fbpx
تركيا تكدس أسلحتها المتطورة في ليبيا لنسف فرص السلام
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

فيما تسعى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، إلى تنظيم جولة جديدة من الحوار الليبي في محاولة لإخراجه من مربع التعثر الذي تردى فيه، تُواصل تركيا وضع العراقيل للحيلولة دون ترسيخ أي تقارب ليبي – ليبي عبر تكديس سلاحها المُتطور في القواعد العسكرية التي سيطرت عليها في غرب ليبيا.

 

وشرعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، التي ترأسها بالنيابة، ستيفاني ويليامز الثلاثاء، في إجراء اتصالات مع أعضاء الحوار الليبي – الليبي الـ75، لبحث إمكانية العودة إلى طاولة الحوار من جديد، في محاولة لتفكيك الخلافات السابقة.

 

وذكرت مصادر ليبية أن البعثة، دعت خلال تلك الاتصالات إلى عقد اجتماع مباشر لأعضاء لجنة الحوار الليبي في تونس في الخامس من يناير القادم، للنظر في السبل الكفيلة بتجاوز الخلافات التي حالت دون التوصل إلى اتفاق حول آلية اختيار الشخصيات التي ستتولى المناصب السيادية في السلطة التنفيذية خلال المرحلة التمهيدية.

 

وترافقت هذه الخطوة، مع مواصلة تركيا خطابها التصعيدي، وتحركاتها العسكرية داخل ليبيا، لخلق واقع ميداني بموازين قوى جديدة من شأنها نسف أي محاولة لتحقيق تقارب ليبي -ليبي، قد يؤسس لمقدمات لإبعاد ليبيا وثرواتها عن الأطماع التوسعية التركية التي تشي بعودة حكم الأستانة.

 

وتعكس تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو التي أدلى بها الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، عُقد في سوتشي الروسية، هذا الإمعان الاستفزازي في السعي إلى تقويض جهود السلام في ليبيا بغض النظر عن مأتاها.

 

وقال أوغلو في تلك التصريحات التي لا تخلو من التحدي لمجمل المعنيين بالملف الليبي إقليميا ودوليا، إنه “لا يحق لحفتر أو لأي دولة أخرى المطالبة بمغادرة تركيا للأراضي الليبية، ووقف دعمها للحكومة الشرعية”، وذلك في إشارة إلى حكومة فايز السراج التي تُسيطر على غرب ليبيا.

 

أحمد المسماري: تركيا لا تريد حلولا سلمية في ليبيا وهدفها السيطرة على البلاد

وتأتي هذه التصريحات بعد مرور أقل من ثلاثة أيام على الزيارة الاستفزازية للعاصمة طرابلس، التي قام بها وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، مصحوبا بعدد من كبار ضباط الآلة العسكرية التركية، منهم رئيس الأركان العامة، الفريق أول ياشار غولر، وقائد القوات البرية، الفريق أوميت دوندار، وقائد القوات البحرية، الأدميرال عدنان أوزبال.

 

ورأى مراقبون في هذه الزيارة رسالة حرب موجهة إلى الداخل الليبي، وبقية القوى الإقليمية المؤثرة في الملف الليبي، وخاصة منها، مصر التي سارعت إلى إرسال وفد أمني وعسكري إلى العاصمة طرابلس، لم تُفلح على ما يبدو في تخفيف وطأة الحرب التي لا تكف الميليشيات الموالية لتركيا عن دق طبولها.

 

ويجد دق طبول الحرب صداه في استمرار تركيا بتكديس سلاحها المُتطور في ليبيا، حيث رصدت مصادر ليبية الثلاثاء، عدة طائرات شحن عسكرية تركية في طريقها إلى ليبيا، وذلك في تحرك جديد يؤكد تصميم أنقرة على تقويض وقف إطلاق النار الهش، لاسيما وأنه يأتي بعد رصد هبوط طائرتي شحن عسكريتين تركيتين، قادمتين من أنقرة، بقاعدتي مصراتة والوطية، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع التركي لطرابلس.

 

وكشف مصادر ليبية أن تركيا شرعت في تخزين أنواع مُختلفة من الأسلحة المُتطورة في ليبيا، منها بطاريات صواريخ “هوكميم-23 ب” ومنظومات رادار ثلاثي الأبعاد من نوع “كلاكان 2 أسيلسان”، التي تُستخدم في عمليات الدفاع الجوي المنخفضة والمتوسطة المدى، إلى جانب شحنات هامة من أجهزة الاتصال الأخرى.

 

وذكرت القناة التلفزيونية الليبية “ليبيا 218” أنها ليست المرة الأولى التي يُرصد فيها هذا النوع من الأسلحة التركية في ليبيا، حيث سبق وأن تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لرتل مسلح يحمل ذات النوع من الأسلحة.

 

وأشارت إلى أن تركيا تُصنع رادار “كالكان”، القادر على إجراء عمليات المسح الإلكتروني والكشف السريع عن الأهداف الجوية ذات الارتفاع المنخفض وتتبعها في ثلاثة أبعاد، كما يُوفر صورة جوية واضحة لنظام القيادة والتحكم.

 

ويعتبر الرادار أحد الأنظمة الرئيسة، التي تستعين بها تركيا لنظام الإنذار المبكر والتحكم في القيادة في القوات المسلحة ونظام الصواريخ الدفاعية متوسطة الارتفاع.

 

أما منظومة الدفاع الجوي”هوكميم-23 ب” فهي منظومة دفاع صاروخي متوسطة المدى من نوع “أرض- جو” من إنتاج شركة “ريثيون” الأميركية، ويُعرف عن تركيا امتلاكها لهذه المنظومة القادرة على رصد أهدافها الجوية على المدى العالي والمتوسط.

 

وتحتوي هذه المنظومة على قاذفات صواريخ من نوع “م-192” بسعة 3 صواريخ لكل قاذِف، يستطيع كل واحد منها حمل ثلاثة صواريخ، بالإضافة إلى رادار قادر على تحديد الهدف في حالة التعرض للتشويش.

 

واعتبرت أوساط ليبية أن حركة الجسر الجوي التركي لنقل الأسلحة إلى ليبيا “تُؤكد إصرار تركيا على الخيار العسكري، وانتهاك اتفاقات الحل السياسي وجهود البعثة الأممية في هذا المسار”.

 

وكان الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، قد أكد في وقت سابق استمرار تركيا في نقل السلاح إلى ليبيا، وبدء الميليشيات الموالية لها في الغرب الليبي في دق طبول الحرب، قائلا “لا زلنا نرصد ونتابع تحركات الميليشيات ونحذرها من اتخاذ أي خطوات تصعيدية واستفزازية في المنطقة”.

 

واعتبر أن “تركيا لا تريد حلولا سلمية في ليبيا، وهدفها السيطرة على البلاد بقوة السلاح”، لافتا في هذا الصدد إلى “أن طبول الحرب تُقرع الآن في طرابلس ومصراتة والزاوية، وقد رصدنا تحشيدا كبيرا للميليشيات المدججة بالأسلحة التركية المتطورة والآلاف من المرتزقة والمقاتلين الأجانب في منطقة الهيشة والقداحية وزمزم وعموم شرق مصراتة”.

أخبار ذات صله