fbpx
تقرير- 2020.. شهداء جنوبيون دفعوا أرواحَهم ثمناً لحريتنا
شارك الخبر

يافع نيوز – سوث24.
كان عام 2020 حافلاً بالتضحيات الجسيمة في جنوب اليمن، سطّر فيه نخبة من القوات الجنوبية وموظفي الصحافة والأمن والشخصيات الاجتماعية، في قطاعات متعددة، بطولات ملحمية لافتة، فترجّل الكثير منهم شهداء بمختلف الجبهات وأمام خصوم وأعداء كثر أرادوا كسر شوكة الجنوب مرة أخرى وإعادة كرّة صيف 1994 وغزوة 2015.
من قرن الكلاسي إلى الشيخ سالم والطرية وسلا بأبين، ومن باب غلق وهجار إلى شخب والفاخر ويعيس والعود بالضالع، من كرش وطور الباحة بلحج إلى تورصة الأزارق، ومن سقطرى دُرّة الخليج العربي، إلى نصاب وجردان وميفعة بمحافظة شبوة. جبهات كثر وجيش جنوبي لا يلين قوامه، ومقاتلين لم يترددوا للحظة في الدفاع عن مشروعهم الوطني.
وبين هؤلاء الشهداء، صحفيون ورجال أمن وشخصيات قبلية، طالتهم أيادي الغدر والاغتيال والإرهاب، ضمن عمليات تصفية الخصوم المستمرة منذ إعلان الوحدة اليمنية مع اليمن الشمالي في 1990.
في هذا التقرير، يسلّط سوث24 الضوء على شريحة متنوعة من شهداء الجنوب، الذين افتدوا بدمائهم وطنهم، وكان رحيلهم موجعاً للجنوبيين بقدر الفخر والاعتزاز، الذي أبداه الأهالي لأدوارهم الكبيرة.
إنّ شهداء الجنوب في عام 2020 سواسية بالفضل والقدر، وإنّ الأسماء الواردة في في هذا التقرير لا تعني بأي حال من الأحوال إغفال مقام بقية الشهداء وإنكاراً لفضلهم، ولكنّ التقرير يهدف لبيان نماج من شهداء هذا الوطن في كل جبهاته ومن كافة مناطقه.
1- نبيل القعيطي
كانَ الثاني من يونيو/حزيران يوماً دامياً ومُتخم بالحزن الجنوبي، إذ تمَّ في هذا اليوم اغتيال الشهيد نبيل القعيطي، الصحافي الجنوبي البارز والمصور العالمي ومراسل وكالة فرانس برس.
شكلّ رحيل موثّق حرب تحرير عدن والساحل الغربي وحرب أبين- التي اندلعت في مايو/أيار من هذا العام- صدمةً كبيرةً للجنوبيين، إذ كان الشهيد من أبرز الصحافيين الوطنيين الذين أدّوا واجبهم الصحافي والإعلامي والوطني على أكمل وجه حتى الرمق الأخير من حياتهم.
واُغتيل القعيطي أمام منزله في مدينة دار سعد في محافظة عدن بعد أيام من عودته من جبهات القتال في محافظة أبين بين القوات الجنوبية وميليشيا الإخوان المسلمين الموالية للحكومة اليمنية، ووثّق القعيطي بالصوت والصورة خسائر أعداء الجنوب بابتسامة لا تفارق محيّاه.
ولا يزال قتلة الشهيد القعيطي، طلقاء، حتى كتابة هذا التقرير.
2- يسري الحوشبي
في 19 من يونيو/حزيران، اُصيب قائد اللواء العاشر صاعقة- أحد ألوية الصاعقة الجنوبية- العميد يسري الحوشبي، في جبهة أبين، نُقل على إثر إصابته هذه إلى أحد مستشفيات العاصمة عدن لتلقي العلاج، وأمضى العميد يسري الحوشبي أسبوعين يصارع فيها إصابته بروحه الصلبة العنيدة حتى أفضت هذه الروح إلى بارئها في 4 من يوليو/تموز.
والشهيد الحوشبي هو أحد أبرز القيادات العسكرية الجنوبية التي لمع نجمها في الحرب ضد الحكومة اليمنية السابقة وأحلافها من الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة، وقاد الشهيد اللواء العاشر صاعقة الذي تشكّل بأمر من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد العام للقوات الجنوبية، اللواء عيدروس قاسم الزبيدي.
