بقلم – د/وسيم الكلدي
بداخل كل شخصٍ منا عوالم ودهاليز ، طاقات وقوى جبارة ، منابع نور كثيرة ومتشعبة .
تلك الطاقات في داخلنا قادرة على صنع المعجزات وليس في قاموسها
مايعرف بالمستحيل ،
تمتلك ذواتنا قوى لامتناهية تتوزع بين ثقة بالنفس ، اعتزاز بالذات ، تفكير سليم وممنهج ، تخطيط دقيق وقراءة للواقع بكل أحترف ،
ليس هذا وحسب فإذا تخيلت ولمجرد التخيل بإن داخلك ثلاث طبقات من تلك الطاقة المهولة وكل ما ذكر أعلاه هو فقط يترنح في سطح أولى تلك الطبقات ، وإذا ما غصت عميقا” وتغلغلت في ثنايا ذاتك ورسوت بها في الممرات الضيقة للطبقة التي تليها ستفاجأ بإنك قادر على فعل أشياء كنت تراها من سابع المستحيلات ، وهذه الاشياء ظللت تتخيل بإنها أمور لا يقوى عليها الا الخارقون
أو ممن منحوا برايك ذكاء هائل
وفكر متقد ،
ماذا لو علمت بأن وصولك لطبقاتك المجازية الثلاث لايحتاج عبقرية منك ،
ولا أن تكون رجلُُ خارق ،
الأمر لا يتعدى كونه يتطلب فقط تدريب متواصل ، جهد شاق وصعب ،
ومدى ذاك الجهد المبذول يعتمد الى أي طبقة تريد أنت الوصول ،
هل ستكتفي بأولها ،أم أن رغبتك الشديدة وجهدك الشاق سيرسلك الى ثانيها ،
هناك حيث تجد نفسك طليق اللسان
ثابت في حواراتك ، متحدث لبق تتحدث فُيسمع لك ، ينطلق عنان حديثك فتكون ملهما ،
تغضب وتسيطر ، تخاصم فتحلم ،
أم أنك تمتلك تلك الرغبة الجامحة للذهاب بعيدا” ، والتعمق في غياهب ذاتك والإستقرار في أعمق منطقة في داخلك ، تلك المنطقة التي لا يصل اليها الا الطموحون الحالمون ،
أولي العزائم الفولاذية ،
هناك و عند وصولك لتلك الاعماق ،
ستعيش مرحلة السلام الداخلي
مرحلة الانتاج الفكري والأبداعي ،
مرحلة أحد عناوينها الفرعية
أنا لا أهتم ، لا أهتم بأي نقاش عقيم
لا أهتم بتغيير رأي شخص غبي متمسك برايه ، لا يعنيني تغيير أفكار ومعتقدات لأشخاص ،
خاصة أذا علمت بأن تغييرها لن ينفعني بشيء ولن يعود علي بأي فائدة تذكر ، فلماذا أستنزف طاقاتي في أمور تافهة كهذه .
هناك مزايا وحسنات كثيرة فيها لامجال لذكر جميعها ، ولكن أذا حاولت أن أمنح تلك الطبقة العميقة وصفا” ملخصا” وبجملة طويلة واحدة ستكون ،
” هي مرحلة الترفع عن فسافس الأمور
، والعيش مرحلة ملكية النفس والأبداع ،
وسكون الداخل” .
أخيرا” كل تلك الطبقات ليس لها وجود في الحقيقة ، ولكني ابتكرتها وقسمتها ثلاثا” من أجل التوضيح ،
واقعا” هي متداخلة لكل منها مفاتيحها المتعددة وأقفالها المختلفة التي تتنوع بين لينة هشه ،
وصلبة غلضة ، ومدى رغبتك وطموحك وعزيمتك وتدريبك هو من يفتح لك كل تلك الأقفال
مما يمكنك من التوغل فيها حيث شئت ومتى أردت .
بقلم د/وسيم الكلدي