fbpx
سد النهضة: مصر تتضرر من عقوبات ترامب على إثيوبيا
شارك الخبر

يافع نيوز – العربي الجديد

بين حين وآخر، وبصفة خاصة في الفترات التي يصيب بها الجمود مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، تفرض واشنطن نفسها على ساحة القضية لتداخلها مع الصراع السياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على مستوى أساسي، والخلافات بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وبعض دوائر وشخصيات الحزب الجمهوري، على مستوى أقل، نظراً لموقف ترامب الواضح في هذه القضية والمساند لمصر على خلفية التنسيق السياسي والاستخباراتي والأمني بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي. وعلى الرغم من وضوح موقف ترامب في الأشهر الخمسة الأخيرة، لا سيما بعد فشل مفاوضات واشنطن في فبراير/شباط الماضي ومغادرة الوفد الإثيوبي من دون التوقيع على المسودة النهائية للاتفاق التي وقّعت عليها مصر منفردة، إلا أنّ هذا الموقف فشل في إحداث أي تقدم في ملف المفاوضات، كما فشل الرهان المصري عليه لتغليب الرؤية المصرية في مغامرة اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي التي لم تسفر عن شيء. بل إنّ موقف ترامب سمح لإثيوبيا بالذهاب بعيداً في أداء دور الطرف الأضعف والترويج لمظلوميتها في الأوساط المعارضة للرئيس الأميركي على طول الخط، حتى بلغ الأمر اتخاذ البيت الأبيض والخارجية قرارهما بحجب 100 مليون دولار من المساعدات الأميركية السنوية لإثيوبيا، والذي كشفت عنه تقارير أميركية الأسبوع الماضي.

وعلى عكس ما كانت ترجوه الإدارة الأميركية، وبسبب تربّص العديد من الدوائر في واشنطن بها، كان للقرار أثر سلبي على موقف مصر في المفاوضات، وكذلك في الحرب الدبلوماسية الدائرة بينها وبين إثيوبيا في واشنطن ونيويورك والعواصم الرئيسية المهتمة بالقضية، خصوصاً موسكو وبكين، اللتين سبق أن دعمتا أديس أبابا في وقف مناقشة القضية في مجلس الأمن، على الرغم من المحاولات الفرنسية والأوروبية لتقريب وجهات النظر، وذلك حرصاً من الدولتين على عدم طرح قضايا متعلقة بالأنهار التي تنبع منهما على مجلس الأمن، ولمنع خلق أي سابقة ترتب عليهما التزامات قانونية.

وزاد قرار ترامب من تأزم المحاولات المصرية لتحجيم قدرات التواصل الكبيرة التي أصبحت إثيوبيا تملكها في الأوساط السياسية الأميركية، الأمر الذي يتطلب مزيداً من العمل والتغيير النوعي في الأداء والتعريف بمطالب ومحددات مصر في قضية سدّ النهضة، بحسب مصادر دبلوماسية مصرية متابعة للتحركات الخارجية في هذا الملف منذ سنوات.

وأصدر العديد من النواب الديمقراطيين من أصول أفريقية، ومسؤولون سابقون في الخارجية الأميركية من أصول أفريقية وآسيوية، بيانات وتصريحات خلال الأيام الماضية تدعم إثيوبيا. وبعدما كان الدعم في بعض الأحيان مقتصراً على المطالبة بعدم الإضرار بها، أصبح خطاب الدعم لدى بعض هؤلاء موجهاً ضدّ مصر، ومطالباً بدعم سياسي أميركي لمشروع سدّ النهضة.

كما وجهت مجموعة من نواب الكونغرس الديمقراطيين البارزين وهم: جاسون كرو، جون غارامندي، جويس بيتي، إلهان عمر، كولين ألريد، وجيرالد كونولي، خطاباً إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، يحذرونه فيه من مغبة تأزيم العلاقات مع إثيوبيا، ومروجين للدور “الكبير” الذي تلعبه أديس أبابا في منطقة القرن الأفريقي ومساعدتها للسياسات الأميركية في الصومال، وتعاونها في برامج “مكافحة الإسلام المتشدد”. ووصفوا موقف ترامب المؤيد لمصر وحجب جزء من المساعدات عن إثيوبيا، بأنه “خيانة لالتزام أميركا بأن تكون وسيطاً ومراقباً محايداً”، محذرين من انعكاسات هذه الخطوة على المفاوضات الجارية برعاية الاتحاد الأفريقي.

أخبار ذات صله