fbpx
هل تمتلك الهند مفتاح تطوير لقاح كورونا للدول النامية؟
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

تمتلك عائلة الملياردير الهندي أدار بوناوالا، شركة لقاحات تصنع جرعات سنويا أكثر من أي شركة أخرى على وجه الأرض، وعند سؤاله عن السباق لإنتاج لقاح لفيروس كورونا قدم بعض الآراء المثيرة.

وحذر بوناوالا، من أن تحديد لقاح واحد للعالم النامي بأكمله لن ينجح، وأشار إلى أن أي شخص يقول إن اللقاح سيوفر المناعة الكاملة لمدة محددة، يكذب، إذ يرى أن تحصين جميع سكان العالم لن يتم حتى عام 2024.

2020-11-schott-covid19-3840x2160-26062020

ووفقا لصحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، كان أدار صريحا بالقدر ذاته بشأن مجازفة شركته ”معهد المصل“ في الهند، بالمشاركة في تصنيع اللقاح في هذا الوباء، حيث تستثمر عائلته 250 مليون دولار في محاولة لزيادة القدرة التصنيعية إلى مليار جرعة حتى عام 2021.

وقال أدار (39 عاما): ”قررت المجازفة بكل ما لدي، وكان والدي من بين أوائل المشككين“، حيث قال له والده سايروس مؤسس الشركة: ”إنها أموالك، إذا أردت إهدارها، فهذا شأنك أنت“.

وتعتبر مجازفة أدار رهانا له تداعيات عالمية، وفي سعيها للحصول على لقاحات فعالة للفيروس التاجي، تستعد الهند للعب دور حاسم في تزويد العالم النامي بها، الذي يبدأ السباق في موقف ضعيف.

استحوذت البلدان الغنية بالفعل على جزء كبير من الإمدادات المتاحة، وأبرمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وكندا صفقات كبيرة بما يكفي لتطعيم سكانها بالكامل، في حين لم يتمكن الجهد العالمي المجمع لتوزيع اللقاحات بصورة عادلة على أكثر من 150 بلدا، بما في ذلك عشرات الدول المنخفضة الدخل، من جمع سوى 700 مليون جرعة.

ولم تُبرم شركة ”فايزر“، التي أعلنت نتائج مبكرة ممتازة للقاحها المرشح، يوم الاثنين، أي صفقات لتوريد منتجاتها إلى البلدان النامية، وفقا لتحليل البيانات المتاحة للجمهور من قبل شركة ”إيرفينيتي“، وهي شركة أبحاث في المملكة المتحدة.

كما أنه يجب تخزين لقاح فايزر في درجات حرارة شديدة البرودة، وهو تحد كبير في الكثير من أنحاء العالم.

وقال نيكولاس لوسياني، كبير المستشارين في منظمة ”أوكسفام“ أمريكا، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لمكافحة الفقر، إن الدول الغنية ”تتسابق جميعا على إمدادات اللقاحات وتكتنزها لتحصين أكبر عدد ممكن من الناس، حتى لو ترك ذلك بلدانا أخرى غير قادرة على تحصين الأشخاص الأكثر عرضة للخطر“.

2020-11-2020-07-20T142800Z_1352727355_RC22XH93S5AV_RTRMADP_3_HEALTH-CORONAVIRUS-OXFORD-VACCINE_layout-1595420573

الدور الهندي

وقالت أندريا تايلور، مساعدة المديرة في ”مركز ديوك العالمي للابتكارات الصحية“، إنه قبل انتشار الوباء بكثير، كانت الهند قوة كبيرة في صناعة اللقاحات متخصصة في التصدير بأسعار معقولة إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وشرحت أن بعض الدول مثل: البرازيل والصين، لديها -أيضا- قدرة تصنيعية، ولكن دور الهند يعتبر الأهم لأن صانعي اللقاحات الهنود تحركوا بسرعة لتشكيل علاقات مع الشركات العالمية وزيادة إنتاجهم، وقالت: ”ستكون الهند نجم هذه القصة“.

وأعرب أنتوني فوسي، كبير المتخصصين في الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، عن الشعور ذاته خلال حلقة نقاش في وقت سابق من هذا العام، وقال إن قدرة الهند على التصنيع ”ستكون مهمة جدا جدا“ مع تطوير لقاحات فعالة.

وفقا لأبحاث ”إيرفينيتي“، توصلت 4 شركات أدوية كبرى هي ”استرازينيكا“، و“نوفافاكس“، و“جونسون آند جونسون“ و“سانوفي“، لاتفاقات لإنتاج ما لا يقل عن 3 مليارات جرعة لقاح للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومن المقرر أن يقوم معهد المصل بتصنيع أكثر من ثلثي تلك الجرعات.

2020-11-India-coronavirus

وسوف تأتي بعض الإمدادات المتفق عليها إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من خلال المبادرة المجمعة التي تدعمها ”منظمة الصحة العالمية“، والمعروفة باسم ”مرفق الوصول العالمي للقاحات كوفيد-19“ (كوفاكس)، والتي تشمل أكثر من 150 دولة ذات دخل عال ومنخفض، ورفضت الولايات المتحدة الانضمام إليها.

