fbpx
تصعيد طالبان في أفغانستان هل يأتي بنتائج عكسية ويبقي على القوات الأميركية
شارك الخبر

يافع نيوز ـ متابعات

شنّت الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت مقاتلي حركة طالبان في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان، بعد هجوم واسع النطاق سيطر خلاله مقاتلو الحركة على قواعد عسكرية في الإقليم واقتربوا من عاصمته، ما يكشف تدهور الوضع الأمني في البلاد رغم المفاوضات الجارية بين المتمردين وكابول في قطر.

وتمثل الضربات، التي نُفذت خلال اليومين الماضيين، تدخلا عسكريا نادر الحدوث من جانب واشنطن منذ أن وقعت على اتفاق لسحب القوات مع طالبان في فبراير، والذي ينصّ الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية من الجماعة، والتعهد بإجراء محادثات مع إدارة كابول لوضع تسوية سلمية تنهي عقودا من الحرب.

واستمر القتال رغم بضع جولات من محادثات السلام بين طالبان ومفاوضين من الحكومة الأفغانية في الدوحة الشهر الماضي.

وكانت الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، بدأتا محادثات السلام بالعاصمة القطرية، في سبتمبر الماضي، وسط آمال ضئيلة بالتوصل لاتفاق ينهي صراعا يدور منذ نحو 20 عاما وأدى إلى تدمير البلاد وسقوط عشرات الآلاف من المقاتلين والمدنيين.

وفشلت الجولة الأولى من المناقشات التي توقفت منتصف سبتمبر، بسبب الخلافات حول كيفية صياغة مدونة لقواعد السلوك التي ستوجه المحادثات الأوسع، ولم يتفاوض الطرفان بعد بشأن القضايا الرئيسية، بما في ذلك وقف إطلاق النار أو نوع الحكم في أفغانستان مستقبلا.

واقتحم المئات من مقاتلي طالبان في اليومين الماضيين، نقاط تفتيش أمنية في هلمند، وسيطروا على مناطق رئيسية في ضواحي عاصمة الإقليم لشكركاه.

وبعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر أنه يريد عودة القوات الأميركية بحلول 25 ديسمبر أي بمناسبة “عيد الميلاد”، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي في مقابلة بثّت الاثنين أن سحب الولايات المتحدة لمزيد من الجنود من أفغانستان يتوقّف على خفض منسوب العنف وشروط أخرى تم الاتفاق بشأنها مع طالبان.

وشدد الجنرال ميلي على أن سحب الدفعة الأخيرة من القوات الأميركية وقوامها 4500 جندي يتوقف على التزام طالبان بالحد من هجماتها والمضي قدما في محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.

 

مفاوضات معقّدة
مفاوضات معقّدة

 

وتابع أن “النقطة الأساسية هنا هي أننا نحاول إنهاء حرب بحس من المسؤولية، وأن ننجز ذلك بشروط تضمن سلامة المصالح الحيوية للأمن القومي الأميركي والتي هي على المحك في أفغانستان”.

وأشار ميلي إلى أن عديد القوات الأميركية الذي كان يقدّر بـ12 ألفا انخفض بالفعل منذ توقيع الاتفاق في فبراير، والذي تطلّب مفاوضات بين طالبان وكابول وخفضا كبيرا لوتيرة أعمال العنف.

وقال ميلي “لطالما كان الاتفاق على هذا النحو. قرر الرئيس أن تكون للانسحاب شروط”.

وأوضح أن منسوب أعمال العنف أدنى بأشواط مما كان عليه قبل سنوات، لكن الانخفاض في الأشهر الأربعة أو الخمسة الأخيرة “طفيف”.

وبحسب جدول الانسحاب يفترض أن ينخفض عدد القوات الأميركية في أفغانستان إلى 4500 عنصر بحلول نوفمبر، لكن البنتاغون يعتزم إبقاء هذا العدد حتى العام 2021 لمراقبة كيفية تقدّم المفاوضات في الدوحة.

والأسبوع الماضي قال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين إن عدد القوات الاميركية سينخفض إلى 2500 عنصر في أوائل العام المقبل.

ومن بين الشروط التي نص عليها الاتفاق بين واشنطن وطالبان، أن يمتنع المتمردون عن مهاجمة المناطق السكنية.

لكن في نهاية الأسبوع وقعت معارك عنيفة في ضواحي لشكركاه، عاصمة ولاية هلمند، ما استدعى استهداف القوات الأميركية مقاتلي طالبان بغارات جوية.

ورفض ميلي إعطاء أرقام محددة، واكتفى بالقول إن عمليات الانسحاب المستقبلية “سيحددها الرئيس”، متابعا “نحن العسكريين نقدّم أفضل ما لدينا من نصائح حول الشروط لكي يتسنى للرئيس اتّخاذ قرار مدروس بتروّ ومسؤولية”.