fbpx
فرنسا وردود الفعل غير المنضبطة:

د . عبدالمجيد العمري

تحرك الكثير من الغيورين من المسلمين بسبب المواقف المسيئة من الرئيس الفرنسي للإسلام؛ ولنبي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم؛ وهذا التحرك من حيث العموم إيجابي لكنه إنفعالي وغير منضبط ويحتاج أرضية سياسية وإعلامية.

هناك كتابات فكرية؛ وردود علمية رائعة؛ وهناك غضب عارم استدعى الماضي وتعامل مع المشهد بسطحية؛ وبدون شك هناك هوة كبيرة بين السلطة السياسية والسلطة الدينية في العالم الإسلامي فالدول والسفارات ووزارات الخارجية ليسو نوابا عن الخليفة الإسلامية الذي يجعل الدين هويته والحبيب محمد صلى الله عليه قدوته؛ مما يجعل ردود الأفعال فردية أو تتبع جهود القطاع الخاص بتعبير اقتصادي.

تعتبر فرنسا الأخطبوط الذي استحوذ على خيرات وثروات بل وكثير من عقليات المغرب العربي؛ فكما نعاني شرقا من تطبيع مع اسرائيل نعاني غربا من تطبيع علماني عمره يزيد على 60 سنة؛ والتطبيع هناك فكري غزى المدارس والإعلام؛ فالمعركة ليست في باريس ولكنها في تونس والرباط والجزائر ونواكشط ثم مالي والسنغال وهلم جرا..

المعركة مع باريس فكرية بإمتياز؛ ولذا نجد نفسا إلحاديا حاقدا في العقلية الفرنسية مقارنة بالأمريكية والبريطانية؛ ومعركة الفكر تحتاج أدوات فكرية ولذا برز كثير من مفكري المغرب العربي في مواجهة هذا الفكر.

حالة الغضب وردود الأفعال عموما تعطى مؤشر أن هناك أمة وغيرة ودين وخصوصا في هذه الفترة الزمنية الحالكة ؛ لكننا لا زلنا نعاني من ظاهرة صوتية؛ وضبابية؛ وغياب العمل المؤسسي الذي يفتقر للركن الشديد؛ عصب السياسة أو عصب الاقتصاد؛ وكلاهما معطيان لا زالا بعيدا المنال.

كَيفَ الوصولُ إِلى سُعادٍ وَدونَها
قُلَلُ الجِبالِ وَدونَهُنَّ حُتوفُ
وَالرَجلُ حافِيَةٌ وَلا لي مَركَبٌ
وَالكَفُّ صِفرٌ وَالطَريقُ مَخوفُ

معركة الحق والباطل أبدية؛ وقد نفقد أدوات المعركة يوما؛ لكننا لا زلنا في قلب المعركة لأننا ننتمي لغار حراء؛ وننتسب لرعيل قائده محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم؛ رجل الحرب والسلم؛ ومعيار الاخلاق والقيم للبشرية جمعا.

د.عبدالمجيد العمري