fbpx
ترامب يتعمّد إرباك إدارة بايدن
شارك الخبر

يافع نيوز – وكالات

تعيش الولايات المتحدة وضعا غير مسبوق من تاريخها مع تركة مربكة من التحديات يتركها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لخلفه جو بايدن، لدرجة دفعت البعض إلى الذهاب لتفسيرها على أنها نهج متعمّد بغرض إفشال المهمة.

ويعزز إصرار ترامب على تنفيذ رؤيته حيال العديد من الملفات الشائكة في الأيام القليلة المتبقية من ولايته، القول بأنه يسعى بل يتعمد إحراج الإدارة القادمة لتقويضها قبل أن تبدأ عملها.

ورأت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب يقدم على فعل ذلك لوضع العراقيل و بناء العقبات أمام إدارة بايدن القادمة كخطوة أولى في سبيل استعداده لخوض سباق الانتخابات الأميركية المقبلة والعودة إلى البيت الأبيض مجددا.

ترامب يواصل في أسابيعه الأخيرة في سدة الحكم اتباع سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى توطيد إرثه وتقييد بايدن

وسردت الصحيفة عددا من الأزمات التي سيواجهها بايدن، فور أدائه اليمين رئيسا للولايات المتحدة في العشرين من يناير المقبل، بدءا من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت عددا من المؤسسات الأميركية مؤخرا واتفاقية باريس للمناخ، وصولا إلى العلاقات مع إيران.

وتقول الصحيفة إن ترامب سعى إلى التقليل من عمليات الاختراق الإلكتروني التي أشار العديد من الخبراء بأصابع الاتهام في المسؤولية عنها إلى روسيا. ويرى مراقبون أن عملية انتقال السلطة المؤجلة والتي يسودها الاضطراب يمكن أن تعقّد قدرة إدارة بايدن على التعامل مع هذا التحدي.

ومن حديثه عن تزوير الانتخابات الأميركية إلى تطهير الإدارة من المسؤولين الذين يراهم غير مخلصين له، يواصل ترامب في أسابيعه الأخيرة في سدة الحكم سلسلة من الخطوات التي تهدف إلى توطيد إرثه وتقييد رئاسة  خلفه بايدن، بدءا من سحب القوات الأميركية من ساحات الحروب المتعددة، ومحاولة استفزاز إيران للإقدام على رد تصعب معه بل وتستحيل إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي أو إبرام اتفاق جديد.

كما يعدّ تطبيع علاقات العديد من دول العالم مع إسرائيل أحد الملفات التي قد تتباين بشأنها رؤى كلا الإدارتين المغادرة والقادمة. فبعد الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، تتحدث تقارير إعلامية أميركية وإسرائيلية عن أن نائب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته مايك بنس بصدد الإعلان عن التوصل إلى اتفاقيات لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولتين عربيتين أخريين قبل نهاية ولاية ترامب.

وفي غضون ذلك، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية النقاب عن اتصالات دبلوماسية بين مسؤولين إسرائيليين مع دول مجاورة لليبيا لإقناعها باللحاق بركب اتفاقات السلام، وعلى رأسها النيجر وموريتانيا ومالي، فضلا عن باكستان وإندونيسيا وجيبوتي وموريتانيا وجزر القمر وسلطنة بروناي وبنغلاديش وجمهورية المالديف.

عملية انتقال السلطة المؤجلة والتي يسودها الاضطراب يمكن أن تعقّد قدرة إدارة بايدن على التعامل مع هذا التحدي

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تحليلا استندت فيه إلى آراء من سمّتهم بمسؤولين مطلعين، تحدثت فيه عما وصفته بـ”الحوافز” التي وعدت بها إدارة ترامب الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرة إلى احتمال أن ترفضها إدارة بايدن أو الكونغرس، “وهو ما سيعرّض سلسلة اتفاقيات السلام للخطر”.

ويقول روبرت مالي، المدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية، المقرب من أنتوني بلينكين، الذي اختاره بايدن لمنصب وزير الخارجية، إنه من المؤكد أن التخفيف الرسمي للتوترات بين إسرائيل وجيرانها الإقليميين هو نجاح سعى الرؤساء الجمهوريون والديمقراطيون السابقون على حد سواء إلى تحقيقه.

ويرى مراقبون أن القرارات الصادمة وغير المبررة التي اتخذها ترامب حيال العديد من القضايا ، كالهجرة وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل وغيرهما من المسائل الشائكة، وما ترتب على ذلك ستستنفد وقتا وجهدا من إدارة بايدن حتى تحاول، من وجهة نظرها، تصحيح الأوضاع، ومن ثم ربما تواجه إرباكا قد يقلص من شعبيتها ويضعف موقفها، ليمهد الرئيس المنتهية ولايته بذلك الساحة مبكرا جدا استعدادا لخوض انتخابات الرئاسة في العام 2024.

 

أخبار ذات صله