لكن الاجتماع الذي سيكتب فصلا جديدا في ملحمة انتقال “البرغوث” التي شدت انتباه العالم، لن يكون على الأرجح المشهد الأخير فيها.

وكان ميسي قد فجر قنبلة كروية الأسبوع الماضي، عندما أبلغ إدارة برشلونة، الذي أمضى معه طيلة مسيرته الكروية، برغبته بفك ارتباطه معه.

وأعلن ميسي ذلك بعد 11 يوما من انتهاء الموسم بخسارة فادحة لبرشلونة أمام بايرن ميونيخ، بثمانية أهداف مقابل هدفين للإسباني، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

واختتمت الهزيمة المخزية يوم 14 أغسطس موسما مؤسفا لبرشلونة، هو الأول من دون أي لقب منذ 2007-2008.

واستند ميسي إلى بند في العقد يسمح له بالمغادرة مجانا في نهاية الموسم، من وجهة نظره، لكن إدارة برشلونة قالت إن ذلك البند انتهى في يونيو، وهو ما أيدته رابطة الدوري الإسباني “الليغا”.

ولم يتنازل أي من الفريقين بعد، حيث لم يظهر ميسي في بداية التدريبات هذا الأسبوع، وقال برشلونة إن ذلك لن يسهل رحيله، كما جددت الإدارة تأكيد موقفها بأنها تريد بقاء ميسي مع النادي، وأنها لا تخطط للتفاوض بشأن انتقاله، مما يعني منطقيا أن على ميسي دفع الشرط الجزائي “الهائل” بقيمة 700 مليون يورو (838 مليون دولار)، إذا أراد الرحيل فورا، وهو أمر يبدو شبه مستحيل.

وفي محاولة لحل “العقدة المستحكمة” سافر خورخي، والد ووكيل ليونيل ميسي، من روساريو في الأرجنتين إلى برشلونة، على متن طائرة خاصة، الثلاثاء، لمقابلة بارتوميو ومناقشة وضع ابنه في النادي.

الاجتماع.. وما بعده

وقبل الاجتماع المرتقب كشفت صحيفة “ماركا” الشهيرة، في تقرير مطول لها عن الخطوة المقبلة بعد الاجتماع المرتقب، عن توقعاتها لما سيجري بين الرجلين.

وقالت الصحيفة إن رئيس برشلونة سيعرض تمديد عقد ميسي حتى عام 2022، بنفس الشروط التي وافق عليها اللاعب قبل بضعة أشهر، وهو أمر لا يبدو أن اللاعب ووالده سيقبلان به.

كما سيبقى شرط فسخ التعاقد الموجود في عقد النجم الأرجنتيني ساريا، مما قد يسمح له بالمغادرة، إذا أراد ذلك، في نهاية الموسم المقبل، ووقتها سيكون بارتوميو قد غادر النادي بالفعل.

وحسب “ماركا” يريد بارتوميو تجنب فكرة أن يكون الرجل الذي سمح لنيمار ومن بعده ميسي بالرحيل عن برشلونة.

وسيتعين على الرئيس أن يكون مقنعًا للغاية لأن رغبة ميسي، التي سيبديها والده بوضوح، ستكون إصراره على الرحيل الفوري عن “كامب نو”.

ويبقى التساؤل بشأن ما إذا لم يستطع بارتوميو إقناع ميسي بتوقيع اتفاق جديد، وهو الاحتمال الأرجح، حيث تقول “ماركا” إن المحادثات ستنتقل وقتها إلى المرحلة التالية، وهي التفاوض من أجل “الرحيل الآن”.

وقتها سيكون من المحتم أن يتفق الطرفان على “السعر المطلوب”، حيث يدرك بارتوميو أنه لن يستطيع، واقعيا، أن يطلب من ميسي دفع الشرط الجزائي المفترض، والبالغ 700 مليون يورو، على اعتبار أن اللاعب لديه الحجج القانونية بمواجهة ذلك.

وبما أن ميسي لا يريد أيضا أن تنتقل قضيته إلى المحكمة، فإنه سيعمد في سبيل ذلك، وبدلاً من المطالبة بالمغادرة مجانًا الآن، إلى أن يطلب من برشلونة تحديد السعر المطلوب لرحيله.

أما الفكرة الأساسية بعد كل ذلك فهي أن يكون السعر المطلوب، والذي يتم الاتفاق عليه، رقما يناسب الأندية الكبرى التي يرتبط اسمها بالرغبة في التعاقد مع ميسي، سواء في الدوري الإنجليزي أو الفرنسي.

وهكذا، وفور التوصل إلى هذا الرقم، سيناقش خورخي ميسي الأمر مع ابنه، ويبحثان إمكانية تنفيذه واقعيا، ومن ثم سيتم اتخاذ القرار النهائي في الصفقة التي شغلت الإعلام الكروي طوال أيام.