fbpx
في ذكرى اغتياله (2002 – 2020).. لقد مر قتلة جار الله عمر

مقالة لـ صالح ابوعوذل

ثمانية عشر سنة مضت على أبشع جريمة اغتيال سياسية حدثت في اليمن، والضحية الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني جار الله عمر، الذي اغتيل في الـ28 من ديسمبر (كانون الأول) 2002م، أثناء القائه خطاباً على الهواء مباشرة، في المؤتمر الثالث لحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) وسط العاصمة اليمنية صنعاء، بحضور أكثر من أربعة آلاف قيادي وعضو في التنظيم الذين كان يتزعمه مؤسسه عبدالله بن حسين الأحمر.
في يوم أسود من تاريخ صنعاء الدموي، صعد السياسي الاشتراكي جار الله عمر، الأمين العام، والمؤسس لأحزاب اللقاء المشترك (تكتل المعارضة لنظام صالح)، منصة الخطابة، مستهلا خطابه بالقول “الوالد الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس الهيئة العليا للإصلاح، الإخوة أعضاء الهيئة العليا للإصلاح، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
ثَم مضى قائلاً ” يسر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ومكتبها السياسي وأمانتها العامة أن تهدي المؤتمر العام الثالث للتجمع اليمني للإصلاح (الدورة الأولى) تحياتها وتمنياتها لأعماله بالنجاح، كما نبلغكم تحيات الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ علي صالح عباد (مقبل) واعتذاره عن حضور مؤتمركم هذا الذي ما كان ليتخلف عنه لولا ظروفه الصحية المانعة”؛ ربما لو انه حضر للقي حتفه هو الآخر.
قدم خارطة طريق، واثناء على التعددية الحزبية، وشدد على أهمية ترسيخ الديمقراطية، التي قال انها تعيش حالة ركود سياسية، حينها كان القتلة يتربصون به، فيما قادة الإخوان، ينظرون في الخلف يترقبون القاتل.
كان خطاب جار الله عمر يصدح بعبارات وطنية، فيها من التسامح ونسيان الماضي الدموي الذي حصد بالأمس القريب المئات من قيادات وكوادر الاشتراكي اليمني.
إلى ان وصل القول “إن اليمن بحاجة ماسة إلى تسريع الخطى في طريق التحديث من خلال سياسة شاملة تؤهلها للالتحاق بركب العالم المعاصر وتجعل منها إضافة نوعية إلى أي تجمع إقليمي تلتحق به ويتطلب ذلك جملة من الإجراءات والقوانين الثورية بما في ذلك التصدي لثقافة العنف ومنع الثارات والإسراع في إصدار قانون ينظم حيازة وحمل السلاح ومنع المتاجرة به بدلاً من قانون منع المظاهرات الذي يعرض على البرلمان”؛ لم يكمل، واختفت صورته من شاشة التلفزيون الرسمي (اليمن)، حين حرف المصور عدسة الكاميرا باتجاه آخر، لحظة اختراق جسده النحيل ثلاث طلقات اردته قتيلا في الحال.
ضج الحضور، فيما كان الشيخ (الوالد) يطلب منهم الهدوء، فالمسألة بالنسبة لهم “انتهت”، ذهب أحد أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني ليجمع أوراق جار الله عمر، وخطابه الطويل، وعليه اثار دماء فيما يجر عنصرين من الأمن جثمان جارالله عمر خارج القاعة.
حين اغتيل جار الله عمر، كان عمري حينها 17 عاماً، لكن بعد تلك الجريم كنت أقرأ في اعلى غلاف صحيفة الثورة – التي كان يحرص والدي (الله يرحمه) على جلبها كل أسبوع – عبارة “لن يمروا”، أي ان قتلة جار الله عمر لن يمروا، ولكنهم مروا كما مر قتلة أخرون.
لم يقتل جار الله كسياسي يمني اشتراكي، ولكن عملية اغتياله، مثلت عملية اغتيال “للاشتراكي اليمني” كحزب يساري”، تم التهامه بتجربة “اللقاء المشترك”، التي أسسها جار الله عمر، محاولا انقاذ ما يمكن إنقاذه، وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
مر القتلة فوق جثة جار الله عمر، ومضوا في استكمال مشروع القتل والتنكيل لك من يعارض النظام، وان كان القتلة يتلبسون بلباس النظام اليمني في صنعاء، او انهم كانوا ادواته للقتل والتنكيل.
معلومة: جار الله عمر هو سياسي يمني يساري ولد في مدينة النادرة بإب جنوب صنعاء، وتلقى تعليمه في محافظة ذمار، هرب إلى الجنوب وتحديدا إلى العاصمة عدن في العام 1971م، وبعد عام واحد فقط انتخب عضواً في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الثوري اليمني، وبعد سبع سنوات شارك في تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني.
كان جار الله عمر المؤسس الأول لحركة (حوشي) في عدن.
عرف عن جار الله عمر بأن أحد أبرز الشخصيات التي دفعت نحو الوحدة اليمنية، وشارك في صياغة بنود اتفاقية عمان الأردن، والتي عرفت بوثيقة العهد والاتفاق.
وفي الأخير اسأل ماذا قال السيد د. ياسين سعيد نعمان في الذكرى الـ18 لاغتيال جار الله عمر – Yaseen Saeed Noman