fbpx
“الاعتبارات الإنسانية” تبرز مجدّدا كمظلة لحماية الحوثيين
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

برزت الاعتبارات الإنسانية كعائق محتمل أمام إمكانية تصنيف جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن تنظيما إرهابيا، وذلك بمجرّد انتشار أخبار عن نيّة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القيام بذلك قبل نهاية مدّتها وتسليم السلطة لإدارة بايدن القادمة.

وعبّرت جهات غربية عن “خشيتها” من أن يؤدّي وضع الجماعة الموالية لإيران على لوائح الإرهاب إلى عرقلة عملية إيصال المساعدات إلى محتاجيها الكُثر في اليمن الأمر الذي سيفاقم من الوضع الإنساني بالغ السوء في البلد.

غير أنّ مصادر سياسية يمنية عبّرت عن استغرابها من تلك المخاوف، معتبرة أنّها غير مبرّرة، ولافتة إلى أنّ الدفع بالاعتبارات الإنسانية لحماية الحوثيين من الوقوع تحت طائلة القانون الدولي أصبح ظاهرة لصيقة بالمنعطفات المهمّة في مسار الأحداث في اليمن.

وقال دبلوماسي يمني سابق إنّ ما يروّج الآن بشأن انعكاس تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية سلبا على تدفّق المساعدات، شبيه إلى حدّ بعيد بما كان قد سبق معركة تحرير الحديدة التي تمّ الإعداد لها بشكل جيّد سنة 2018 وكانت ستُحدث منعطفا فارقا في مسار الأحداث باليمن، لكنّها توقّفت بضغوط غربية شديدة استندت إلى أنّ المعركة ستلحق أضرارا كبيرة بالمدنيين.

وأضاف ذات المتحّدث أنّ الضغط على الحوثيين بتصنيفهم جماعة إرهابية، قد يكون على عكس ما يُروّج وسيلة لتسريع الحلّ السلمي للصراع، ما يعني بالنتيجة تخليص اليمنيين من تبعات الحرب وانعكاساتها السلبية عليهم.

 

يان إيغلاند: قلقون من خلق عقبات إضافية أمام تقديم المساعدات في اليمن

وأثارت تقارير أفادت بأنّ الولايات المتحدة تدرس تصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية، قلق المنظمات الإنسانية التي تحذّر من أن الخطوة ستعيق إيصال المساعدات وتدفع البلاد الغارقة في الحرب إلى المجاعة.

ويبدو مسار تصنيف الحوثيين المدعومين من إيران بندا رئيسيا على جدول أعمال إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي جعلت من عزل طهران محور سياستها الإقليمية، قبل أسابيع قليلة من خروجها من البيت الأبيض.

وأكد مسؤولون لوكالة فرانس برس تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تضع الأسس تمهيدا لإعلان خطوتها ضد الجماعة المتمردة، التي تسيطر على العاصمة صنعاء وجزء كبير من الشمال في ظل حرب طاحنة مستمرة منذ أكثر من خمس سنوات تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقال دبلوماسي غربي في الخليج مطّلع على ملف اليمن “إذا تم تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، فستكون لذلك عواقب كثيرة”. وأوضح “ستواجه دول عديدة مشاكل في التعامل مع الحوثيين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعقيد عملية السلام برمتها وعمل الأمم المتحدة كذلك”.

ويقول المعترضون على تصنيف الحوثيين الذين يخضعون أصلا لعقوبات أميركية كإرهابيين، إنّ أثر هذه الخطوة عليهم قد يكون محدودا لكن اليمنيين العاديين سيدفعون الثمن الأكبر خصوصا في ظل التراجع الكبير في المساعدات هذا العام بسبب فايروس كورونا المستجد.

وبحسب هؤلاء ستؤثر تبعات القرار بشكل مباشر على مسار التواصل مع الحوثيين وإدارة الضرائب واستخدام النظام المصرفي ودفع أجور العاملين الصحيين وشراء الطعام والوقود، وخدمات الإنترنت وغيرها.

وقال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند إن منظمته انضمّت إلى مجموعات إنسانية أخرى “في الإعراب عن القلق العميق إزاء احتمال خلق عقبات إضافية لا يمكن تجاوزها أمام تقديم المساعدات الحيوية في اليمن”.

وأضاف في بيان أنّه إذا مضت الولايات المتحدة قدما في هذه الخطوة فعليها إصدار “إعفاءات واضحة لا لبس فيها” من شأنها أن تسمح لعمّال الإغاثة بالعمل دون خشية من التداعيات القانونية.

ورد الحوثيون بغضب على احتمال إدراج الولايات المتحدة حركتهم في قائمة المنظمات الإرهابية، معتبرين أنّ ترامب لا يملك الحق في ذلك بعد فشله في الفوز بولاية ثانية.

وقال نائب رئيس المجلس السياسي في جماعة أنصار الله سلطان السامعي عن ترامب “انتهت الانتخابات الأميركية وفاز غيره وهو مصر على أنه الفائز. لم يعد لتصريحات هذا الرجل أي معنى”.

وتابع “إذا صنّف حركة أنصار الله على أنّها إرهابية فسيكون قرارا صادرا عن شخص غير مؤهل ومجنون بكل ما للكلمة من معنى”.

وفي المقابل، من المتوقع أن تلقى الخطوة ترحيبا من السعودية، حليفة ترامب والتي تعتبر الحوثيين جماعة إرهابية منذ 2014 حتى قبل تدخلها في الحرب اليمنية على رأس تحالف عسكري لدعم الحكومة المعترف بها دوليا.

وتؤكد مصادر في الكونغرس الأميركي أن القضية قيد النقاش ولكنها لا تزال محل نزاع سياسي ومن غير الواضح ما إذا كان يمكن بلوغ مرحلة التصنيف بالفعل قبل أن يؤدي الرئيس المنتخب جو بايدن اليمين الدستورية.

أخبار ذات صله