fbpx
الحوثيون يكثفون حملاتهم لتجنيد المئات من «المهمشين السود»
شارك الخبر

يافع نيوز – الشرق الأوسط

 

كثفت الميليشيات الحوثية الموالية لإيران من حملاتها في محافظة إب (170 كلم جنوب صنعاء) لاستقطاب المهمشين من ذوي البشرة السوداء إلى جبهات القتال، حيث أفادت مصادر لـ«الشرق الأوسط» باحتفال الجماعة بإلحاق 110 أشخاص هذا الأسبوع في صفوف مسلحيها أغلبهم من صغار السن.
وتأتي الحملات الحوثية لاستهداف المهمشين السود من ذوي الأصول الأفريقية في سياق استجابة الجماعة لأوامر زعيمها عبد الملك الحوثي الذي دعا إلى التركيز على استقطاب عناصر هذه الفئة التي تعد أكثر الفئات اليمنية فقرا.
وفي هذا السياق كشفت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام قيادات بارزة في الميليشيات بإلحاق نحو 110 أشخاص من ذوي البشرة السوداء أغلبهم من صغار السن، بصفوفها والقتال في جبهاتها.
وتحدثت المصادر عن قيام قادة الميليشيات بتنظيم حفل توديع للمجندين الجدد إلى جبهات القتال، ومن بين هذه القيادات المدعو عبد الواحد صلاح المعين من قبل الجماعة محافظ إب، والمدعو يحيى القاسمي، ويحيى اليوسفي وهما مشرفان في المحافظة مع قيادات أخرى.
وباشرت الجماعة فور الانتهاء من حفل التوديع بتوزيع أعداد المجندين السود على جبهات الضالع ومأرب والبيضاء والجوف وهي الجبهات التي تكبدت فيها الميليشيات خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة في الآونة الأخيرة.
ونقلت المصادر عن المحافظ الحوثي أنه وعد بتخريج دفع جديدة من المقاتلين السود في قادم الأيام تنفيذ لأوامر زعيم الجماعة، كما دعا أسر المهمشين المنتشرة بعموم مدن وعزل وقرى إب إلى مواصلة تقديم القوافل البشرية لدعم الجبهات، وحض المسؤولين المحليين على مواصلة النزول الميداني لحشد المزيد من المقاتلين من بين صفوف من تطلق عليهم الجماعة «أحفاد بلال».
وفي حين أفاد مواطنون بثلاث مدن في إب، لـ«الشرق الأوسط»، بأن المجندين من المهمشين الجدد الذين ألحقتهم الجماعة مؤخرا للقتال في صفوفها ينتمون إلى مديريات (المخادر والسياني والعدين). وأشاروا أيضا إلى وقوف مشايخ وأصحاب الوجاهات اجتماعية الموالية للجماعة بتلك المدن وراء إجبار العشرات من أبناء هذه الفئة على الالتحاق للقتال مع الحوثيين دون حتى إخضاعهم لأي دورات عسكرية.
ويرى مراقبون محليون بأن هذه العملية وغيرها تأتي في ظل سعي الجماعة لعمليات تجنيد جديدة بصفوف المهمشين، خصوصا بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها بعدة محافظات خلال الآونة الأخيرة.
وكان زعيم الانقلابيين دعا في خطابات سابقة له إلى إيجاد ما سماه «برنامجا وطنيا يهدف لاستيعاب المهمشين والاهتمام بهم».
واعتبر المراقبون أن الأهداف الخفية التي سعت وتسعى الجماعة لتحقيقها من وراء تلك الدعوات هي مواصلة استقطاب وتجنيد أعداد كبيرة منهم وزجهم في الجبهات دفاعا عن تلك الفئة السلالية ومشاريعها الإيرانية.
ولم تكن عملية تجنيد المهمشين والتغرير بهم عملا جديدا – بحسب تقارير يمنية – إذ بدأ في عام 2018 حيث تم تجنيد مئات من المهمشين من مناطق في البرح والحوبان والدمنة ومن مخيمات عديدة في تعز، وكذلك في محافظة إب وغيرها، وتم إنشاء معسكرات تدريبية عدة لهم في تلك المناطق.
