fbpx
استشارة حلفاء الشرق الأوسط مفتاح بايدن لتصحيح الوضع مع إيران
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

يواجه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مجموعة من القضايا الحرجة عند توليه منصبه في غضون أسابيع قليلة، ليس فقط في الداخل ولكن في الشرق الأوسط وحول العالم. ويبدو أن القضية الأبرز التي ستأخذ الحيز الأكبر من المناقشات هي إيران ودورها في المنطقة.

وجاء أحد التذكيرات بإلحاح وحجم هذه الأزمات في إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة الماضي أن طهران تخطط لتركيب المئات من أجهزة الطرد المركزي المتطورة لتخصيب اليورانيوم في محطة تحت الأرض، وهو انتهاك للاتفاق النووي الموقع في صيف 2015.

وبينما سيكون اهتمام بايدن منصبّا في الفترة الأولى من دخوله للبيت الأبيض على معالجة القضايا الداخلية، إلا أنه لا يمكن تأجيل العمل بشأن الأزمات المتعددة المتعلقة بإيران، على وجه التحديد، ليس فقط بشأن برنامجها النووي، وإنما في ما يتعلق بأنشطتها الإقليمية المختلفة المزعزعة للاستقرار.

تعمل جماعات الضغط الأميركية وجماعات الضغط التابعة للنظام الإيراني بالفعل بشكل ملحوظ على تكثيف جهودها لكسب دعم الرئيس المنتخب بايدن،

ويجمع المحللون على أنه دون اتخاذ إجراءات فورية لمواجهة تلك الأخطار، فإن ذلك من شأنه أن يطيل أمد الأزمات التي تعاني منها المنطقة المضطربة منذ سنوات طويلة، ومن هنا ستكون استشارة الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مفتاحا مهمّا لبايدن لتصحيح الأوضاع مع إيران.

ويدرك الرئيس الأميركي الجديد أن هناك ملفات حارقة أخرى ستكون على الطاولة، إلى جانب المعضلة الإيرانية، ألا وهي القضية الفلسطينية ومسألة مكافحة الإرهاب، والأزمة اليمنية، التي دخلت عامها السادس، ولكن بالطبع ما تقوم به طهران يعد على رأس الأولويات.

وسلط محمد السلمي، وهو مؤسس ورئيس المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (الرصانة)، ومقره الرياض، في تحليل نشرته مجلة “ناشيونال انترست” الأميركية، الضوء على تلك المشكلات، ورأى أن الجهود التي تقوم بها السعودية لحل التوترات الإقليمية وخاصة في منطقة الخليج تعتبر أساسا لأي خطة يريد أن يتبعها بايدن في الشرق الأوسط ولاسيما لردع سلوك إيران تجاه جيرانها.

 

محمد السلمي: الضرورة تقتضي معالجة القضايا المتشابكة في آن معا

وبحسب السلمي، تحرص السعودية، التي تنسق بشكل وثيق مع دول الخليج وخاصة الإمارات والبحرين، للمساعدة على ضمان الاستقرار من خلال العمل مع الإدارة الأميركية الجديدة ولعب دور رئيسي في منع المزيد من التوترات الإقليمية. وهذا من شأنه أن يدعم أي سياسة قد تتبعها إدارة بايدن في السنوات الأربع المقبلة.

وفي حين أن الجهود التي تبذلها الدولة الأكبر في الخليج لحل التوترات، فإن تحركات جيرانها الخليجيين ستساعد على تبني موقف موحد تجاه التهديد الحقيقي والمتفاقم للغاية الذي تشكله إيران حاليا على الشرق الأوسط، حتى دون أن تتخذ الولايات المتحدة موقفا قويا لردع طهران عن ذلك.

وتشير الحقائق إلى أن القضية الإيرانية هي الأكثر إلحاحا بين عدة ملفات، رغم أولويات إدارة بايدن والمتمثلة في العلاقات الأميركية الأوروبية والأزمة المتصاعدة مع الصين والعلاقة مع روسيا ومعاهدة باريس للمناخ التي انسحب منها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، لأنها الأكثر تشابكا بشكل لا ينفصم مع المشاكل الأخرى التي يعاني منها الشرق الأوسط.

ولدى إيران علاقات عميقة الجذور مع معظم الجماعات الإرهابية السنية والشيعية، التي تسبب الفوضى في جميع أنحاء المنطقة وقد أنشأت وموّلت ودربت ميليشيات طائفية تستهدف مصالح دول أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، سواء في العراق ولبنان وسوريا واليمن أو أبعد من ذلك.

والنظام الإيراني مصنف بالفعل من قبل الأمم المتحدة على أنه دولة راعية للإرهاب، وفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات عليه في هذا السياق، كما أنه منخرط في القضية الفلسطينية، خاصة من خلال دعمه لحماس والجهاد الإسلامي. ومن خلال هذا الدعم الذي يعززه التعنت الإسرائيلي المستمر، تساهم طهران في منع التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

ويؤكد السلمي في سياق تحليله أن أحد الأهداف الأساسية للنظام الإيراني في استراتيجيته تجاه المنطقة العربية يتمحور حول إحباط أي جهد لحل القضية الفلسطينية لاستغلال حالة عدم الاستقرار والغضب الشعبي كأداة لتعبئة المنظمات التابعة، واللعب على أوتار قلوب الجمهور في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي وكسب بعض التعاطف الشعبي.

وهذا السلوك، الذي دأبت عليه إيران منذ إسقاط الشاه في العام 1979، يأتي رغم تراجع نجاح هذا التكتيك بشكل كبير بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011 وتورط طهران في إراقة دماء السوريين الأبرياء من خلال دعمها اللامحدود للنظام السوري وأيضا دعمها للميليشيات العراقية (الحشد الشعبي) وكذلك تقديم كل أوجه المساندة لجماعة الحوثي في اليمن.

الرئيس الأميركي الجديد يدرك أن هناك ملفات حارقة أخرى ستكون على الطاولة، إلى جانب المعضلة الإيرانية، ألا وهي القضية الفلسطينية ومسألة مكافحة الإرهاب، والأزمة اليمنية

وبناء على ذلك، يرى رئيس معهد الرصانة أنه من الضروري معالجة القضايا المتشابكة في وقت واحد لضمان أن بقية دول الشرق الأوسط الأخرى ستدعم أي مفاوضات محتملة لتجديد الاتفاق النووي، كما أنه يجب استشارة دول المنطقة وإشراكها طوال مسار معالجة هذه القضايا وأن يكون ممثلوها حاضرين في المفاوضات.

ويبرر السلمي موقفه بأن هذه الطريقة، إن اتبعها بايدن، ستقطع شوطا طويلا لضمان ديمومة الاتفاقية وتجنب الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس السابق باراك أوبام حينما أصرت على مهادنة إيران من خلال الاتفاق النووي لتحجيم خطط التسليح، والتي يبدو أنها لم تثمر عن أي شيء حتى اليوم.

وتعمل جماعات الضغط الأميركية وجماعات الضغط التابعة للنظام الإيراني بالفعل بشكل ملحوظ على تكثيف جهودها لكسب دعم الرئيس المنتخب بايدن، مع إصرار قوي على ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة دون شروط مسبقة قبل نهاية عهد الرئيس الإيراني حسن روحاني.

أخبار ذات صله