fbpx
4 سنوات عاصفة.. ترامب يشاكس العالم بـ”أمريكا أولا” ويربك الخصوم بـ”دبلوماسية تويتر”
شارك الخبر

 

يافع نيوز – وكالات

روج دونالد ترامب رجل الأعمال الذي اشتغل بالسياسة لشعار ”أمريكا أولا“ وقاوم محاولة لعزله وتعرض شخصيا للإصابة بفيروس كورونا وأخذ مواقف كانت محل خلاف تتعلق بالهجرة وقضايا عرقية، خلال فترة رئاسة عاصفة يقول معارضوه إنها خالفت الأعراف الديمقراطية الأمريكية.

فبعد سنوات نال فيها شهرة بوصفه مطورا عقاريا متهورا محبا للظهور في وسائل الإعلام ثم نجما من نجوم تلفزيون الواقع، سعى ترامب صاحب الشخصية المشاكسة للاستفادة من مشاعر الاستياء السائدة بين كثير من الأمريكيين ليتحول إلى ظاهرة سياسية فريدة في تاريخ الدولة على امتداد 244 عاما.

في البداية قوبل ترامب، الذي يسعى للاحتفاظ بالرئاسة في الانتخابات التي يواجه فيها يوم الثلاثاء المقبل منافسه الديمقراطي جو بايدن، بمقاومة ضارية داخل الحزب الجمهوري لكنه تمكن من تطويعه على هواه بل ونال ولاء بعض الجمهوريين الذين سبق أن نددوا به.

ومن خلال تويتر وفي اللقاءات الجماهيرية الصاخبة لم يترك ترامب فرصة إلا وهاجم فيها الديمقراطيين ووسائل الإعلام الإخبارية بل وبعض الجمهوريين وأعضاء حكومته ومسؤولين آخرين عينهم بنفسه في مناصبهم.

وقال ترامب في لقاء جماهيري في بنسلفانيا يوم 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي ”إذا لم يشبه كلامي كلام السياسي العادي في واشنطن فذلك لأنني لست سياسيا“.

 تولى ترامب (74 عاما) مقاليد الرئاسة في كانون الثاني يناير 2017 بعد فوزه المفاجيء على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في تشرين الثاني نوفمبر 2016.

وقد أسفر فرز الأصوات عن خسارته التصويت الشعبي على مستوى البلاد بفارق ثلاثة ملايين صوت تقريبا لكنه انتصر في الولايات المتأرجحة ذات الأهمية البالغة لتتحقق له الأغلبية في المجمع الانتخابي.

وجعل الانتصار في انتخابات 2016 منه أول رئيس أمريكي يتولى الرئاسة دون سابق خبرة سياسية أو عسكرية وهو ينهج نهجا شعبويا يمينيا، وكان صعود نجمه جزءا من موجة شعبوية تمتد منبريطانيا بقرارها الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى البرازيل حيث تم انتخاب جاير بولسونارو الزعيم القادم من أقصى اليمين.

وندد ترامب بالعولمة وركز السياسة الخارجية الأمريكية حول رؤيته العالمية القائمة على أساس ”أمريكا أولا“.

وجاءت رئاسته في وقت يشهد استقطابا شديدا في الولايات المتحدة وخللا في الأداء السياسي في واشنطن.

في الداخل فرض ترامب قيودا على الهجرة سواء القانونية أو غير القانونية وخفض عدد المسموح لهم بدخول البلاد سواء بصفة لاجئين أو طالبي لجوء، وأجرى تخفيضات ضريبية كاسحة ودفع بالقضاء الاتحادي بل وبالمحكمة الدستورية العليا في اتجاه اليمين بدرجة كبيرة وألغى لوائح بيئية وصفها بأنها عبء على البلاد.

أما في الخارج فقد ساهم في التوسط في اتفاقات بين إسرائيل الحليف الأمريكي الوثيق وثلاث دول عربية وتخلى عن اتفاقات دولية صورها على أنها غير منصفة للولايات المتحدة واستعدى حلفاء قدامى وأشاد بزعماء أجانب مستبدين.

كما أبدى ترامب إكبارا لروسيا خصم أمريكا القديم ورئيسها فلاديمير بوتين.

