fbpx
تصعيد حوثي في الحديدة يستغل الارتباك الأممي وضعف الحكومة الشرعية
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

تجددت المواجهات في محافظة الحديدة غرب اليمن بين الحوثيين وقوات المقاومة المشتركة، في أعقاب هجمات قامت بها الميليشيات الحوثية على منطقة “الدريهمي” باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

واعتبرت مصادر يمنية مطلعة أن المواجهات العسكرية التي تشهدها المنطقة هي الأكثر حدة وعنفا منذ دخول الهدنة بين الطرفين حيز التنفيذ في ديسمبر 2018 بموجب اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة.

ويسعى الحوثيون لتعزيز تواجدهم على الأرض بعد تمكنهم من إحراز تقدم في بعض الجبهات على حساب قوات الجيش الوطني في الجوف ونهم ومؤخرا في محافظة مأرب التي تتعرض لهجوم عنيف من قبل الميليشيات التي ألقت بكل ثقلها لتغيير خارطة النفوذ العسكري شمال البلاد في ظل مؤشرات على تزايد الضغوط الدولية لإنهاء حرب اليمن.

وعلق الناطق الرسمي باسم قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي صادف دويد على التصعيد الحوثي في تغريدة على تويتر قال فيها “كعادته في نقض العهود ابتداء من الحروب الست إلى اتفاق السويد..الحوثي منذ أيام يقوم بتصعيد واسع في جبهات الساحل الغربي. تصعيده لم يحقق إنجازا سوى رمي المئات من عناصره المغرر بهم لمحرقة جديدة بعد المهلكة التي ساقهم إليها بمأرب”.

وفي تصريح خاص لـ”العرب” حول طبيعة المواجهات التي تشهدها جبهة الحديدة، قال أصيل السقلدي مدير المركز الإعلامي لقوات العمالقة، أحد أبرز الفصائل المنضوية في قوات المقاومة المشتركة، إن “توقيت التصعيد العسكري الحوثي يأتي في الوقت الذي تلتزم فيه القوات المشتركة بالهدنة الأممية وعملية السلام في الحديدة، حيث أقدمت ميليشيات الحوثي في الأيام القليلة الماضية بتوسيع عملياتها العسكرية في سعي منها لنسف الهدنة الأممية”.

وأشار السقلدي إلى أن” الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران نفذت عمليات قصف واستهداف واسعة على مناطق وتجمعات مدنية مكتظة بالسكان في مدن وقرى جنوب الحديدة، موقعة ضحايا في صفوف المواطنين والنازحين الأبرياء”.

توقيت التصعيد العسكري الحوثي يأتي في الوقت الذي تلتزم فيه القوات المشتركة بالهدنة الأممية وعملية السلام في الحديدة،

ولفت إلى أن “قوات المقاومة المشتركة تتعامل مع التصعيد الحوثي جنوب الحديدة وتصدت لها، وتمكنت من إخماد مصادر النيران الحوثية وكبدت الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح”.

وكشف مدير المركز الإعلامي لقوات العمالقة أن الميليشيات الحوثية دفعت بتعزيزات مسلحة ومقاتلين استقدمتهم من مناطق سيطرتها نحو مناطق التماس، وذلك في سعي منها لتفجير الأوضاع عسكريا في الحديدة.

وأعلنت مصادر عسكرية في وقت سابق عن اعتراض الدفاعات الجوية التابعة للتحالف العربي بقيادة السعودية صاروخا باليستيا في سماء مدينة المخا بالساحل الغربي أطلقته ميليشيات الحوثي صوب المدينة، وأشارت المصادر إلى أنه تم تفجير الصاروخ قبل سقوطه في منطقة سكنية مكتظة بالمدنيين.

ويتزامن التصعيد الحوثي في الساحل الغربي لليمن مع دعوات لانسحاب الحكومة اليمنية من اتفاق السويد نتيجة للخروقات الحوثية للهدنة واستمرار الهجوم على محافظة مأرب ومحاولة تركيز القوات الحوثية في جبهات محددة قبل إسقاطها ثم الانتقال لجبهات أخرى لممارسة الضغط العسكري.