3- طلال فريد العولقي
في الثامن عشر من مايو/أيار، قتلت القوات الخاصة التابعة للإخوان المسلمين- والتي تحكم محافظة شبوة الجنوبية- المجند في النخبة الشبوانية، طلال فريد محسن العولقي، بمديرية نصاب.
 والنخبة الشبوانية هي القوة التي تتشكّل من أبناء شبوة وطردتها ميلشيا الإخوان المسلمين من المحافظة، بعد اجتياحها في أغسطس/آب العام المنصرم.
أثار مقتل الشهيد طلال العولقي غضب القبائل الجنوبية في شبوة، وانتفضت بالسلاح في وجه القوات الخاصة التابعة للإخوان المسلمين في مناطق نصاب وجردان وميفعة، ومثّلت دماء الشهيد العولقي شعلة هذه الانتفاضة الواسعة، كما وصفها أهالي.
4- فريد عريق العولقي
“فريد عريق.. سلطان قتلته مليشيات الإخوان”، هكذا عنوّن الدكتور صالح الدويل مقالته في موقع “شبوة برس” الإخباري، بعد استشهاد الشيخ القبلي فريد عريق عوض العولقي، في 14 يونيو/حزيران، في المعارك ضد ميلشيا الإخوان المسلمين التي تسيطر على شبوة، محافظة الشهيد.
وارتقى الشهيد فريد العولقي مبكّراً فجر يوم الأثنين، بمديرية نصاب، وهو شقيق عبدالله عوض عريق الديولي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في ذات المديرية، ومن أحفاد السلطان العولقي.
5- نصر الصالحي
في الحادي عشر من يونيو/حزيران، تعرّض قائد الحزام الأمني مديرية مودية بأبين، نصر بصير الصالحي الميسري، لكمين غادر استشهد على إثره.
وعمل الشهيد القائد نصر الصالحي قائداً لقوات الحزام الأمني بمديرية مودية بأبين، وقبلها كان الشهيد من أبطال معركة تحرير محافظة عدن من الحوثيين ومؤتمر صالح- قوى الشمال- في العام 2015.
6- طاهر علي بن عيسى السقطري
في 1 مايو/أيار، استشهد الجندي الجنوبي طاهر بن علي بن عيسى السقطري، برصاص قوات يمنية حكومية تتبع الإخوان المسلمين في الجزيرة.
مثّلت هذه الجريمة، وأعمال اعتداء مشابهة لحقتها، شرارة لغضب شعبي، انتهت بتحرير سقطرى في 20 حزيران/ يونيو من سيطرة الجماعة الإسلامية، وأعلن المجلس الانتقالي رسمياً السيطرة على الأرخبيل.
7- عوض السعدي
في 28 من نوفمبر/ تشرين الثاني، ارتقى الشهيد عوض السعدي، قائد عمليات ألوية الدعم والإسناد الجنوبية، بغارة لطائرة بدون طيار أطلقتها ميلشيا الإخوان المسلمين في محافظة أبين.
والسعدي من أبرز قيادات ألوية الدعم والإسناد، وهي الألوية التي تمخضت عنها قوات الحزام الأمني، والتي كان يقودها القائد العسكري الجنوبي البارز، منير محمود اليافعي أبو اليمامة، الذي استشهد وعشرات من رفاقه في أغسطس/آب العام المنصرم، في عملية إرهابية بعدن.
8- عبد المجيد بن شجاع
وإلى جانب الشهيد عوض السعدي، ارتقى النقيب عبد المجيد بن شجاع المشألي، قائد كتيبة الحماية في اللواء الأول دعم وإسناد، بمحافظة أبين.
والشهيد بن شجاع من مؤسسي اللواء الأول دعم وإسناد إلى جانب رفيق دربه الشهيد منير محمود اليافعي أبو اليمامة، وخاض الشهيد معه معارك تحرير المحفد بأبين من الجماعات الإرهابية في العام 2017.