وقبل أشهر قليلة ذكرت مصادر محلية بأن الجماعة جندت نحو 500 فرد من المهمشين في مديريتي المراوعة وباجل بالحديدة، في حين أجبرت أكثر من 50 مهمشا بمخيم الظلام في باجل الحديدة بينهم أطفال على الانخراط بمعسكرات تدريب بإحدى المزارع التابعة للدولة بمنطقة الكدن خلال العام الماضي 2019.
وفي الوقت الذي حذر فيه نشطاء يمنيون من مخاطر الاستغلال والتجنيد الإجباري الحوثي للمهمشين والذي اعتبروه أشبه بإبادة جماعية حيث يتم الزج بهؤلاء البسطاء في مقدمة المعارك ويتم منح أسر من يقتل منهم مبلغا ماليا زهيدا، قدرت إحصاءات الأمم المتحدة والاتحاد الوطني للمهمشين حجم هذه الفئة في اليمن بنحو 3 ملايين شخص وفي حال عززت الميليشيات الإرهابية من توجهها نحو تجنيدهم ضمن قواتها فإن هناك ما يقرب من 50 ألف شاب وطفل ستضحي بهم الجماعة للدفاع عن مشروعها التدميري.
وكانت تقارير محلية قالت بوقت سابق إن الجماعة نجحت في تجنيد المئات من المهمشين بمختلف المدن والمناطق الخاضعة لسيطرتها عبر أساليب متعددة منها الترغيب والاستغلال وأحياناً التهديد.
وأشارت إلى استقطاب الجماعة في صنعاء خلال فترات ماضية أكثر من 800 مجند من تجمعات المهمشين في مناطق سعوان، والخرائب، وتجمعي الربوعي والرماح في الحصبة، ومعظمهم من المراهقين والأطفال.
ونتيجة للاستهداف الحوثي المتكرر لأبناء هذه الفئة، طالب «الاتحاد الوطني للمهمشين» الأمم المتحدة ومبعوثها في اليمن إلى التدخل الفوري لحماية المهمشين واللاجئين الأفارقة من عملية تطهير عرقي يتعرضون لها من قبل الجماعة.
وقال نعمان الحذيفي رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين، في تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي إن «المهمشين ذوي البشرة السوداء من اليمنيين واللاجئين الأفارقة يواجهون اليوم عملية تطهير عرقي من قبل الميليشيات والتي زجت مؤخرا بالمئات منهم إلى جبهات القتال».
ودعا الحذيفي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لحمايتهم من التصفية العرقية التي يتعرضون لها كواجب أخلاقي وحق إنساني وأممي أكدت عليه التشريعات والمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية.
ولفت إلى أن الجماعة تعرضت لخسائر بشرية هائلة في الآونة الأخيرة بجبهات مختلفة، وللتخفيف من فاتورة خسائرها لجأت لذوي البشرة السوداء بمناطق سيطرتها وإرغامهم على القتال معها مستغلة حالتهم المعيشية الصعبة.
وقال إن «الجماعة تدفع بالمغرر بهم من الأطفال والشباب ذوي البشرة السوداء كدروع بشرية من خلال تقديمهم في الصفوف الأمامية للقتال وعناصرها في مؤخرة الجبهة، وهو ما أدى إلى وقوع الكثير منهم قتلى وجرحى».
وفي تقرير حديث، كشفت المنسقية الأممية للشؤون الإنسانية في اليمن عن ارتفاع عدد المهاجرين الأفارقة المحتجزين في ظروف غير ملائمة لدى ميليشيات الحوثي الانقلابية بصنعاء.
وأوضح التقرير أن ظروف المعتقلات التي تحتجز فيها الميليشيات مهاجرين أفارقة بصنعاء مروعة والمنشآت مكتظة بشكل خطير مع قلة فرص الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي الآمنة».
وطالب التقرير بالإفراج الفوري عن المهاجرين المحتجزين، ودعا إلى ضمان حصول أي مهاجر محتجز بتهمة جنائية على الإجراءات القانونية، الواجبة والظروف المعيشية الإنسانية، وأن يكون احتجاز الأطفال بمثابة الملاذ الأخير وتحميهم الضمانات القانونية.

وسوم