fbpx
تنافس على “الآسياد” يبدّد مناخ المصالحة السائد بين قطر والسعودية
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

خالف التنافس الشديد على الفوز باستضافة الدورة الحادية والعشرين للألعاب الآسيوية “آسياد 2030” والذي وضع قطر وجها لوجه مع السعودية، أجواء المصالحة التي سادت مؤخّرا بعد تواتر الأنباء عن خطوات تم قطعها باتجاه إنهاء المملكة للمقاطعة، التي تشترك مع كلّ الإمارات ومصر والبحرين في فرضها على قطر منذ أكثر من ثلاث سنوات بسبب انتهاجها سياسات مخلّة بالأمن والاستقرار في المنطقة وداعمة للتطرف والإرهاب.

ورغم حاجة قطر الماسّة للمصالحة وإنهاء المقاطعة، فإنها لم تستطع عندما تعلّق الأمر بـ”مصلحة حيوية” لها، متمثلّة بالفوز باستضافة دورة رياضية جديدة من طراز عالمي تضيفها إلى رصيدها في المجال، وتعيد من خلالها تسويق صورة إيجابية لها، غير تلك المستقّرة عنها في أذهان الكثير من شعوب العالم كقوة دعم للتشدّد والإرهاب، التنازل للسعودية، ولا حتّى إخفاء رغبتها في حرمان الشقيقة الكبرى من الحصول على شرف استضافة التظاهرة الرياضية، الأمر الذي اعتبر امتحانا لحسن نوايا الدوحة في المصالحة مع الرياض.

وعلى مدى السنوات الأخيرة اتجّهت قطر بقوّة نحو الرهان على قطاع الرياضة لنحت سمعة عالمية لها وانتزاع موقع بارز لها على الخارطة الدولية في ظلّ انعدام وزنها السياسي ومحدودية تأثيرها الدبلوماسي.

وسخّرت للغرض إمكانيات مادية ضخمة متأتية من ثروة الغاز الطبيعي ما مكنّها من إيجاد بنية تحتية تجلت فخامتها في ملاعب كأس العالم في كرة القدم التي توشك على الاكتمال قبل حوالي سنتين من انطلاق نهائيات 2022.

ولا يتردّد البعض في اتهام قطر بانتهاج أساليب غير نزيهة في الحصول على امتياز استضافة الدورات الرياضية القارية والعالمية، وذلك باستخدام أموال الغاز في شراء ذمم بعض المسؤولين الرياضيين وحتى الحصول على مساندة بعض السياسيين، على غرار الاتهامات التي سبق أن وجهت للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بالتعاون مع الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني للتأثير في التصويت لمصلحة الملف القطري للحصول على استضافة كأس العالم.

ورغبة في إقصاء السعودية من استضافة الآسياد 2030، أصرّت الدوحة على استكمال منافستها لها على الدورة، حيث سيكون الطرفان الأربعاء في مواجهة رياضية بنكهة سياسية خلال التصويت على استضافة الألعاب، التي تقام مرة كل أربع سنوات وينظمها المجلس الأولمبي الآسيوي برئاسة الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح.

سعي قطر لحرمان السعودية من استضافة الآسياد جاء بمثابة اختبار لحسن نوايا الدوحة في المصالحة مع الرياض

وسبق للدوحة أن استضافت الدورة في نسختها الخامسة عشرة عام 2006، في حين أن الرياض تدخل في السباق للمرة الأولى. كما تتنافس قطر مع السعودية لاستضافة كأس آسيا 2027 في كرة القدم، مع ملفات أخرى للهند وإيران وأوزبكستان.

ويتضمن اجتماع المجلس الأولمبي الآسيوي عروضا يقدمها وفدا الرياض والدوحة ثم عرض تقرير اللجنة التي زارت البلدين، ومن بعد ذلك سيتم التصويت ولأول مرة إلكترونيا من قبل الجمعية العمومية.

وتعهد ملف الرياض بإقامة معسكرات للألعاب الآسيوية اعتبارا من عام 2023 لتحديد المواهب الشابة، وتقديم برنامج عالي الأداء مدته 7 سنوات لإعدادهم للدورة وإنشاء أكاديميات الألعاب الآسيوية، وتوفير برنامج ماجستير إدارة الأعمال في إدارة الأحداث، في جامعة الملك سعود بالرياض، للراغبين من الرياضيين، وذلك لتشجيع الاستضافة المستقبلية للفعاليات الرياضية المتعددة.

قال الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل رئيس لجنة ملف الرياض ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية “سيتمكن الرياضيون من الوصول إلى أحدث مرافق التدريب والخدمات الطبية والتموينية وقرية الرياضيين الشاملة المرحبة طوال فترة وجودهم في الرياض، التي بدورها ستسمح لهم بأداء أفضل ما لديهم”.

في المقابل، استندت لجنة ملف الدوحة في إعداد خطتها إلى الخبرات التي تراكمت لدى قطر من خلال استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، وإلى العدد الكبير من المرافق والمنشآت الرياضية الحديثة المتوفرة فيها.

وقال الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس لجنة ملف الدوحة ورئيس اللجنة الأولمبية القطرية “حريصون على أن نقوم بتنظيم ألعاب تدعم أهداف التنمية في القارة قبل الاستضافة وبعدها. ويقوم طلب استضافتنا للألعاب الآسيوية قبل كل شيء على كون الرياضة يمكنها أكثر من أي وقت مضى، أن تلعب دورا هاما كونها مصدرا للأمل والتواصل بين الأمم، والاحتفال بالتنوع السلمي في قارتنا”.

ومن جهته قال أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية جاسم البوعينين إن قطر التي أكدت أيضا رغبتها باستضافة أولمبياد 2032 الصيفي استضافت “في آخر 15 عاما أكثر من 500 حدث رياضي كبير بين بطولات ومؤتمرات ومعسكرات تدريبية”.

وتعتبر دورة الألعاب الآسيوية، التي تعود فكرة إقامتها إلى رئيس الوزراء الهندي السابق جواهر لال نهرو، أكبر الدورات الرياضية في القارة وثاني أكبر حدث متعدد الرياضات في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بحسب المجلس الأولمبي الآسيوي، حيث يصل عدد المشاركين فيها إلى أكثر من عشرة آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية.

وتقام النسخة المقبلة في مدينة هانغجو الصينية من 10 إلى 25 سبتمبر 2022، والنسخة التي تليها في أيتشي ناغويا باليابان عام 2026، علما أن النسخة الأولى أقيمت في نيودلهي عام 1951 بمشاركة نحو 500 رياضي من 11 دولة تنافسوا في ست رياضات فقط.

أخبار ذات صله