fbpx
المناطقية:
د . محمود السالمي
لا ننكر ان هناك تخلف في الجنوب، وان ثقافة الماضي وعصبياته مازالت تشد الكثير، وان الولاء للجماعة مازال عند البعض أقوى من الولاء للوطن، وان مثل تلك الثقافة لن تختفي بسهولة، وإنما تحتاج لجهد ووقت، كما حدث في كل مجتمعات العالم التي أصبحت اليوم مستقرة ومتقدمة، والتي لم يترك فيها الناس ثقافات الماضي المتخلف في يوم وليلة.
لكن الذي ننكره هي ثقافة المناطقية، فهي ثقافة دخلية على الجنوب، لم يصنعها لا الماضي، ولا السلاطين والقوى الرجعية، ولا الاستعمار البريطاني، ولا القبائل وعامة الناس، من صنع المناطقية في الجنوب هي الاجنحة المتصارعة داخل الحزب الاشتراكي، في 86 استخدمت القيادات المتصارعة على السلطلة المناطقية بصورة بشعة، ليس من اجل مصالح المناطق، وإنما من اجل استخدام أهلها الابرياء كوقود في صراعهم الشخصي على السلطة. أثيرت نغمة المناطقية من جديد في المدة الأخيرة وللغرض نفسه، غير انها لم تثير الاستجابة نفسها.
الذي يبعث على الارتياح وعلى التفاؤل، ان الكثير من الناس تعلموا من تجارب الماضي، وأن هناك جيل جديد أصبح معظمه أكثر وعيا وفهما، ولم يعد بإمكان اي شخص ان يسوقهم خلفه مثل قطعان الاغنام، كما حدث من قبل.
الخلاصة: التعصب بكل الوانه واشكالة مناطقي، قبلي، مذهبي، حزبي، لا يقيم دول، ولايبني اوطان وإنما يغرس فتن واحقاد، ومن يستثمر التعصب لمصلحة شخصية اليوم، سيدفع الفاتورة ابنه غدا.