fbpx
جماعة الأخوان المسلمين:

الدكتور محمود السالمي

نشأت جماعة الأخوان في سنة 1928 بقيادة حسن البنا، بهدف نشر الدعوة الاسلامية على اساس الحب والإخاء، ونجحت بذلك وبسرعة كبيرة، وكان نجاح الحركة في الانتشار مع ازدياد حركة التغريب التي أخذت تتغلغل في المجتمع المصري قد دفع بالحركة إلى تكوين قوة شبة عسكرية عرفت باسم (فرق الرحلات) للدفاع عن تعاليم الاسلام وقيمه. وتوسعت الجماعة داخل مصر واشتدت قوتها حتى وصلت في سنة 1938 ثلاثمائة فرع.
اخذت الجماعة منذ الثلاثينيات تخوض في السياسية، وتميل إلى فرض تعاليم الاسلام بالقوة، واسست لذلك الغرض تنظيم سري اوكلت له مهام عدة من بينها مهام عسكرية وتجسسية على الحكومة والاحزاب، وتضخم ذلك الجيش السري حتى وصل في سنة 1947، 75 الف فرد.
وأثناء ذلك توترت علاقة الجماعة بالحكومة لاسيما مع حكومة الوفد التي اغلقت في سنة 1942 جميع شعب الاخوان، وتطور الخلاف بين الوفد والاخوان الذين اخذوا يشترون السلاح ويتدربون عليه مع انتشار الدعوة للجهاد في فلسطين في سنة 47. وفي ديسمبر 48 اصدرت حكومة النقراشي باشا قرارا بحل الجماعة واعتقال اعضائها ومصادرة ممتلكاتها بحجة انها اصبحت خطرة، وأنها تشكل شبة دولة داخل الدولة، وبعد عشرين يوما من قرار الحل تمكنت الجماعة من قتل النقراشي باشا داخل وزارة الداخلية في 28 ديسمبر 48، وردت الحكومة بقتل حسن البنا في 12فبراير 49. ومن ذلك التاريخ أخذت العلاقة بين الحكومات المصرية والجماعة تكتسب طابعها الدموي والانتقامي. ودفع الظلم والسجون التي تعرضت لها قيادة الاخوان إلى ميل الجماعة إلى مزيد من التشدد والعنف، وبدات تظهر جماعات جديدة داخل جماعة الأخوان بين جدران السجون منها جماعة التكفير والهجرة، التي اسسها شكري مصطفى في سنة 1965، وتنظيم الجهاد الذي اسسه صالح عبدالله في سنة 1974، وقد اسهمت تلك الجماعات الجديدة بتأجيج العنف والعنف المضاد بينها وبين الحكومات المصرية لاسيما في السبعينيات والثمانينيات.