ومع أن إيران لم تعرض أدلة ملموسة على ضلوع إسرائيل أو الولايات المتحدة في اغتيال علماء الذرة الإيرانيين، إلا إن “أصابع الاتهام” جاهزة لتوجيهها إلى هاتين الدولتين، وعناصرهما الاستخبارية، من قبل السلطات الإيرانية.

ويتهم الغرب إيران بأن لديها برنامج نووي سري قد يفضي إلى تطوير سلاح ذري، وهو الأمر الذي تنفيه إيران وتصر على أن برنامجها النووي مدني وسلمي يهدف إلى توليد الطاقة.

محسن فخري زاده

تعرض عالم الذرة محسن فخري زاده للاغتيال، الجمعة قرب العاصمة الإيرانية طهران، بعد أن أطلق مهاجمون النار على سيارته بحسب ما ذكرت القوات الإيرانية في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية.

وتوفي فخري زادة، الذي كان الغرب وإسرائيل وإيرانيون معارضون في المنفى يشتبهون منذ فترة طويلة بأنه العقل المدبر لبرنامج سري لقنبلة نووية توقف عام 2003، في المستشفى متأثرا بإصابته بجروح خطيرة إثر الكمين الذي استهدفه.

وأشارت إيران بإصبع الاتهام إلى إسرائيل مع ما يتضمنه ذلك من أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب بارك عملية القتل.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تويتر إن هناك “مؤشرات خطيرة على دور إسرائيلي”، ودعا الدول الغربية إلى أن “تنهي معاييرها المزدوجة المخجلة وأن تدين هذا العمل الذي هو إرهاب دولة” بحسب رويترز.

 مسعود علي محمدي

في 12 يناير 2010، قتل العالم النووي الإيراني مسعود علي محمدي بتفجير قنبلة عن بعد في طهران.

وفيما وصف مسؤولون إيرانيون أستاذ الفيزياء بأنه عالم نووي، فإن متحدثا قال إنه لم يعمل لصالح منظمة الطاقة الذرية، وأنه كان محاضرا في جامعة طهران.

غير أن مصادر غربية قالت إن علي محمدي كان يعمل بشكل وثيق مع فخري زاده ومع فريدون عباسي-دواني، وكلاهما خضع لعقوبات من الأمم المتحدة بسبب عملهما في أنشطة يشتبه بأنها تهدف إلى تطوير أسلحة نووية.

مجيد شهرياري

لقي العالم النووي مجيد شهرياري مصرعه في انفجار سيارة مفخخة في طهران في 29 نوفمبر 2010، وأصيبت زوجته التي كانت ترافقه في الهجوم.

ووصف مسؤولون إيرانيون التفجير، الذي استهدف شهرياري والذي كان محاضرا في جامعة شهيد بهشتي، بأنه هجوم برعاية إسرائيلية أو أميركية على برنامج البلاد النووي.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، قوله وقتها إن شهرياري كان له دور في أحد أكبر المشروعات النووية في البلاد دون أن يفصح عن المزيد.

داريوش رضائي

لقي أستاذ الفيزياء الإيراني داريوش رضائي مصرعه رميا بالرصاص في عملية اغتيال نفذها مهاجمون مسلحون في شرقي العاصمة الإيرانية في 23 يوليو 2011.

وكان رضائي، الذي بلغ الخامسة والثلاثين من عمره عندما تعرض للاغتيال، يعمل محاضرا في الجامعة وحاصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء.

وقال نائب وزير الداخلية الإيراني آنذاك إنه لم يكن على صلة بالبرنامج النووي الإيراني، بعد أن أشارت تقارير أولية في بعض وسائل الإعلام إلى مثل تلك الصلة.

 مصطفى أحمدي روشن

لقي المهندس الكيميائي أحمدي روشن (32 عاما) مصرعه في انفجار قنبلة لاصقة في سيارته وضعها راكب دراجة نارية في طهران في يناير 2012.

وتوفي راكب آخر متأثرا بإصابته في الواقعة في المستشفى كما أصيب أحد المارة.

وقالت إيران إن القتيل كان عالما نوويا أشرف على قسم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

وألقت إيران بمسؤولية الهجوم على إسرائيل والولايات المتحدة.

فريدون عباسي دواني

أصيب رئيس قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين عباسي-دواني وزوجته في انفجار سيارة مفخخة في ذات اليوم الذي قتل فيه شهرياري، أي يوم 29 نوفمبر 2010.

وفرضت الأمم المتحدة عقوبات على عباسي-دواني، بسبب ما قال عنه مسؤولون غربيون إن شارك فيما يشتبه أنها أبحاث لتطوير أسلحة نووية.

وقال حيدر مصلحي وزير المخابرات في ذلك الوقت “هذا العمل الإرهابي نفذته أجهزة مخابرات مثل المخابرات المركزية الأميركية ’سي.آي.إيه‘ والموساد الإسرائيلي وجهاز إم.آي6 البريطاني، مشيرا إلى أنه تم اعتقال أفراد مجموعة أرادت تنفيذ عمل إرهابي لكنها أخفقت. اعترفوا أنهم تلقوا تدريبا من أجهزة المخابرات تلك”.

وشغل عباسي-دواني منصب نائب رئيس ومدير منظمة الطاقة الذرية في فبراير 2011، وفقا لما ذكرته وقتها وكالة فارس للأنباء، لكن وكالة “إرنا” ذكرت أنه أقيل من منصبه في أغسطس 2013.