fbpx
تقرير – تفاصيل استهداف إمبراطور أموال الإخوان في مصر
شارك الخبر

يافع نيوز – سكاي نيوز
ضربة تلو الأخرى توجهها السلطات المصرية ضد جماعة الإخوان الإرهابية، والتي كان آخرها ضبط عناصر الشريان الاقتصادي والمالي للتنظيم، في خطوة تهدف لتجفيف منابع تمويله.
وبدا أن القاهرة انتبهت إلى أساليب الخداع الإخوانية لتبييض أموالها، وهو ما بدا واضحا في قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة في مصر، الخميس الماضي، بالتحفظ على أموال أبناء الملياردير المصري محمد تاج الدين، ومنعهم من التصرف فيها، بناء على القرار الصادر من لجنة التحفظ على أموال الإخوان.
القرار شمل التحفظ على أموال: خالد محمد تاج الدين شلبي وشقيقه الحسن، ومنعهما من التصرف في أموالهما العقارية والمنقولة والسائلة والأسهم والسندات المسجلة بأسمائهم لدى البورصة المصرية، وجميع الحسابات المصرفية والودائع والخزائن والسندات وأذون الخزانة المسجلة بأسمائهما في البنوك الخاضعة لرقابة البنك المركزي المصري أو حساباتهم بالبريد.
وكانت “لجنة أموال الإخوان” المصرية، قررت أيضا التحفظ على 19 شركة مملوكة للقيادي الإخواني الهارب، والذي يتنقل ما بين بريطانيا وتركيا، من بينها شركة أندلسية للاستثمارات العقارية، وفروعها التي تبلغ 11 فرعا بعدد من المحافظات المصرية، وتتجاوز قيمة أصولها وممتلكاتها 7 مليارات جنيه مملوكة بالكامل لتنظيم الإخوان ويديرها رجل الأعمال الهارب لحسابها مقابل نسبة 25 في المئة.
مقرات تدريب
الباحث المصري في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، قال إن القيادي الإخواني، محمد تاج الدين شلبي، أحد مليارديرات تنظيم الإخوان بالإسكندرية، كان من العناصر المسؤولة عن متابعة معسكرات الجماعة الإرهابية بحكم امتلاكه عددا من القرى السياحية التي حولتها الجماعة لمقرات للتدريب والتأهيل للعناصر الإخوانية في مرحلة ما قبل سقوط نظام الرئيس مبارك.
وأضاف فاروق لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه عقب تصدر الإخوان للمشهد السياسي في مصر، تحولت القري السياحية التي امتلكها تاج الدين، لاسيما قرية أندلسية، إلى مقرات رسمية لمعسكرات قسم الطلبة، وقسم الأخوات، خاصة أن الجماعة قصرت الكتائب على الأخوات فقط ومنعت عنهم فكرة المعسكرات التدريبية لصعوبة تنفيذها خشية الملاحقات الأمنية، قبل أحداث يناير 2011.
ولفت إلى أن شلبي رتب عملية إخفاء قيادات الإخوان عقب 30 يونيو، وعلى رأسهم محمد بديع مرشد الجماعة، وصفوت حجازي، وغيرهم، ولا يستبعد تورطه في عملية إخفاء محمود عزت نائب المرشد الجماعة، على مدار سبع سنوات، نظرا لامتلاكه ثروة عقارية متسعة.
شريان مالي
وأشار فاروق إلى أن تاج الدين، يمثل أحد المحاور والمحافظ المالية الهامة لإدارة مشاريع وأموال الإخوان، خاصة أنه يمتلك شركات في عدد من الدول الأوروبية، مما يعني أنه يرتبط بالمنظومة المالية للتنظيم الدولي، التي كان يديرها يوسف ندا، ويشرف عليها حاليا إبراهيم الزيات، وأنس التكريتي، كما كان من المساهمين في تأسيس جمعية “ابدأ”، مع حسن مالك، بهدف السيطرة على رجال الأعمال والمشاريع الاقتصادية الكبرى خلال تصدر الجماعة للمشهد السياسي في مصر.
وأكد الباحث المصري أنه بجانب الدور الدعم المالي الذي قدمه تاج الدين، فإنه لعب دورا سياسيا لخدمة التنظيم، لاسيما أنه وثق علاقاته برجال أعمال نظام مبارك، وتشابك معهم في شركات اقتصادية، خاصة أنه توسع بشكل كبير في مجال التنمية العقارية والإنشائية، وهو من القطاعات الهامة التي استثمرت فيها الجماعة ودعمت عناصر في تأسيس عدد كبير من شركات المقاولات.
رجل المصالحات
وكشف فاروق أيضاً أن تاج الدين الهارب حاليا خارج مصر، تم تكليفه من قبل الإخوان، بوضع تصور لملف المصالحات مع رجال الأعمال المقربين من دوائر صنع القرار السياسي في عهد مبارك، إذ عقد اجتماعات مع عدد منهم في أحد برفقة مدحت الحداد، وعبد الرحمن سعودي، وعدد من قيادات أعمال الإخوان.
وأكد أن تاج الدين امتلك عددا من الشركات الكبرى مثل مجموعة شركات الأندلس والحجاز، والتي ضمت مجموعة من الشركات الأخرى، مثل الحجاز للإنشاء والتعمير، فضلا عن شركة مطروح للسياحة، ومطروح للألعاب المائية والرياضية وأندلسية، وشركة توشكي للمعدات والمقاولات، مما جعل ثروته المالية في مصر تزيد على 10 مليارات جنيه، خلافا لأمواله خارج البلاد.
وأوضح فاروق أنه كان من ضمن مجموعة الإسكندرية التي قادها كامل عبد القادر وطلال الأنصاري لتشكيل تنظيم الفنية العسكرية عام 1974، بقيادة الفلسطيني صالح سرية، لتنفيذ أول انقلاب مسلح بالتنسيق مع جماعة الإخوان، والسيطرة على الدولة المصرية.
ومحمد تاج الدين حسن شلبي، مواليد 1952 بمحافظة الإسكندرية، حصل على بكالوريوس الهندسة في العام 1974 وانضم للإخوان، وكان أحد المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا بـ”قضية الفنية العسكرية”، وهي مذبحة نفذتها عناصر تنظيم الإخوان كأولى محاولات الانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وأسفرت عن مقتل 17 وإصابة 65.
ووقعت الحادثة في يوم 18 أبريل 1974 بعدما اقتحم عدد كبير من العناصر الإرهابية مستودع الكلية الفنية العسكرية، واستولوا على أسلحة وكان هدفهم قتل الرئيس السادات من أجل إعلان مصر جمهورية إسلامية، لكن هذه المحاولة فشلت، وعرفت فيما بعد تلك الخلية الإرهابية باسم “تنظيم الفنية العسكرية”.
أخبار ذات صله