fbpx
السعودية تجتثّ التسامح مع الإخوان في منابرها الدينية
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

تَقرّر في المملكة العربية السعودية عزل العشرات من أئمة وخطباء المساجد بسبب عدم استجابتهم لحملة توعية دينية طلبت السلطات القيام بها ضدّ جماعة الإخوان المسلمين.

ودخلت السعودية منذ سنوات في حملة مضادة لنوازع التشدّد الديني بمختلف مظاهره، وذلك في نطاق عملية إصلاح أشمل تضمنت إنهاء سطوة رجال الدين على المجتمع بهدف تكريس انفتاحه على العصر وتحرير طاقات شبانه الذين يشكّلون المكوّن الرئيس له.

وعمليّا، تصنّف المملكة جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا وتجرّم اتّباع فكرها والإنتماء إليها، وذلك بعد رصدها تحرّكات من قبل الجماعة هادفة لاختراق مؤسسات الدولة والسيطرة عليها من الداخل بشكل تدريجي، بالتوازي مع محاولتها التأثير في المجتمع عن طريق التعليم والدعاية الإعلامية.

وقالت مصادر سعودية إنّ وزارة الشؤون الإسلامية أصدرت قرارا بعزل 100 إمام وخطيب مسجد، لعدم التزامهم بالتحذير والتوعية من خطر جماعة الإخوان.

وينشط هؤلاء الأئمة والخطباء بشكل أساسي في منطقتي مكة المكرمة، والقصيم، شمالي المملكة.

واعتبر البعض أنّ عدم استجابة هؤلاء الذين تمّ فصلهم، قد يعود إلى تخاذل وإهمال وظيفي، ولكنهم لم يستبعدوا في المقابل أن يكون انعكاسا لظاهرة أخطر من ذلك تتمثّل في وجود بقايا تعاطف مع الإخوان في المملكة، خصوصا وأن هؤلاء تمكّنوا من السيطرة على قطاع التعليم لعشريات متواصلة من الزمن واستطاعوا تخريج العديد من المقتنعين بفكرهم والمتبنين لطروحاتهم.

ووفقا للمصادر التي نقلت عنها صحيفة “الوطن أونلاين” السعودية، فإنّ الإدارة العامة للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة، رفعت لوزارة الشؤون الإسلامية طلبا بفصل أكثر من 100 إمام وخطيب بعد أن تم حصرهم خلال الأسبوعين الماضيين.

وجاء ذلك حسب المصادر نفسها، تنفيذا لتوجيه وزير الشؤون الإسلامية الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، الذي سبق أن وجه تعميما لجميع الخطباء “بضرورة بيان الأثر السلبي الذي تنتهجه جماعة الإخوان، والتحذير من الفتنة التي تحاول جماعة الإخوان إثارتها في المملكة”.

ودعا الوزير في منتصف الشهر الماضي إلى تخصيص خطبة الجمعة في المملكة حول بيان هيئة كبار العلماء الذي صنف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.

وكان البيان المذكور قد اعتبر أنّ جماعة الإخوان المسلمين “جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين، وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب”.

وأثار ذلك البيان حالة من الغضب في صفوف التنظيم الدولي للإخوان الذي شنّ حملة إعلامية شرسة ضدّ السعودية.

واتّهم أحمد الريسوني، رئيس ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التابع للجماعة، السعودية “بإعادة سياسة اللعن والتشهير إلى المساجد”، قائلا في بيان إنّ التصرف السعودي “يذكّر بما سبق أن فعله بعض حكام الدولة الأموية حين فرضوا على خطباء الجمعة أن يسبّوا أهل البيت حتى تولى عمر بن عبدالعزيز الخلافة وأبطل هذه البدعة والعمل المنكر”.

أخبار ذات صله