fbpx
أرض المواجهة الأمريكية الصينية تتسع في المحيطات
شارك الخبر

يافع نيوز – وكالات

ربما لم تتصور الولايات المتحدة يوماً أنها ستخوض معركة من هذا النوع مع هكذا خصم. كل يوم معركة جديدة في مجال جديد وفي أرض جديدة. صبيحة اليوم، السبت، استيقظ السفيران الأمريكيان، في البيرو والبرتغال، ليجدا الصين تتحرك قرب نافذتيهما، فهرعا إلى وسائل الإعلام، كل بطريقته، للانضمام إلى جهود مواجهة ما تراه إدارة الرئيس دونالد ترامب، توسعاً صينياً يهدد المصالح الأمريكية.

في البيرو رسا أسطول مؤلف من نحو 250 سفينة صيد صينية قبالة سواحل البلاد مباشرة ما أثار غضب صناعة الصيد المحلية وأشعل حرباً على تويتر بين واشنطن وبكين. ولكن ارتفاع نبرة الجانب الأمريكي أدى إلى نتيجة عكسية. فقد حرصت حكومة البيرو على النأي بنفسها عن اللهجة الأمريكية القاسية وعبرت عن عدم ارتياحها بشأن «عدم دقة» تغريدات السفارة الأمريكية، وخصوصاً أن السفارة الصينية في ليما دخلت طرفاً في السجال مع واشنطن. وقالت السفارة الأمريكية في ليما إن للسفن الصينية تاريخاً من الإفلات من التعقب ويبدو أنها «تتخلص من ملوثات بلاستيكية». وردت السفارة الصينية بأنها تولي أهمية كبيرة لحماية البيئة والمحيطات. وقالت على تويتر «نأمل ألا ينخدع الرأي العام في بيرو بمعلومات كاذبة». وتعد بيرو ثاني أكبر منتج للنحاس في العالم، حيث تشتري الصين الكثير منه. وقبل أسبوع اجتاح أسطول آخر لمئات الصيادين الصينيين المياه المحاذية للإكوادور، حيث تدخلت قطعات بحرية لتوجيه تعليمات بعدم الاقتراب من المياه الإقليمية.

ومشهد رسو أسطول سفن صيد الحبّار أمام السواحل الغربية لأمريكا اللاتينية له دلالات رمزية مخيفة لواشنطن التي حددت الصين كخصم استراتيجي، إلى جانب روسيا، في وثيقة الأمن القومي عام 2018. فالفناء الخلفي للولايات المتحدة يشهد توغلاً صينياً منذ تولي شي جينبيغ زعامة الصين، عام 2013.

وعلى مدار العامين الماضيين ركزت الولايات المتحدة على احتواء الصين في المحيطين الهادي والهندي، وحققت بعض المكاسب في المناطق القريبة من الصين، مثل بحر الصين الجنوبي، ولكنها فشلت في أماكن ضمن نطاق نفوذها التاريخي مثل أمريكا اللاتينية والبحر المتوسط. ووصف وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في أغسطس الماضي، هذين المحيطين، بأنهما «محور تنافس على النفوذ مع الصين». وتحدث بلهجة صارمة أن واشنطن لن تتخلى عن شبر من هذه المنطقة لبلد آخر.

ولكن الصين شقت طريقها إلى جنوبي المحيط الأطلسي أيضاً عبر سبعة موانئ في دول غربي إفريقيا، والمفاجأة كانت شديدة في نجاح الصين في إيجاد موطئ قدم لها على الضفة الأوروبية من الأطلسي وذلك بجهود ينتظر تتويجها قريباً بالهيمنة على ميناء سينيس البرتغالي، وهو ميناء رئيس للحاويات القادمة من الولايات المتحدة إلى أوروبا، وأيضاً لسفن تصدير الغاز الأمريكي. ولذا، سارع السفير الأمريكي في البرتغال، جورج غلاس، في مقابلة مع صحيفة إيسبريسو، السبت، إلى تخيير لشبونة بين القوتين العالميتين.

وتطرح البرتغال في أكتوبر المقبل مشروع بناء المحطة الجديدة للحاويات والذي يفترض أن يبصر النور في 2024، لمنافسة دولية. ومن بين المرشحين المحتملين لتولي المشروع الذين ذكرهم الإعلام المحلي، شركة «كوسكو» الصينية العملاقة للنقل البحري، وكذلك «مجموعة مرفأ شنغهاي الدولية».

وقال غلاس: «آمل حقاً ألا يذهب مشروع سينيس للصينيين…لا يمكن أن يحصل ذلك لأقرب ميناء أوروبي للولايات المتحدة»، موضحاً أن المنشأة التي تلقت عام 2016 أولى شحنات الغاز الطبيعي الأمريكي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، تجعل من البرتغال «منطقة عبور مهمة للغاز ومركزاً لأمن الطاقة الأوروبي».

وتتلقى الولايات المتحدة ضربات متتالية بخصوص المنافسة مع الصين حول الموانئ ذلك أن القوة العظمى في العالم لا تمتلك شركة مركزية لإدارة الموانئ.

وتتحرك مجموعة «هواوي» الصينية للاتصالات في بناء شبكة الجيل الخامس للإنترنت في البرتغال، وهو ما يزيد من قلق واشنطن التي تعد البرتغال واحدة من جبهات «أرض المعركة الأوروبية بين الولايات المتحدة والصين» على حد تعبير السفير غلاس.

وسوم