ويشارك في قيادة ”كوفاكس“ تحالف غافي، وهو تحالف لقاح غير ربحي، وفي سبتمبر، أعلن غافي عن شراكة مع مؤسسة ”بيل وميليندا غيتس“ لدفع 200 مليون جرعة من اللقاح إلى معهد المصل الهندي، بتكلفة قدرها 3 دولارات للجرعة، ليتم توزيعها في البلدان النامية في أوائل عام 2021، ومن شأن هذه الدفعة البالغة 600 مليون دولار مساعدة معهد المصل على زيادة الإنتاج.

2020-11-غيتس-وزوجته

وقال أدار، الرئيس التنفيذي لشركة ”معهد المصل“: ”يريد تحالف غافي ومؤسسة غيتس تأمين إمدادات اللقاحات بأسعار معقولة، وهدفه في الوقت نفسه، هو تغطية بعض تكاليفه، وعلى الأقل يقلل ذلك من الخطر علي حتى أتمكن من النوم ليلا“.

وذكر دومينيك هاين، الذي يعمل على جهود غافي لجعل اللقاحات متاحة بسهولة أكبر في البلدان المنخفضة الدخل، إن الشراكة مع معهد المصل ضرورية نظرا لحجمها لتحقيق هدف غافي الأكبر المتمثل في ضمان عدم تخلف أي بلد عن الركب في البحث عن اللقاحات“.

وبموجب الاتفاق، سيحصل أكثر من 60 بلدا، في أفريقيا وآسيا، على اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد واسترازينيكا أو اللقاح الذي تقوم شركة نوفافاكس بتطويره.

وعقد معهد المصل صفقات لتصنيع كلا اللقاحين، وهما في تجارب المرحلة الثالثة، كما وقع صفقات لصنع لقاحين آخرين طورتهما شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية كوداجينيكس وشركة سباي بايوتك البريطانية وتعمل على تطوير لقاحها الخاص، والذي تأمل أن يدخل مرحلة التجارب في أواخر العام المقبل.

وفي حين توصلت الشركة الهندية إلى اتفاقات تصنيع مع شركات أمريكية مثل: نوفافاكس وكوداجنيكس، فإنها لا تصدر حاليا لقاحاتها إلى الولايات المتحدة.

وسجلت الهند ثاني أكبر عدد من حالات الإصابة بالفيروس التاجي في العالم، أكثر من 8.5 مليون حالة، وتعني هذه الأرقام أن الهند ستصبح سوقا حاسما للقاحات في المستقبل ومكانا فعالا لاختبارها.

2020-11-coronavirus-cases-in-india-live-news-latest-updates-may14

وتجري حاليا تجارب سريرية متقدمة لثلاثة لقاحات مرشحة في الهند: لقاح استرازينيكا واللقاحات التي طورتها شركتان هنديتان للأدوية، وهما زيدوس كاديلا وبهارات بايوتك، كما تبدأ شركة هندية التجارب السريرية للقاح روسيا، سبوتنيك في.

وقال ماهيما داتلا، عضو في مجلس إدارة تحالف غافي ومدير شركة ”بيولوجيكال إي“، وهي شركة منتجة للقاحات تتخذ من مدينة حيدر أباد مقرا لها: ”سواء طورت الهند لقاحا بمفردها أم لا، ستلعب دورا مهما جدا جدا في التصنيع“.

وتوقع وزير الصحة الهندي أخيرا أن تكون البلاد في وضع يسمح لها بالبدء في توزيع لقاح خلال الأشهر الستة المقبلة، وقال إن الحكومة تعمل على وضع خطة لتحصين ما يصل إلى 250 مليون شخص بحلول يوليو.

وسيتطلب الوصول إلى هذا الهدف الثقل التصنيعي لشركة معهد المصل، وقد حولت الشركة طاقتها من اللقاحات الحالية وبدأت العمل في منشأة إنتاج جديدة سيتم الانتهاء منها العام المقبل في مقرها في مدينة بونى في غرب الهند.

وقال أدار إن الشركة تعهدت بإبقاء نصف اللقاحات التي تصنعها للاستخدام المحلي داخل الهند، وبدأت بالفعل في تصنيع لقاح استرازينيكا، وأنتجت نحو 20 مليون جرعة، ويتوقع إنتاج 10 أضعاف هذه الكمية في الأشهر الأربعة المقبلة.

وأشار أدار إلى أنه متفائل بأنه في عام 2021، سيتم ترخيص لقاح جديد للفيروس التاجي للاستخدام العام كل شهرين.

وأضاف: ”هذا هو الخبر السار، ولكن الخبر السيئ هو أنه لم يتضح بعد أي من اللقاحات المرشحة فعال وسيوفر الحماية طويلة الأجل من الفيروس إن وُجد، فلا أحد يريد لقاحا يحمي لبضعة أشهر فقط“.

أخبار ذات صله