fbpx
الاهتمام الخليجي ينصب على إنجاح قمّة التعاون بعد الإشارات القطرية السلبية حول ملف المصالحة
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

تعمل التصريحات المتفائلة الصادرة عن أكثر من مسؤول خليجي على إشاعة أجواء إيجابية بشأن القمّة الخليجية الحادية والأربعين التي من المقرّر أن تحتضنها السعودية في يناير القادم والتي طغى على الخطاب الإعلامي الرائج حولها موضوع إنهاء أزمة قطر مع الدول المقاطعة لها بسبب صلاتها بالحركات المتشدّدة والإرهابية واتباعها سياسات مضادّة لأمن المنطقة واستقرار دولها وشعوبها.

وعبّر نايف الحجرف أمين عام مجلس التعاون الخليجي، الإثنين، عن تفاؤله بأن تحمل القمة الخليجية القادمة الإضافة المنتظرة لـ”دعم وتعزيز منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودفعها إلى الأمام”، مؤكّدا على حرص قادة الخليج على انعقاد القمة رغم الظروف الاستثنائية.

أما عبداللطيف الزياني وزير خارجية البحرين الذي احتضنت بلاده الأحد اجتماعا افتراضيا تحضيريا للقمة الخليجية على مستوى وزراء خارجية دول التعاون، فضمّن تعليقه على الاجتماع إشارة غير مباشرة للجهود التي تقودها السعودية لمصالحة قطر مع الدول المقاطعة لها، قائلا إنّ لدى المنامة “ثقة تامة في دور السعودية في الحفاظ على تماسك مجلس التعاون ورأب الصدع الخليجي”.

وتقفز نبرة التفاؤل بقمة خليجية ناجحة يتمّ خلالها إنهاء أزمة قطر مع جيرانها الخليجيين، تجاهل الصعوبات التي بدأت تلوح في طريق المصالحة المنشودة، وعلى رأسها البرود القطري إزاء الملف ذاته، وهو برود تجلّى في أحدث مظاهره في غياب وزير الخارجية القطري الشيخ محمّد بن عبدالرحمان آل ثاني عن اجتماع المنامة الافتراضي الذي حضره وزراء خارجية باقي الدول الخليجية الخمس، بينما اكتفت قطر بوزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان المريخي كممثل لها في الاجتماع.

 

نايف الحجرف: هناك حرص خليجي على انعقاد القمة رغم الظروف الاستثنائية

ورأى متابعون للشؤون الخليجية في ذلك مقدمة لتخفيض مستوى التمثيل في القمة الخليجية، بينما اعتبر آخرون أنّه تعبير عن موقف قطري من البحرين التي احتضنت الاجتماع، وكانت خلال الفترة الأخيرة التي تكثّف فيها الحديث عن تسجيل تقدّم نحو تحقيق المصالحة القطرية الخليجية، هدفا للحملات الإعلامية القطرية التي طالت أيضا دولة الإمارات العربية المتّحدة، كما كانت موضع اتهامات من قبل الدوحة تارة باختراق صياديها للمياه الإقليمية القطرية، وطورا باختراق طيرانها للمجال الجوي لقطر، حتى أنّ الدوحة قدّمت شكوى بهذا الخصوص ضدّ المنامة إلى مجلس الأمن الدولي.

وذهبت مصادر سياسية خليجية في تفسيرها للسلوكات القطرية غير الملائمة لتنقية الأجواء وتمهيد الطريق للمصالحة التي تمثّل بحدّ ذاتها مصلحة حيوية لقطر، إلى اعتبار أن الدوحة تحاول استغلال اللين السعودي والعمل على تفصيل مصالحة على مقاس قطر وأيضا على مقاس حليفتها تركيا الراغبة في عدم عودتها بالكامل إلى الحاضنة الخليجية، وذلك بتحويل مسار إنهاء الأزمة من مسار جماعي يشمل جميع الدول المُقاطعة إلى مجرّد مسار ثنائي سعودي قطري، الأمر الذي سيعني للقطريين وللأتراك أيضا اختراق جبهة مواجهة التشدّد والإرهاب الخليجية العربية وتفكيكها.

وأبدت الدول الأربع المقاطعة لقطر في الآونة الأخيرة مرونة في حل الخلاف بعد وساطات بذلتها الكويت وانضمت إليها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وسلطنة عمان، بينما بدا أنّ السعودية متزعمة على نحو خاص لجهود مصالحة قطر مع جيرانها وهو الأمر الذي قد يكون شجّع الدوحة على محاولة استمالتها من دون باقي الرباعي المقاطع.

وسيجتمع قادة مجلس التعاون في السعودية في الخامس من يناير القادم، وسيشكل حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مؤشرا على التقارب.

وفي ظلّ المعطيات القائمة وأهمها السياسة الإعلامية القطرية تجاه جيرانها الخليجيين، وأيضا تعمّد قطر تخفيض تمثيلها في اجتماع وزراء خارجية بلدان مجلس التعاون، تبدو حظوظ تحقيق مصالحة قطرية خليجية شاملة في تراجع، وقد يؤول الأمر إلى مجرّد البحث عن تهدئة وانتظار ما ستفرزه المتغيّرات الإقليمية وكذلك الدولية.

وفي انتظار القمّة التي تكتسي أهمية استثنائية يبدو الاهتمام الخليجي مركّزا حاليا على إنجاح المناسبة، خصوصا وأنها تنعقد في ظروف استثنائية تتميز بمصاعب اقتصادية جرّاء جائحة كورونا وأزمة أسعار النفط، وفي ظل أوضاع دولية متغيرة من بينها التغيير الذي حدث على رأس الإدارة الأميركية وما قد يحمله ذلك من تغييرات في سياسة واشنطن إزاء المنطقة بما في ذلك الموقف من إيران التي تشكّل مصدر قلق لمنطقة الخليج.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية “كونا” الإثنين عن الحجرف قوله عقب استقباله من قبل أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حيث نقل دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لحضور الدورة الـ41 لاجتماع المجلس الأعلى لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن هذه القمة تأتي في ظروف استثنائية يشهد العالم خلالها تداعيات جائحة كورونا على مختلف مظاهر الحياة.

وأضاف أمين عام مجلس التعاون قوله إنّ التحضير لانعقاد القمة رغم الظروف والإجراءات الاحترازية يعكس إيمانا كاملا وكبيرا بأهمية المناسبة.

وعبّر الوزير الزياني عن تطلّع بلاده إلى قمّة خليجية “موفقة وناجحة بحضور قادة دول المجلس”.

وفي إشارة ضمنية إلى ملف الأزمة القطرية أكّد وزير الخارجية البحريني “على ضرورة إنهاء الصراعات والنزاعات الإقليمية بالطرق السلمية ووفقا للمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار”.

وفي ظل الإشارات السلبية الصادرة عن قطر مؤخّرا بدأت الأوساط السياسية الخليجية والعربية والدولية في التخفيض من سقف التوقّعات مرجّحة أن تشهد القمة الخليجية في السعودية توقيعا بالأحرف الأولى على وثيقة مبادئ لإرساء أسس جديدة لمصالحة قطرية مع دول المقاطعة أو مع السعودية بمفردها كخطوة أولى.

أخبار ذات صله