2020-10-merlin_141363000_d541ac85-dde1-4d53-8576-6a7353bc412d-mobileMasterAt3x

وخلصت وكالات المخابرات الأمريكيةإلى أن روسيا استخدمت حملة تسلل إلكتروني ودعاية من خلال الإنترنت لتعزيز فرص نجاح ترامب في انتخابات 2016 وأن موسكو تتدخل مرة أخرى في حملة الدعاية في انتخابات 2020 في محاولة لتشويه سمعة بايدن.

وصوره المنتقدون بمن فيهم كبار الديمقراطيين وأعضاء سابقون في إدارة ترامب نفسه باعتباره خطرا على الديمقراطية يميل للحكم الاستبدادي.

وقال بايدن عن ترامب في ولاية أيوا العام الماضي ”أعتقد أن الرئيس يعد حرفيا خطرا وجوديا على أمريكا، فهذا شخص يفعل كل شيء لتفريق الناس وتخويفهم، مسألة خوف وكراهية“.

وفي حزيران يونيو قال جيم ماتيس ضابط مشاة البحرية السابق الذي تقاعد برتبة جنرال بأربعة نجوم وكان أول من شغل منصب وزير الدفاع في حكومة ترامب ”دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الشعب الأمريكي ولا يتظاهر حتى بأنه يحاول. بل إنه يحاول بدلا من ذلك أن يفرقنا“.

غير أن الدعم الحماسي لم يتأثر فيما يبدو من جانب عدد كبير من الأمريكيين لاسيما بين البيض والمحافظين المسيحيين وسكان الريف والمتعلمين تعليما غير جامعي وذلك رغم الجدل المتلاحق الذي لازم الرئيس.

وفي مراسم قبول ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة قال ترامب ”دخلت الساحة السياسية حتى لا يتمكن القوي بعد الآن من التعدي على الناس الذين لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم. ولا أحد يعرف النظام أكثر مني ولهذا السبب أستطيع أنا وحدي أن أصلحه“.

واتهم الديمقراطيون ترامب بوضع نفسه فوق القانون وعدم الاكتراث بالقيود الدستورية السارية على السلطات الرئاسية إذ تجاهل قرارات استدعاء من الكونغرس وشكا من نظام التصويت الأمريكي وألصق به تهمة ”التزوير“ ورفض الالتزام بالانتقال السلمي للسلطة إذا خسر الانتخابات لصالح بايدن وهاجم شخصيات في مكتب التحقيق الاتحادي ووكالات المخابرات الأمريكية.

و ندد معارضوه به لاستخدامه أكاذيب، ونشرت جهات مسؤولة عن التحقق من صحة ما يقول الآلاف منها خلال فترة رئاسته.

 

واعترض على الأسئلة التي وُجهت له عن حالته النفسية.

 

وفي 2018 كتب في تغريدة على تويتر يقول ”في الواقع طوال حياتي كان أعظم رصيدين عندي استقراري النفسي وكوني ذكيا جدا“، ووصف نفسه بأنه ”عبقري في غاية الاستقرار“.

 

وفي لقاءات جماهيرية وقف فيها، بشعره الذهب الشهير المصفف بعناية، مرشحا ورئيسا استمتع ترامب بتملق أنصاره له الذين كان كثيرون منهم يضعون غطاء الرأس الأحمر الشهير للعبة البيسبول وعليه شعار ”لنجعل أمريكا عظيمة من جديد“.

 

وهلل أنصاره لعباراته التي كان يطلقها تهكما على الديمقراطيين والليبراليين والنخب وكذلك تهجمه على الصحفيين وإطلاق وصف ”أعداء الشعب“ عليهم ووصف تقاريرهم بأنها ”أخبار زائفة“.

 

الجائحة والمساءلة

 

طرحت جائحة فيروس كورونا تحديا لترامب.

 

فقد شكك في الكمامات وروج لأدوية لم تثبت فعاليتها وتنبأ باختفاء المرض ”مثل معجزة“ وكلها أفعال قال كثيرون من خبراء الصحة العامة إن ثمنها كان فقد أرواح وإنها ساهمت في كارثة اقتصادية.

 

وحتى الآن توفي حوالي 230 ألف أمريكي من جراء الإصابة بمرض كورونا.

أخبار ذات صله