fbpx
أهداف مالية وراء تضخيم أردوغان لدور قواته في قطر
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

عمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تضخيم دور قوات بلاده المتواجدة على الأراضي القطرية، وذلك بدوافع مالية بالأساس غير ذات صلة بالشؤون الدفاعية والأمنية، بحسب خبراء في المجالين يعتبرون أن هامش التحرّك المتاح لتلك القوات محدود جدّا في منطقة بالغة الحساسية للولايات المتّحدة التي تحتفظ في قطر بإحدى أهم قواعدها العسكرية خارج مجالها؛ قاعدة العديد التي تؤوي عددا كبيرا من الجنود والعتاد المتطوّر.

وقال أردوغان في تصريحات صحافية نشرت الخميس إن الوجود العسكري لبلاده في قطر يخدم الاستقرار والسلام في منطقة الخليج.

ويصف الخبراء الوجود العسكري التركي في قطر بالرمزي بغض النظر عن حجمه، ويعتبرون أنّ دوره لا يمكن أن يتعدّى الجانب “النفسي” المتمثّل في توفير الطمأنينة للأسرة الحاكمة غير المعرّضة في حقيقة الأمر لأي تهديد جدّي من أي طرف.

غير أن مطلّعين على الشؤون الخليجية يؤكّدون وجود دافع مالي مباشر وراء إرسال تركيا لجنودها إلى قطر حيث يفتح بابا إضافيا أمام أنقرة للوصول إلى أموال الغاز القطري.

ويربط هؤلاء حديث أردوغان عن القوات التركية في الخليج بالأزمة المالية المتفاقمة لبلاده، حيث سجّلت الليرة التركية الخميس مستوى قياسيا جديدا في الانخفاظ أمام الدولار الأميركي (7.9169 ليرة للدولار الواحد)، وسط استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة والتي تشارك فيها تركيا بكثافة.

وتربط بين تركيا وقطر اتفاقية للتعاون العسكري تمت بموجبها إقامة قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية وتنفيذ تدريبات مشتركة.

وتنص الاتفاقية على تشكيل آلية من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري، والصناعة الدفاعية، والمناورات المشتركة، وتمركز القوات المتبادل بين الجانبين.

وتحاول تركيا الحفاظ على العلاقة الأمنية والدفاعية مع قطر على الرغم من تشكيك أغلب الخبراء الأمنيين والعسكريين في جدواها بالنظر إلى تواضع القدرات القطرية في هذا المجال.

وبحث قائد القوات التركية القطرية المشتركة بالدوحة بيبرس آيغون الخميس مع مسؤولين عسكريين قطريين، تعزيز التعاون والتدريبات المشتركة.

وذكر بيان صادر عن وزارة الدفاع القطرية أن آيغون التقى بشكل منفصل مع كل من رئيس هيئة التدريب بالجيش القطري جاسم أحمد المهندي، وقائد معهد اللغات بالجيش حسن عبدالله العبدالله.

وجرت خلال لقاء آيغون والمهندي مناقشة المواضيع المتعلقة بالتمارين والتدريبات المشتركة بين الجانبين وسبل تعزيزها وتطويرها، بحسب المصدر ذاته.

وقال أردوغان في تصريحات لصحيفة ذا بينينسولا القطرية، الناطقة بالإنجليزية، على هامش زيارة قام بها الأربعاء إلى الدوحة، إنّ هناك علاقات استراتيجية واسعة بين البلدين تمتد من الاقتصاد إلى الصناعة والدفاع والأمن والاستثمار والطاقة.

وذكر أنّ تركيا توفر للمستثمرين القطريين فرصا جذابة في مجالات كثيرة مثل العقارات والمال والتكنولوجيا والدفاع والاتصالات.

وكثيرا ما يشكّك المراقبون في تكافؤ فرص الاستفادة من العلاقات المتنامية بسرعة بين أنقرة والدوحة، إذ يرون أن الكفّة راجحة بشكل كامل للجانب التركي.

ولفت أردوغان إلى ارتفاع صادرات بلاده لقطر بنحو 10 في المئة خلال العام الماضي، مشيرا إلى وجود 500 شركة تركية تعمل في قطر حاليا. وأكد أن شركات المقاولات التركية فقط تولت تنفيذ مشاريع في قطر تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 18.5 مليار دولار.

وترى تركيا في نهائيات كأس العالم التي تستعد قطر لاحتضانها بعد نحو عامين فرصة اقتصادية هامة يتعين اغتنامها. وشدّد الرئيس التركي على أن البلدين سيعمقان التعاون بينهما من خلال المشاريع المشتركة قبيل مونديال 2022، مضيفا “يتطلب كأس العالم عملا تحضيريا كبيرا على نطاق واسع، بدءا من الأمن وحتى التنظيم، وليس فقط من حيث استثمارات البنية التحتية”.

كما أكد أن المشاريع المشتركة في المجالات العسكرية والأمنية والصناعات الدفاعية، تشكل العمود الفقري للعلاقات بين تركيا وقطر.

وقال إن قيادة القوات التركية – القطرية المشتركة تجسد الأخّوة والصداقة والتضامن والإخلاص بين البلدين، وإن الجهات التي تشن دعاية سوداء حول القاعدة التركية لا تحمل نوايا حسنة.

وأضاف “تركيا من خلال وجودها العسكري تخدم الاستقرار والسلام في منطقة الخليج برمتها، وليس في قطر الشقيقة فحسب”.

وأردف “يجب ألا ينزعج أحد من وجود تركيا وجنودها في الخليج، باستثناء الأطراف الساعية لنشر الفوضى.

أخبار ذات صله