وغصت مياه شرق المتوسط بالقوات البحرية، خلال الآونة الأخيرة، وتعددت بين قوات داعمة لليونان في وجه التدخلات التركية، فيما تجري أخرى مناورات عسكرية.

وفي ظل هذا التصعيد غير المسبوق بين أنقرة وأثينا، تثار تساؤلات بشأن القوة العسكرية لكل من اليونان وتركيا، وكيف يتأرجح ميزان القوة بين البلدين.

وبحسب بيانات موقع “غلوبال فاير باور”، فإن ترسانة القوة البحرية لليونان تضم 13 فرقاطة و11 غواصة و35 دورية حرس، فضلا عن 4 وحدات مختصة في حروب الألغام.

وفيما لا تمتلك اليونان حاملات طائرات أو مدمرات، يرجح الخبراء العسكريون أن يرجح دعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كفة أثينا في حال أي صراع محتمل.

وتعد فرنسا وهي من أبرز القوى العسكرية في العالم، من الدول الداعمة لليونان، في خضم التوتر الحالي.

وتتضمن الترسانة الفرنسية أربع حاملات طائرات، و11 مدمرة، و11 فرقاطة، و9 غواصات و17 دورية حرس و17 وحدة مختصة في حرب الألغام.

ويرى خبراء عسكريون أن اصطفاف فرنسا ودول أوروبية أخرى بجانب اليونان قد يرجح كفتها، ليس فقط على الصعيد الدبلوماسي، ولكن أيضا من حيث قوة الردع العسكرية في صراع شرق المتوسط، الآخذ في التصاعد خلال الفترة الأخيرة.

ولكن رغم هذه الحشود العسكرية، تتواصل المساعي الدبلوماسية خصوصا من جهة أثينا والاتحاد الأوروبي لتجنيب منطقة شرقي المتوسط أي تصعيد أو توتر عسكري قد تكون عواقبه وخيمة، وكل ذلك يتوقف على وقف أنقرة ممارساتها طمعا بثروات المتوسط.

وقال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الجمعة، إن تركيا تقوم بأعمال غير قانونية شرق المتوسط، وهو ما يمثل تحديا، ويتطلب ردا دوليا.

وأشار المسؤول اليوناني في تغريدة على حسابه الرسمي في “تويتر”، إلى أن بلاده تواجه عدوانا تركيا وأفعالا تتحدى ميثاق الأمم المتحدة.

“تأجيج تركي”

ومن جانبه، ندد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الجمعة، بـ”عدوانية” تركيا ودعا إلى إجراء محادثات لحل خلاف بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز، محذرا من أن التوتر المتصاعد في المتوسط يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها، حسبما نقلت “فرانس برس”.

ولفت أناستاسيادس إلى أنه “هناك عدوانية، مع نية للسيطرة على المنطقة برمتها بالفعل. لذا نشهد توترا متزايدا والوضع الناجم متفجر جدا ويثير القلق”.

ودعت الصين، الجمعة، للجوء إلى الحوار لأجل نزع فتيل التوتر في منطقة شرق المتوسط، وسط مخاوف من تطور التصعيد المتزايد بين تركيا واليونان إلى مواجهة عسكرية وشيكة.

وجاء موقف بكين، خلال اجتماع في أثينا بين رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، ويانغ جيتشي، عضو المكتب السياسي ومدير لجنة الشؤون الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.

وأكد الجانب الصيني أن الاستقرار في هذه المنطقة والعالم “مهم جدا”، قائلا إن بكين “تتابع تطورات شرق البحر المتوسط عن كثب”.

وأوضح أن الصين تعتقد أنه على الأطراف المعنية بهذه التطورات أن تحل الخلافات من خلال الحوار، فضلا عن تجنب الإجراءات التي من شأنها تصعيد الموقف.

وتشهد العلاقات بين تركيا واليونان توترا بسبب منطقة شرق البحر المتوسط، حيث تجري أنقرة عمليات استكشاف لاحتياطيات الطاقة في قاع البحر، في منطقة تقول اليونان إنها ضمن جرفها القاري.