fbpx
هل تبحث تركيا عن تمويل قطري لحرب قره باغ؟
شارك الخبر

يافع  نيوز – العرب

توقّعت مصادر خليجية عدم خروج زيارة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان العاجلة، الأربعاء، إلى قطر ولقائه في الدوحة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن الموضوع المحوري في العلاقة المتينة التي باتت تربط بين البلدين، وهو الموضوع المالي في ظلّ حديث العديد من المطلّعين على الشأن التركي عن “نهم متزايد للقيادة التركية في طلب المساعدات المالية من قطر بسبب تعقّد الأوضاع الاقتصادية لتركيا جرّاء جائحة كورونا بالتوازي مع انغماس حكومة أردوغان في المزيد من القلاقل والصراعات في المنطقة بما يرتّب عليها المزيد من الأعباء المباشرة وغير المباشرة، لجهة تراجع ثقة الكثير من الشركاء فيها وتقليصهم من مستوى التعاون معها”.

وتقول ذات المصادر إنّ أردوغان اعتاد على الاستنجاد بقطر بحثا عن غطاء مالي لأي صراع جديد يقحم فيه بلاده، متوقّعة أنّ زيارته الأخيرة للدوحة مرتبطة بتفجّر الصراع مجدّدا بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ والذي انحازت فيه أنقرة للطرف الأذري وقرّرت دعمه عسكريا الأمر الذي يتطلّب تمويلات لمدّه بالسلاح لاسيما الطائرات المسيّرة ولنقل المرتزقة من سوريا للمشاركة في الحرب.

وجاءت الزيارة العاجلة للرئيس التركي إلى الدوحة في إثر زيارة مماثلة قام بها إلى الكويت حيث قدم التعازي للأمير الجديد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح في وفاة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.

وبحسب المراقبين فإن الكويت بحدّ ذاتها لا تغيب عن خارطة أطماع تركيا الطامحة إلى تثبيت موطئ قدمها في منطقة الخليج العربي التي استعصت عليها طيلة عشريات طويلة من الزمن قبل أن توفّر لها قطر مدخلا إليها.

وتؤي تركيا العديد من رموز الإخوان الكويتيين على أراضيها بينما تتحدّث مصادر عربية عن حركة تهريب لرؤوس الأموال يقوم بها هؤلاء من الكويت إلى تركيا على غرار ما يقوم زملاؤهم في التنظيم الدولي للإخوان من عدّة بلدان أخرى.

نهم متزايد للمال القطري بسبب تعقد الأوضاع الاقتصادية لأنقرة وتزايد تورطها في الصراعات الإقليمية

ومما أذكى التوقّعات بشأن أهداف زيارة أردوغان لقطر غياب أي معلومات رسمية مهمّة بشأن ما جرى خلالها حيث لجأ الطرفان التركي والقطري على حدّ سواء إلى العبارات البروتوكولية المعهودة لوصف ما دار خلال لقاء أردوغان بالشيخ تميم، إذ أوردت وكالة الأنباء القطرية الرسمية عبر موقعها في تويتر أنّ أمير البلاد بحث مع الرئيس التركي “العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها في شتى المجالات، كما تبادلا خلال اللقاء، وجهات النظر حيال أبرز المستجدات على الساحتين إقليميا ودوليا، والقضايا ذات الاهتمام المشترك”، فيما اكتفت وكالة الأناضول التركية من جهتها بالقول إنّ أردوغان التقى الأربعاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الدوحة، مضيفة “استمر لقاء أردوغان والشيخ تميم مدة ساعة وعشر دقائق، في قصر البحر بالعاصمة الدوحة”.

ويصف متابعون للشأن القطري دور الدوحة في الصراعات التي تشارك فيها تركيا بشكل مباشر عبر الزجّ بقواتها ووكلائها في كلّ من العراق وسوريا وليبيا بالثانوي والمنضبط تماما لما تطلبه أنقرة.

ويؤكّد هؤلاء أنّ ما تطلبه أنقرة من دور قطري في تلك الأحداث يتمثّل في التغطية المالية للتدخلات التركية التي توسّعت بشكل كبير وارتفعت فاتورتها المالية بشكل يتجاوز قدرات تركيا التي شهدت سلسلة من الأزمات المالية والعثرات الاقتصادية أحدثها ما هو ناتج عن أزمة كورونا وتأثيراتها على حركة السياحة والتجارة وغيرهما من الأنشطة الحيوية.

وكان أردوغان قد التقى أمير قطر خلال زيارة قام بها مطلع يوليو الماضي للدوحة، ولم تفصلها المصادر عن الأهداف المالية ذاتها. وبحسب مطلّعين على كواليس السياسة التركية، فإنّ أردوغان الموصوف من قبل معارضيه وخصومه بالانتهازية دأب على استخدام الصراعات الإقليمية، مثل الملفين الليبي والسوري، لابتزاز قطر والحصول على أكبر قدر ممكن من أموالها عن طريق تخويف قيادتها من هزيمة معسكر الإسلاميين المتشدّدين الذين تدعمهم الدوحة، ما سيشكل بالنتيجة انتصارا لخصومها ونهاية للدور الإقليمي الذي تحاول الدوحة أن تلعبه منذ سنوات.

ويقول مراقبون إنّ أموال الغاز القطري لعبت دورا كبيرا في تمويل تلك الصراعات والحروب التي لم تكن تركيا تستطيع تحمّل أعبائها في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية المتلاحقة التي شهدتها خلال السنوات الماضية.

ولا تتردّد المعارضة التركية في تحميل سياسات أردوغان مسؤوليات العثرات التي عرفها الاقتصاد التركي بشكل متلاحق وهي سياسات تتميّز بكثرة الصدامات وإثارة المشاكل مع أكثر من طرف إقليمي ودولي.

واحتاجت تركيا في ظلّ هذا الوضع إلى مساعدة مباشرة من حليفتها قطر، حيث بلغ حجم ما قامت الدوحة بضخّه من أموال في الاقتصاد التركي على شكل ودائع واستثمارات إلى حدود منتصف سنة 2018 حوالي 15 مليار دولار، وفق ما هو معلن بشكل رسمي من الحكومة القطرية، بينما تؤكّد مصادر قطرية وتركية متطابقة أنّ الرقم المذكور لا يشمل كل التمويلات القطرية لتركيا وأنّه يستثني هبات مباشرة من القطريين قادةً ورجالَ أعمال لأردوغان وأركان حكمه تقدّر بمليارات الدولارات.

وعلى هذا الأساس يعتبر قطريون أنّ علاقة بلادهم بتركيا غير متكافئة وتجعلها عرضة للاستغلال والابتزاز خصوصا في ظلّ العزلة التي تعانيها بعد مقاطعة أربع دول عربية لها بسبب سياساتها المضادة لاستقرار المنطقة وربطها علاقات مع التنظيمات الإرهابية.

وسوم