وأشار الصحافي اليمني ناصر الشليلي إلى “وجود عدة اعتبارات تفسر التصعيد العسكري الحوثي في الحديدة، من بينها محاولة التنصل من التزاماتها بخصوص خزان النفط صافر، الذي تسعى لجني مكاسب سياسية واقتصادية من خلال استخدامه كورقة ضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة”.

ويعتبر الشليلي في تصريح لـ”العرب” أن لجوء الميليشيات الحوثية للتصعيد في الحديدة “محاولة لإرسال رسالة لإظهار القوة، مفادها أنها ما زالت قادرة على القتال والهجوم تحديدا في أكثر من جبهة وبشكل متزامن”.

ويستدرك “لكن المتابع لأخبار المعارك خلال اليومين الماضيين في جبهة الساحل الغربي يدرك أن الميليشيا في الواقع باتت على خلاف الصورة النمطية التي تحاول تكريسها لنفسها كجماعة متماسكة، وهو الأمر الذي تكشف خلافه الانتصارات التي تحققها قوات المقاومة المشتركة والهزائم التي منيت بها ميليشيا الحوثي التي لا تستمد قوتها إلا من انقسام وضعف خصومها وكل هذا يؤكد انهزام هذه الميليشيا عندما تكون في مواجهتها مشاريع وطنية خالصة تهدف إلى استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي”.

وعن ردود الأفعال المحتملة جراء التصعيد الحوثي والخرق المتواصل للهدنة في الحديدة، أضاف الشليلي “أتوقع أن يطل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث داعيا إلى وقف القتال، خصوصا في الوقت الذي يبدو فيه أن الحوثيين في حالة انهزامية حقيقية، وما نخشاه أن تتم الاستجابة كالعادة لدعوات المبعوث التي أرى شخصيا أنها لا تتسم بالحيادية”.

ويستغل الحوثيون الارتباك الأممي في التعامل مع الملف اليمني وضعف الأداء السياسي والدبلوماسي والعسكري للحكومة الشرعية، التي ردت على دعوات الانسحاب من اتفاقات ستوكهولم بعقد لقاء في جنيف بخصوص ملف الأسرى، ما اعتبره مراقبون تكريسا لحالة العجز عن قراءة التحولات في الرؤية الدولية تجاه الأزمة اليمنية.

وتتقاطع التحولات المتسارعة في المسارين العسكري والسياسي مع تباطؤ جهود تنفيذ اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي من شأنه أن يحسن من أوراق “الشرعية” التفاوضية أمام الحوثيين في مرحلة جهود الحل النهائي التي يتبناها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث عبر رؤية شاملة للأزمة اليمنية، تشير مصادر “العرب” إلى أنها باتت في طورها الأخير قبل تبنيها من قبل مجلس الأمن الدولي.

وكشفت مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” في وقت سابق عن تقدم بطيء تحرزه مشاورات تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة وفقا لمخرجات اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في نوفمبر الماضي.

وأشارت المصادر إلى إمكانية إنتهاء رئيس الوزراء اليمني المكلف معين عبدالملك من استكمال قائمة الوزراء المكونة من 24 حقيبة مناصفة بين الشمال والجنوب قبيل منتصف أكتوبر قبل تقديمها للرئيس عبدربه منصور هادي لإصدار قرار رئاسي بتشكيل الحكومة، غير أن هناك عوائق ما زالت تعترض استكمال تنفيذ استحقاقات الاتفاق وفي مقدمتها انعدام الثقة بين الحكومة والمجلس الانتقالي في ما يتعلق بالشق العسكري والأمني الذي يتضمن انسحاب قوات الانتقالي من العاصمة المؤقتة عدن، وسحب القوات الحكومية من محافظة أبين التي تشهد اشتباكات متقطعة بين الحين والآخر.

كما تشترط الرئاسة اليمنية تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض قبل الإعلان عن الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها وفقا لمعيار المناصفة بين شمال اليمن وجنوبه، والمحاصصة الحزبية بين المكونات والقوى المناهضة للانقلاب الحوثي.

أخبار ذات صله