fbpx
كيف تؤثر إصابة ترامب بكورونا على مسار الانتخابات الأميركية
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

ضاعف إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصابته بفايروس كورونا، الجمعة، الإثارة التي ترافق الانتخابات الرئاسية، ما يطرح تساؤلات بشأن تداعيات ذلك على إدارة حملته الانتخابية وحظوظه في الفوز بولاية ثانية في ظل إلزامية بقائه في الحجر الصحي.

ولمثل هذا الإعلان وقع الصاعقة قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع إجراؤها في نوفمبر القادم، حيث يتقدم عليه خصمه الديمقراطي جو بايدن، الذي تمنى له الشفاء العاجل، في أغلب استطلاعات الرأي.

وكتب ترامب على تويتر “ثبتت إصابتي والسيدة الأولى بكوفيد – 19 وسنبدأ فترة الحجر الصحي على الفور. سوف نتجاوز هذا معا!”.

وأوضح شون كونلي طبيب ترامب “كلاهما بخير في الوقت الراهن ويعتزمان البقاء في المنزل في البيت الأبيض خلال فترة الحجر الصحي”. وأضاف أن ترامب سيواصل أداء “واجباته دون انقطاع” من المكتب البيضوي.

ولم يحدد ترامب المقيم في الحجر الصحي حاليا إلى متى سيلتزم بهذا الإجراء الذي تفرض السلطات الصحية أن لا يقل عن 14 يوما. ومع ذلك فإن خطط حملته الانتخابية في حالة من الفوضى بعد أن تم إلغاء مسيرة في ولاية فلوريدا المتأرجحة الجمعة، بينما من غير المرجح أن تستمر خطط أخرى في ويسكونسن السبت وأريزونا الاثنين.

ويرى مراقبون أن الديمقراطيين قد يستغلون إصابة ترامب بكورونا كمادة دسمة لشنّ هجوم على الرئيس وتعاطيه مع الوباء، على اعتبار أنه غير مؤهل لقيادة البلاد لولاية ثانية، بينما سيتمثل ردّ الجمهوريين في إطلاق حملات تعاطف مع ترامب.

مراحل الحملة الانتخابية

2 أكتوبر: حشد ترامب في فلوريدا ألغي

3 أكتوبر: تجمع ترامب في ويسكونسن من المحتمل إلغاؤه

5 أكتوبر: مسيرة ترامب في أريزونا من المحتمل إلغاؤها

15 أكتوبر: المناظرة الرئاسية الثانية في فلوريدا

22 أكتوبر: المناظرة الرئاسية الثالثة والأخيرة في ولاية تينيسي

3 نوفمبر: الانتخابات العامة

وقد يلتف الناخبون ويتعاطفون مع زعيم مريض، مثلما فعلت بريطانيا عندما كان بوريس جونسون مريضًا بشكل خطير، لكن مع 200 ألف حالة وفاة بسبب الفايروس في الولايات المتحدة، ومع انتقاد ترامب على نطاق واسع بسبب نهجه المتعجرف أحيانًا تجاه الوباء، يصعب تخيل هذا.

وقد تسببت إدارة ترامب للوباء الذي أودى بحياة أكثر من 207 آلاف شخص في الولايات المتحدة، بتوجيه انتقادات شديدة له من جانب خصومه والعلماء وبعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين.

ويتّهم ترامب بإرسال رسائل متناقضة ومربكة وكذلك بعدم اكتراثه للدمار الذي أحدثه هذا الفايروس، سواء لناحية الخسائر البشرية أو الاقتصادية.

وأصبحت المواقف السياسية مترسخة ومستقطبة بشكل متزايد، فالرئيس متأخر في استطلاعات الرأي وأثار أداؤه العدواني في المناظرة الأولى مع خصمه الديمقراطي في وقت سابق هذا الأسبوع، مخاوف جدية بين الجمهوريين الذين يعتقدون أن أسلوبه يؤجل قرار الناخبين المتأرجحين، فيما أظهر الاستطلاع الوطني الأول بعد المناظرة اتساع تقدم جو بايدن إلى 13 نقطة.

وأفادت وسائل إعلام أميركية، الجمعة، بأن ترامب كان سخر من كمامة منافسه الديمقراطي وذلك قبل يومين فقط من إصابته بكورونا.

وقال موقع “بيزنس إنسايدر” الإخباري الأميركي إنه قبل يومين فقط من إصابته بكورونا، كان الرئيس ترامب يسخر من بايدن لارتدائه الكمامة.

وفي أول مناظرة رئاسية لهما، مساء الخميس، قال ترامب إنه يعتقد بأن الكمامات “لا بأس لها” وأنه يرتديها فقط عندما يشعر أنه يحتاجها.

وهاجم ترامب أيضا، خلال المناظرة، بايدن لارتدائه كمامات باستمرار في الأماكن العامة. وقال “أنا لا أرتدي الكمامات مثله. في كل مرة نراه يرتدي كمامة. يمكن أن يتحدث من على بعد 200 قدم، ومع ذلك يظهر مرتديا أكبر كمامة أراها في حياتي”.

و ردّ عليه بايدن قائلا “الكمامات تُحدث فروقا كبيرة” في وقف انتشار الفايروس، مضيفا “الأميركيون إذا ارتدوا الكمامات الواقية وطبقوا التباعد الاجتماعي من الآن وحتى يناير 2021، فإن ذلك قد ينقذ حياة 100 ألف شخص”.

وتوقعت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن تحمل إصابة ترامب بفايروس كورونا “تداعيات خطيرة على حملته الانتخابية” وأن تشكل صعوبات فورية على مستقبلها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، مذكرة بأن إصابته جاءت بعد محاولاته التقليل من خطورة الفايروس وتهجمه على منظمة الصحة العالمية.

وقالت الصحيفة إنه سيتعين على ترامب إجراء تغييرات جذرية في مسار حملته الانتخابية والبقاء معزولاً في البيت الأبيض لفترة زمنية غير معروفة حتى لو كانت إصابته بدون أعراض أو متوسطة الشدة.

وسخرت الصحيفة من محاولات ترامب الترويج لأنباء عن تخطي الفايروس، لافتة إلى أن إصابته بكورونا جاءت بعد ساعات قليلة فقط من تأكيده خلال حفل عشاء أن موعد انتهاء الفايروس واختفائه “بات وشيكاً جداً” مبينة أن الرئيس أمضى شهوراً في التقليل من خطورة تفشي المرض.

وشن ترامب في أبريل هجوما عنيفا على المنظمة العالمية للصحة التي تقف في الخطوط الأمامية لمكافحة كوفيد – 19 واتهمها بالانحياز إلى الصين لتأخرها في الإبلاغ بخطورة المرض ومعارضتها إغلاق الحدود.

و يبقى السؤال الأكثر تعقيدا وإثارة للحيرة هو؛ ما إذا اقترب موعد الاقتراع وظل الرئيس حبيس الحجر الصحي أو فترة نقاهة متواريا عن الأنظار، فهل سيتقدم للانتخابات؟

أخبار ذات صله