fbpx
بعد حملة عاصفة.. الأميركيون ينتخبون رئيسهم بقناعات مختلفة
شارك الخبر

يافع نيوز ـ العرب

أعطى فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 دفعا جديدا للأحزاب اليمينية التي كانت منتشية بنجاح حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجعل العالم يستمع لارتدادات انتصاره المفاجئ أمام هيلاري كلينتون في ذلك الوقت وتعمق مع صعود الإرهاب الجهادي والهجرة الجماعية من مناطق التوتر.

ولكن تبدو انتخابات هذا العام مختلفة عن سابقتها، خاصة وأن الناخبين اتجهوا إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء وهم يحملون قناعات مختلفة عن مستقبل الولايات المتحدة برئيس جديد قد يكون السادس والأربعين في تاريخ البلاد، بينما يريد الرئيس دونالد ترامب التغلب على تقدم منافسه الديمقراطي بايدن في استطلاعات الرأي للفوز بأربع سنوات أخرى في البيت الأبيض.

وفيما استعدت بعض المدن لاحتمال وقوع تجاوزات عنيفة يوم الاقتراع، عكست الولايات المتحدة طيلة الحملات الانتخابية وحتى يوم التصويت، صورة بلد منقسم إلى معسكرين متخاصمين انقطعت سبل التواصل بينهما، وربما يستمر ذلك الوضع حتى معرفة الفائز في الانتخابات المباشرة وبانتظار ما ستؤول إليه الأمور في منتصف ديسمبر المقبل حينما تختار الهيئة الناخبة الرئيس الجديد.

وجرت عملية التصويت، الذي أثارت طريقته جدلا كبيرا حركه الحزب الجمهوري في ظل مشاركة تاريخية، مع إدلاء أكثر من مئة مليون ناخب بأصواتهم قبل يوم من الاقتراع بين مرشحين يعتمدان مقاربتين مختلفتين بالكامل، واستطاعا عن قصد أو دون قصد أن يحدثا ضجة هائلة بين مختلف الشرائح الاجتماعية بدت واضحة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

ويمثل عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم قبل يوم الاقتراع نحو 72.3 في المئة من إجمالي الإقبال في عام 2016 وحوالي 40 في المئة من جميع الأميركيين المؤهلين قانونا للتصويت.

ودخل الملياردير السابق وقطب العقارات الأميركي، الذي انتقل من تقديم برنامج لتلفزيون الواقع، المعترك السياسي برسالة شعبوية تقوم على أساس “أميركا أولا” ولا يزال يصر على أنه “دخيل” على السياسة رغم أنه أمضى أربع سنوات في البيت الأبيض.

وشكك ترامب في نزاهة نتائج الانتخابات منذ أشهر، وقد ادعى من دون دليل بأن التصويت عبر البريد عرضة للتزوير ورفض الالتزام بانتقال سلمي للسلطة إذا خسر. وقال إنه لا ينبغي فرز الأصوات إلا خلال ليلة الانتخابات، على الرغم من أن العديد من الولايات تستغرق أياما أو أسابيع لفرز الأصوات.

انتخابات 2020 شهدت منافسة حامية بين ترامب وبايدن بعد أربع سنوات أحدثت استقطابا شديدا في الولايات المتحدة

وفي المقابل، وعد منافسه الديمقراطي جو بايدن المخضرم في السياسة والمتحدر من الطبقة المتوسطة والذي أمضى 36 عاما كسيناتور ثم ثماني سنوات في منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما، ببلسمة جراح أميركا إذا فاز في “المعركة من أجل روح أميركا”.

وبعد فشلين في عامي 1988 و2008، فرض بايدن المنتمي إلى التيار المعتدل في الحزب الديمقراطي، نفسه في الانتخابات التمهيدية لمعسكره عبر رسالة بسيطة هي هزم ترامب، واصفا إياه بأنه “أسوأ رئيس” في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

وبعد أن اغتنم ترامب كل المناسبات للتذكير بأن الجميع تقريبا كان يتوقع له الهزيمة في الانتخابات الرئاسية عام 2016، غير أنه من الصعب اليوم إقناع المشككين بأنهم مخطئون وبأنه ما زال يحظى بفرصة في الفوز بولاية ثانية، حيث تعكس استطلاعات الرأي قبل تصويت يوم الثالث من نوفمبر حذرا أكثر منها قبل أربع سنوات، في ضوء معطيات عدة غير مستقرة.

وثمة عوامل كثيرة تلقي بظلها على استحقاق هذا العام، وفي طليعتها وباء كورونا وأزمة اقتصادية حادة وموجة تظاهرات احتجاجا على العنصرية وعنف الشرطة، وخصم ديمقراطي نادرا ما غادر منزله في ديلاوير في ظل تدابير التباعد للحد من تفشي فايروس كورونا.

ورغم هذه الظروف المتبدلة، يتفق المراقبون على أن ترامب لا يحظى بأي فرصة في الفوز بالتصويت الشعبي الذي خسره أيضا في العام 2016، فولايتا كاليفورنيا ونيويورك، معقلا الديمقراطيين، وحدهما تمنحان المعارضة فارقا بالملايين من الأصوات، في حين أن شعبية ترامب متدنية جدا ولا تتخطى 43 في المئة، غير أن الرئيس في الولايات المتحدة لا يُنتخب بالتصويت الشعبي على المستوى الوطني، بل بأصوات الهيئة الناخبة.

من سيكون الرئيس السادس والأربعين في تاريخ أميركا
من سيكون الرئيس السادس والأربعين في تاريخ أميركا

ففي 2016 تغلبت هيلاري كلينتون بحوالي ثلاثة ملايين صوت على ترامب على المستوى الوطني، لكنه حقق فوزا ساحقا عليها بأصوات الهيئة الناخبة حيث فاز بحوالي 304 أصوات مقابل 227 للمرشحة الديمقراطية.

وغالبا ما يؤكد ترامب أن استطلاعات الرأي أجرتها جهات خاصة تشير إلى أنه في موقع جيد للفوز بولاية ثانية، لكن آخر متوسط لاستطلاعات الرأي العامة الوطنية التي تجريها العديد من مراكز الاستطلاع قبل يوم التصويت منحته حوالي 43 في المئة فقط من الأصوات مقابل 51 في المئة لخصمه جو بايدن.

وأدى عدم اليقين واحتمال نشوب معارك قانونية مطولة إلى إثارة قلق غير مسبوق بشأن نتيجة الانتخابات وما بعدها، حيث تقوم العديد من المدن بإحاطة المباني بأسوار خشبية تحسبا لاحتجاجات محتملة، بما في ذلك حول البيت الأبيض وفي مدينة نيويورك وفي منطقة روديو درايف في بيفرلي هيلز بولاية كاليفورنيا أيضا.

ولا يمكن أن تمنح نتائج الثلاثاء الفوز لترامب، وفق المراقبين، كما من المستعبد جمعه لنحو 270 صوتا انتخابيا في ليلة الانتخابات إذا تم افتراض أن ولايات ميشيغان وويسكونسن وبنسلفانيا لن يتم إعلان نتائجها قبل عدة أيام.

ومن أجل تحقيق الفوز سيتعين على المرشح الجمهوري أن يقلب ولايتين على الأقل لصالحه، حيث تظهر استطلاعات رأي أنه متخلف وراء بايدن في ولايات نيفادا ومينيسوتا ونيوهامبشير، على أن يفوز بكل الولايات الأخرى، ولكن في حال خسر ولايتي فلوريدا وكارولينا الشمالية فقد تنعدم فرصته في الفوز حتى بعد استكمال عد بقية الولايات.

أخبار ذات صله