9- سالم هيثم الشبحي
في 13 من نوفمبر/تشرين الثاني، استشهد القائد سالم هيثم عبد الله الشبحي، قائد سرية في اللواء الثالث دعم وإسناد، بمواجهات مع ميلشيا الإخوان المسلمين الموالية للحكومة اليمنية.
واستشهد الشبحي بعد تصديه ورفاقه من قوات الجنوبية لهجوم واسعه شنّه العدو بغتة.
10- عبد الله مطنوش
في 29 يوليو/تموز، استشهد الملازم عبد الله مطنوش، أركان الكتيبة الثانية في اللواء سادس مقاومة، في المواجهات بين القوات الجنوبية وميليشيا الحوثيين، بجبهة شمال الضالع، المندلعة منذ فبراير العام الماضي.
والشهيد مطنوش هو المرافق الشخصي للواء شلال علي شائع، مدير أمن عدن، وقائد ألوية المقاومة الجنوبية.
11- جمال التينة الكازمي
في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، اعترضت سيارة يستقلها مسلحون مركبة الضابط الجنوبي وخريج خريج الأكاديمية الروسية – اتصالات وإنزال مظلية، جمال التينة الكازمي، في مدخل طريق كالتكس البحري بعدن، وقامت بتصفيته.
والشهيد هو أركان كتيبة في اللواء الأول عاصفة، وقائد قوة التدخل السريع، في مديرية دار سعد. وللشهيد أيضاً صلة بوزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد الكازمي، فهو حفيده لابنته.
12- علي قاسم القاضي
معتقل ثم جريح ثم أسير ثم شهيد، الشهيد علي قاسم شريبة القاضي، قائد كتيبة الصمود والتحدي، التي شاركت في الدفاع عن أبين، منذ مايو 2020.
واستشهد القائد علي قاسم شريبة القاضي في 5 ديسبمر/كانون الأول، بعد تصدي القوات الجنوبية لهجوم شنّته ميليشيا الإخوان المسلمين الموالية للحكومة اليمنية.
وقاتل الشهيد شريبة في جبهات شمال الضالع القتالية ضد ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
13- ناصر الرضامي
في 16 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، استشهد العميد ناصر محمد قاسم الرضامي، قائد اللواء الخامس عشر صاعقة بعد تعرضه لحادث مروري أثناء تنفيذ الانسحابات العسكرية المتبادلة بين طرفي اتفاق الرياض.
والشهيد الرضامي هو أحد أبطال حرب تحرير الجنوب في 2015، والتي انتقل بعدها إلى الساحل الغربي لمقاتلة الحوثيين، وأصيب هناك مرتين، ثم صدر قرارٌ بتعيينه قائداً للواء الخامس عشر صاعقة، الذي شارك إلى جانب القوات الجنوبية في جبهة أبين.
14- الشهيد صالح بن جابر
اغتيل يوم 26 أيار / مايو، مدير أمن مديرية شبام ‎حضرموت، النقيب صالح بن جابر، وثلاثة من مرافقيه، برصاص مسلحين، وذلك أثناء الإشراف على تنفيذ قرار حظر التجوال بالمديرية للحد من تفشي وباء كورونا.
ووقع الهجوم في منطقة حوطة أحمد بن زين. وسبق وتعرض الشهيد جابر لمحاولات اغتيال سابقة. واتهم بعض الأهالي قوات المنطقة العسكرية الأولى التي تخضع للإخوان المسلمين ونائب الرئيس اليمني بالوقوف وراء الهجوم.
وأثارت الحادثة غضب شعبي واجتماعي واسع في حضرموت، قبل أن تتدخل أطراف في التحالف العربي وتحتوي الموقف.
وتتصاعد عمليات الاغتيال في وادي حضرموت ضد مدنيين وعسكريين من جنود النخبة والشخصيات الأمنية الرافضة لتواجد القوات العسكرية الشمالية، وهي القوات المتهمة بالوقوف خلف الانفلات الأمني الواسع بمناطق الوادي.
15- الشهيد المجهول
شهداء الجنوب كُثر، وتضحياتهم نبعٌ يفيض ولا ينضب، ونترك هذه الفسحة من التقرير لتخليد كل الشهداء الذين يخلدّون في قلوب أبناء الجنوب كخلودهم في الجنان – كما نحسبهم عند الله.
أخبار ذات صله