fbpx
صعود بايدن يجعل تركيا مكشوفة أمام غضب الكونغرس
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

تعكس تهنئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتأخرة للرئيس الأميركي المنتخب جو بادين توجسا وقلقا من مآلات العلاقات بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما يؤكد مراقبون أن قلق الرئيس التركي في محله مع رحيل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

ووفق بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، أعرب أردوغان الأربعاء عن تمنياته بأن تحمل نتائج الانتخابات الخير لشعب الولايات المتحدة الصديقة والحليفة.

وقال أردوغان مخاطبا بايدن “كما تباحثنا أثناء توليكم منصب نائب الرئيس في مناسبات عدة، فإن العلاقات التركية – الأميركية تحمل طبيعة استراتيجية تستند إلى أسس متجذرة”.

وأضاف “التحديات العالمية والإقليمية التي تعترضنا اليوم تحتم علينا السعي لمواصلة تطوير وتعزيز علاقاتنا القائمة على أساس المصالح والقيم المشتركة”.

وتابع “روابط التعاون والتحالف القوية بين بلدينا ستواصل تقديم إسهامات مصيرية للسلام العالمي في المستقبل”.

ولن يتمكن الرئيس التركي على الأرجح في عهد جو بايدن من التأثير على قرارات الرئيس الأميركي باتصال هاتفي بسيط كما كان يفعل مع “صديقه” ترامب.

ويرى محللون أن الرئيس المنتخب ما أن يتولى منصبه لن يسعى إلى تهميش تركيا التي تضطلع بدور متعاظم في المنطقة بل سيحاول إقامة علاقات تستند إلى قواعد جديدة أكثر صرامة مع هذا الحليف الاستراتيجي.

ومعروف عن ترامب إعجابه بقادة يحكمون بقبضة من حديد ومن بينهم أردوغان الذي كان يصفه بأنه صديق إلا أن ذلك لم يجنب البلدين أزمات كثيرة في السنوات الأخيرة التي اتسمت بتراجع في العلاقات إثر محاولة انقلاب فاشلة في تركيا العام 2016.

ودعت تركيا دونما جدوى الولايات المتحدة إلى تسليمها الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في بنسيلفانيا التي تتهمه بأنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشلة.

ويختلف البلدان أيضا بشأن قوات كردية تعتبرها أنقرة “إرهابية” لكنها مدعومة من واشنطن في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. إلا أن العلاقة الشخصية بين ترامب وأردوغان ساهمت في الحد من الأضرار.

وتقول غونول تول الخبيرة في “ميدل إيست انستيتوت” في تحليل إن قلق الرئيس التركي “في محله” مع رحيل ترامب، فيما يوضح سام هيلير الخبير المستقل بالشؤون السورية “لا أظن أن إدارة بايدن ستكون متساهلة إلى هذا الحد مع تركيا بشأن سوريا ومسائل أخرى”.

تركيا مهددة بعقوبات لشرائها صواريخ روسية من طراز أس – 400 وسيكون موقف بايدن من هذا الملف حاسما

وتتوقع اسلي ايدينتاسباس من مركز الأبحاث التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الدولية أن “في عهد بايدن ستنطلق العلاقات بين واشنطن وأنقرة على الأرجح بتوتر وترقب”.

ولمحت السلطات التركية إلى ذلك في ردة فعلها الحادة على شريط فيديو نشر في أغسطس لمقابلة مع بايدن وصف فيها الرئيس التركي بأنه “مستبد”، مشددا على ضرورة “تشجيع” منافسيه “لكي يتمكنوا من مواجهة أردوغان في الانتخابات القادمة وهزمه”.

وحتى في عهد ترامب، عانت العلاقات بين البلدين من طموحات أنقرة في استغلال الغاز والنفط في شرق المتوسط في مياه تؤكد اليونان وقبرص أنها تابعة لسيادتهما. وفي سبتمبر، زار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليونان في بادرة تأييد لأثينا.

وتقول تول “تخشى أنقرة أن ترى جو بايدن ينسج علاقات وثيقة أكثر مع اليونان وأن يعتمد نهجا أكثر تشددا مع تركيا”.

وكان ترامب هدد بالقضاء على الاقتصاد التركي في حال عدم الإفراج عن قس أميركي موقوف في تركيا بتهمة التجسس ما أدى إلى أزمة نقدية العام 2018.

وأكدت ايدينتاسبس أن بايدن وخلافا لسلفه، قد يستخدم مع أنقرة “خطابا يتمحور أكثر على الديمقراطية وحقوق الإنسان في العلاقات الثنائية”.

ويعتمد بايدن نهجا أقل انعزالية من ترامب وقد يحاول التخفيف من تحركات تركيا في الخارج ولاسيما ليبيا والنزاع في ناغورني قره باغ. وتقول ايدينتاسبس “تخشى أنقرة أن ترى بايدن يحتوي توسع تركيا”.

وتركيا مهددة بعقوبات أميركية لشرائها صواريخ روسية من طراز أس – 400 وسيكون موقف بايدن من هذا الملف حاسما.

وطالب الكونغرس الأميركي بتطبيق قانون كاتسا (فرض عقوبات على أعداء أميركا) ضد تركيا، وكان القانون قد دخل حيز التنفيذ بعد توقيعه من قبل الرئيس ترامب في 2 أغسطس 2017. إلا أن خطوات الكونغرس سواء بتطبيق قانون “كاتسا” ضد تركيا، أو مشاريع القوانين لفرض عقوبات أخرى، لم تلق دعما من ترامب.

ويقول ماكس هوفمان المدير المشارك بمركز التقدم الأميركي “من المستبعد أن يلجأ بايدن إلى نهج تلقائي بفرض العقوبات، مثلما يفترض كثيرون فيما يبدو، لكنه سيضيق الهوة على الأرجح بين صفوف المسؤولين المتخصصين في الحكومة الأميركية والبيت الأبيض، وهي الهوة التي اتسعت في عهد ترامب”.

ويشير مراقبون إلى أن تركيا قد تخسر أكثر من معظم الدول الأخرى مع انتخاب بايدن، إذ من المتوقع أن يشدد الموقف الأميركي إزاء التدخلات العسكرية الخارجية لإدارة أردوغان وتوثيق أنقرة التعاون مع روسيا.

ويؤكد توري توسيج، مدير الأبحاث بمركز بيلفر بكلية كنيدي في هارفارد “أعتقد أن من الإنصاف القول إنك ستشهد تحولا أقوى (من إدارة بايدن) ضد الحكومة التركية حين تتعارض مع المصالح الأميركية”.

أخبار ذات صله