fbpx
حين تميل المدرسة .. ينزلق الوطن
شارك الخبر

كتبه / أ – عبد الحكيم الفحة

الدول سياسة تربوية تعليمية تتبلور في منهج دراسي متكامل تتكلف المدرسة بتنشئة الأجيال بموجبه منذو الطفولة بحيث تفضي إلى تخريج شخصية متزنة ومجتمع متجانس.

وعلى قدر ما تنجح الدولة في الحفاظ على وضيفة المدرسة ونزاهة التربية والتعليم فيها تضمن حالة من الإستقرار والنماء والنهوض والتقدم

ما شهدته المنطقة العربية من إضطراب وشتات وتناحر عصف بالكثير من المجتمعات العربية ما كان ليستفحل ويستشري لو أن المدرسة حافظت على وضيفتها الوطنية ورسالتها الإنسانية السامية

لكن ما عمق المشكلة وأججها هو الإستغلال الفكري والسياسي للمدرسة بدخول الأخوان المسلمين إليها بقوة وتسخيرها لخدمة أهداف الجماعة ونشر افكارها ، حيث استطاعت على مدى عقود أن تجعل منها مركزا للإستقطاب الفكري والسياسي

ما حذى بجماعات ومذاهب وطوائف دينية إلى استهداف النشئ والأطفال أيضا بالتربية والتعليم بمناهج مختلفة بعيدا عن المدرسة

كل ذلك أفضى إلى إخراج أجيال متسلحة بافكار وقناعات متعارضة وولاءآت وإنتماءآت متعددة فبقيت بوادر الشتات والإنقسام والصراع كامنة في كل المجتمعات العربية.

حتى بلغ هذا الوضع ذروته بانطلاق ما عرف بثورة الربيع العربي الذي تصدرتها جماعة الأخوان المسلمين وبمساعدة دوائر استخباراتية واعلامية خارجية استطاعت في زمن قياسي تقويض الدولة الوطنية.
فأدخلت المنطقة على أثرها في فوضا عارمة ودوامة من الصراعات والإقتتال والتناحر

ولما كانت تلك الجماعة غير محدودة بإطار سياسي أو جغرافي ولا تحمل مشروعا وطنيا فقد رهنت الوطن لدوائر خارجية عملت على تاجيج الصراع وتأزيم الوضع وتعميق الانقسام المجتمعي .

لقد أثبتت الأيام والأحداث الفشل الذريع والنتائج الكارثية والفتنة المدمرة التي تمخضت عنها سياسات تلك الجماعات دفع الوطن والمواطن العربي ثمنا باهضا لها.

اليوم بعد الخروج من تلك الدوامة هل آن الأوان أن يلتقي المواطنين في إطار الوطن على مختلف اتجاهاتهم ومذاهبهم للتعايش والقبول بالأخر في إطار الحدود الجغرافية للوطن وهل آن الاوان أن تعود المدرسة كمؤسسة وطنية بعيدة عن الصراعات السياسية والدينية.

 

أخبار ذات صله