fbpx
بدء شَلّال التغيير
شارك الخبر

زيد الوَطَحِي                               

لم يفاجئنا الأستاذ أحمد حامد لملس محافظ عدن الجسور بالقرارات التي أتخذها مؤخراً فقد كانت متوقعة ومنتظرةٌ طويلاً ولكن كيف ومتى وبأي شكلٍ وجدية هذا الذي لم نكن نتوقعه

فأن يبدأ بهذا الكم والنوع من التغييرات دفعةٌ واحدة فهذا بدء شلال التغيير لا محالة .. فإن أظهر شيء أو دل على شيء فإنما أظهر جديةً وشجاعةً ملموسة .. ودل أيضاً ويدل في الجانب الآخر على توافر إرادة التغيير أخيراً عند صانع ومالك القرار على حدٍّ سواء على مختلف مستوياته .. فقد بلغ السيل ألزُبى من تردي الأوضاع المزرية على كافة الأصعدة في محافظة عدن كما هو الحال في بقية محافظات الجنوب .. ولكن عدن بالذات هي المستهدفة أولاً وهي دُرَّة العقد النفيس ثانياً فهي العاصمة والمركز والمرتكز الحقيقي للنهوض بالجنوب أو الانحطاط والكل يدرك هذا فإذا كانت عاصمة القرار بهذا الشكل من التردي العام فلا تلم بقية المحافظات .. لهذا فنحن نشد على يد المحافظ ونستبشر خيراً فكما يقال في الأمثال (الخط أو الكتاب يبان من عنوانه ) ..

ولكن لا بد من الإدراك أن هذه التغييرات ليست نهاية المطاف فهي بادئة أو بادرة لتغييرات أشمل وأوسع ونوعية وهي تتطلب لتفعيل نتائجها تكاتف الجهود من كل ذي صلة في الجهاز الإداري الرسمي والمجلس الانتقالي ومن المخلصين أينما وجدوا ومن كافة جموع الشعب بلا استثناء لأننا بهذا إن لم نكن جادِّين وعلى قدر كبيرٍ من المسؤولية هذه المرة فلا نلومن إلا أنفسنا .. فيدٌ واحدةٌ لا تصفق أياً كانت قوتها وجسارتها .. ونحن واثقون من قوة وجسارة يد المحافظ وكذلك من قوة وجسارة يد المخلصين وهم كثر

أقول إن لم يكن هنالك من تعاون وتفاني وإخلاص كلاً من موقعه فإن ذلك لا محالة سيبطئ من عملية السير نحو النهوض بالعاصمة وانتشالها من ربقة التردي والانحطاط .. الذي لا نحبذه

فلا نقلل أو نستهين بهذه التغييرات فلم يكن ليستطع أحداً ما قبل ذلك تغيير شرطي من موقعه ليس مديراً عاماً وهذا له مسبباته لن أخوض في ذلك فبالتأكيد الكل يعلمها .. غير أننا نلفت الانتباه هنا فقط إلى إتباع الأسس الحقيقية عند اتخاذ القرارات أو الإجراءات والأخذ بالمعايير الصحيحة عند الاختيار والتعيين وهذا ما نثق به ونلمسه منذ الوهلة الأولى ونرجوا أن يكون ذلك مبدءاً ثابتاً نسير عليه مستقبلاً في كل ما من شأنه خدمة الوطن والمواطن

كما نرجوا أن يكون قد انتهى عهد اتخاذ القرارات العشوائية غير المدروسة جيداً في مختلف المجالات .. كما يجب أن تحظى المرأة بحقها دونما نقصان إن أردنا أن يستقيم الحال .. ويجب أيضاً أن يحظى الشباب كذلك بالقدر الكافي من الاهتمام بهم في إشراكهم بصناعة مستقبل هذا الوطن من خلال تمكينهم من المشاركة الفعلية في دوائر صنع القرار والإشراف على تنفيذه فالشباب هم عماد المستقبل ورافعة النهوض والولوج بالوطن وشعبه للمستقبل المنشود وبالذات ممن يمتلك الكفاءة والتأثير والقدرة على تحمل المسؤولية بشرف وأمانة وإخلاص وبالذات ممن كان لهم شرف الإسهام الفعلي في تحرير الجنوب وعدن على وجه الخصوص والمخلصين الحقيقيين في مختلف المراحل .. وشبابنا يزخر بتلك الصفات وأكثر منها ولا نكرر أخطاء الماضي والمثل القائل ( جمل يعصر وجمل يأكل العُصَّارة ) .. أو أن يأتي من ليس له استحقاق في شغل منصبٍ ما أو وظيفة معينة ممن يقفزون إلى الصدارة في أوقات جني الثمار ليستحوذوا على ما ليس لهم حقٌ فيه والابتعاد عن مراعاة المعرفة والعلاقات والمصالح الشخصية أو غيرها ومن تدويرٍ للزوايا إن لم تكن في محلها في تلك التعيينات وأخيراً الكفاءة والإخلاص والقدرة على الأداء وتنفيذ المهام والمتابعة والحساب والعقاب ..إلخ هذي هي المعايير التي ينبغي مراعاتها في هذا الصدد .. ثم أن اليد المرتعشة أو المترددة يجب أن لا يكون لها مكان  في مواقع القرار والتعيين أو من قد أزُف زمانه

وكما هو واضح كما قلنا من عنوان الكتاب أن تلك المعايير يجري مراعاتها وإتباعها حتى الآن

إننا ننتظر المزيد والمزيد من هكذا قرارات وهي قادمة بإذن الله في القريب العاجل .. وتلحقها تغييرات شاملة في كل مستويات بؤر التخريب والخراب وعلى رأسها مؤسسة الكهرباء التي لم تعد مؤسسة الكهرباء وإنما مؤسسة الظلام والإظلام على أقل تقدير فيما تبوَّأته خلال الفترة المنصرمة ..

وأخيراً لا يفل الحديد إلا الحديد فالتمضي القافلة على بركة الله

      كنا ومازلنا رجالٌ في الوغى  

                             واليوم ها نحن رجال ٌ في البناء

أخبار ذات صله