fbpx
«توحيد أميركا».. المهمة الأصعب أمام بايدن!
شارك الخبر
«توحيد أميركا».. المهمة الأصعب أمام بايدن!

 

يافع نيوز – وكالات

مع اقتراب موعد تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهام منصبه بعد شهرين من الآن، يبدو رأب الصدع الداخلي، الذي كشفت عنه الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة، إحدى المهام الأكثر إلحاحاً على جدول أعماله.
فالرئيس السادس والأربعون للدولة الأكبر في العالم، يوشك أن يتولى حكم «أمة هي الأكثر انقساماً على نفسها، منذ ثلاثة عقود على الأقل»، حسبما أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، مُشيرة في هذا الصدد، إلى أن ذلك «يُملي على مواطني البلاد تعلم كيفية التعايش مع الاختلافات»، بين من انتخبوا بايدن بحماسة شديدة ومن أدلوا بأصواتهم بكل اقتناع لصالح الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وتفيد الأرقام بأن ترامب حصل على دعم أكثر من 70 مليون ناخب، مُحققاً بذلك ثاني أكبر حصيلة للأصوات الانتخابية في التاريخ الأميركي، بعد بايدن الذي زاد عدد المصوتين لصالحه على 77 مليوناً و400 ألف شخص، وهو ما يشير إلى أن الولايات المتحدة «منقسمة بشكل عميق، على الرغم من أن مواطنيها يتفقون على ما هو أكثر بكثير وهو ما يقر به قادتهم السياسيون، ففي نهاية المطاف، لا يمكن لأميركا الحمراء (في إشارة إلى اللون المُميِز للحزب الجمهوري) أن تفرض إرادتها على أميركا الزرقاء (وهو لون الحزب الديمقراطي المنافس) أو العكس».
وللتعامل مع هذا الوضع، يتوجب على بايدن التحرك بجدية لجسر الهوة بين مناصريه ومؤيدي خصمه الجمهوري، «وإذا كان جاداً في علاج هذه المشكلة، فسيتعين عليه اتخاذ خطوات لن تحظى بشعبية على الأغلب داخل حزبه الديمقراطي». ومن بين هذه الخطوات، الإحجام عن القيام بأي خطوات من شأنها، تشجيع وزارة العدل على فتح تحقيقات يمكن أن تؤدي إلى محاكمة ترامب.
فالمضي على هذا الدرب سيشير، كما تقول «وول ستريت جورنال»، إلى أن الولايات المتحدة ستقطع خطوة أخرى نحو إضفاء «صبغة جنائية على صراع سياسي».
وبجانب ذلك، يتطلب تقليص حدة الانقسام الداخلي أيضاً، أن يهتم بايدن بالقضايا التي يمكن أن يتوافق عليها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، من قبيل بلورة خطة واسعة لمواجهة وباء كورونا، تشمل خطوات تحظى بالإجماع، من دون التطرق إلى مسائل خلافية قد تثير جدلاً أو مشكلات دستورية، من قبيل «إلزام الأميركيين بارتداء كمامة الوجه».
ولن يكون بايدن أول رئيس أميركي يستهل فترة حكمه بالسعي إلى توحيد صفوف مواطنيه، فقد سبقه إلى ذلك رؤساء مثل ريتشارد نيكسون وجيمي كارتر وبيل كلينتون وباراك أوباما، بنسب نجاح متفاوتة، وهو ما اعتبرته «وول ستريت جورنال» مؤشراً على مدى صعوبة هذه المهمة. ورأت الصحيفة أن الرئيس الأسبق جيرالد فورد يشكل مثالاً بارزاً في هذا الشأن، فقد تمكن خلال أقل من 900 يوم، حكم فيها أميركا، بعد اضطرار نيكسون للاستقالة إثر فضيحة «ووترجيت»، أن «يرمم النسيج الوطني الذي مزقته هذه الفضيحة، وكذلك الحرب في فيتنام». ومن أجل توحيد الولايات المتحدة، تحدى فورد التيارات المحافظة في أوساط حزبه الجمهوري. كما أصدر عفواً غير مشروط عن نيكسون، بهدف تجنيب البلاد أي جلسات محاكمة، قد تُذكي الانقسامات بين مواطنيها، وهي خيارات يبدو أن على بايدن استلهام بعضها خلال الشهور القليلة المقبلة.

أخبار ذات صله