يكون أمير الكويت، الذي تتوسط بلاده في حل الأزمة مع الدوحة، قد بعث برسائل لجميع أطراف الأزمة الخمسة، حيث بعث برسائل مماثلة لقادة كل من قطر والسعودية والإمارات والبحرين قبيل أيام من القمة الخليجية بالسعودية، والتي من المُرتقب أن تسفر عن اتفاق للحل السياسي.

وأكد أمير الكويت لمصر على الاعتزاز بالعلاقات الأخوية الوثيقة مع قيادتها، والحرص على تعزيزها، مع إشادة بالدور المحوري الذي تقوم به في حماية الأمن القومي العربي، والمساعي الدؤوبة لترسيخ الاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي.

وأعرب الرئيس المصري عن التقدير والدعم للجهود الكويتية الصادقة والنابعة من النوايا الطيبة على مدار السنوات الماضية لتحقيق المصالحة، والدور المقدر للسعودية بالإنابة عن الرباعي العربي، مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

ويقول مراقبون إن لدى القاهرة مخاوفها الخاصة، أسوة بالرياض، من ميل الإدارة الأميركية الجديدة تحت رئاسة جو بايدن إلى قطر، وهو ما يتطلب المزيد من العمل المشترك لتحاشي مواجهة “لوبي” يضغط على كل منهما في ملفات الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية.

ويمنح تصعيد هذه الملفات على جدول أعمال بايدن في المنطقة هامشا للدوحة للمناورة وضخ الدماء في عروق تيار الإسلام السياسي بعد أن خفت خلال عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بما يمثل متاعب لكلّ من القاهرة والرياض.

وأكد السيسي في لقائه بوزير خارجية الكويت على ثوابت السياسة المصرية لتحقيق التعاون البنّاء ودعم التضامن العربي كنهج استراتيجي راسخ، في إطار من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، إلى جانب أهمية الالتزام بالنوايا الصادقة لتحقيق المصلحة المشتركة، والتكاتف لدرء المخاطر عن سائر الأمة العربية وصون أمنها القومي.

ودرج الخطاب المصري على التلميح للأسباب التي أدت إلى الأزمة مع قطر، كي لا يتم تجاهلها في خضم اندفاع بعض الدوائر نحو المصالحة، وحتى لا تتّهم القاهرة بأنها تعرقل التسوية السياسية الخليجية.

وأشار البيان الصادر عن الرئاسة المصرية في ختام زيارة وزير الخارجية الكويتي، إلى تكثيف التشاور والتنسيق المشترك بين القاهرة والكويت الفترة المقبلة، سعياً نحو التصدي لكل ما يهدد أمن الدول والشعوب العربية واستقرارها، والحفاظ على الأمن القومي العربي.

واستشف متابعون من هذه الفقرة اعتذارا ضمنيا من السيسي عن حضور القمة الخليجية في السعودية، بعد أن راجت معلومات بشأن مشاركته فيها.

وبعثت الدوحة برسائل غير مطمئنة حيال التوصل إلى تسوية شاملة مع الرباعي العربي، وفي أحسن الأحوال يمكن التوصل إلى تفاهمات لترتيب البيت الخليجي من الداخل، بما لا يمسّ الثوابت المصرية.

أخبار ذات صله