fbpx
عبد القادر با جمال في ذمة الله
د عيدروس نصر.
توفى اليوم الأستاذ عبد القادر عبد الرحمن با جمال رئيس وزراء الجمهورية اليمنية الأسبق. والوزير لعدة وزارات في الجنوب والشمال.
كان المرحوم شخصية مثيرة للجدل، وهذا ليس المقام المناسب لتقييم مواقفه السياسية وملاحظات الناس عليها، لكنه في كل الاحوال كان إدارياً ناجحا، وكان في تعاملاته اليومية يختلف عنها في مواقفه السياسية المعلنة وبمعنى آخر فإن با جمال الإنسان كان يختلف كليةً عن با جمال السياسي.
من واجبي في هذا المقام أن أعترف أنني كنت من المختلفين معه في إطار مناقشات مجلس النواب أو الكتابات الصحفية والتناولات الإعلامية، سواءٌ عند ما كان يقدم برنامج الحكومة او الموازنة السنوية او بعض التقارير الحكومية المطلوبة أو حتى في ضوء المواقف اليومية لرئيس الحكومة ووزرائها.
لم أكن اتردد قط مثل الكثيرين غيري من النواب والإعلاميين، عن مصارحته ووزرائه بعيوب أداء حكومته، لكنني عندما كنت اطلب مقابلته لمتابعة قضايا تتعلق بمشاريع تنموية في دائرتي الانتخابية، او حالات تتصل بحقوق المواطنين (منح علاجية او دراسية او إعانات لاسر فقيرة وغيرها) كان يستجيب مباشرةً، وكان شجاعا في اتخاذ القرار بغض النظر عن الموقف السياسي للمستفيد من هذا القرار، وأعترف أنه كان سببا في مساندة إنجاح اعتماد مشروع طريق باتيس- رصد وصاحب المقترح في اختيار جهة التمويل، وهو المشروع الذي توقف في المنتصف – للأسف- بسبب انهيار الدولة، وتوقف الجهة المانحة عن استمرار التمويل، كما تبنى عشرات المنح العلاجية والدراسية لعدد من تلك الحالات التي تابعتها معه.
كان با جمال بليغ إذا ما تحدث وفيا إذا ما وعد، مهذبا إذا ما خاصم،
ولا يستطيع أعضاء وقادة الحزب الحاكم أن ينكروا انه قدم لهم خدمات كبيرة في تحمل تبعات مساوئ النظام وسوء اداء نظام الحكم، وكان بمثابة حائط الصد الذي يمتص كل الانتقادات الحادة التي يوجهها الصحفيون ورجال الإعلام َالمعارضون للحزب وسياساته.
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه الجنة.
وصادق العزاء أتقدم بها لأسرته الكريمة وكل اهله وذويه ومحبيه في صنعاء وحضرموت وعدن وفي الداخل والخارج..
واخص بالعزاء ابنه عمرو ووالدته الكريمة وخاليه الزميلين العزيزين وهيب ولطفي عبد الله التوي
وإنا لله وإنا إليه راجعون