fbpx
ما هكذا تورد الابل يا سعادة سفير المملكة محمد إل جابر

علي عبدالله البجيري
للمملكة السعودية مكانة خاصة في اليمن . نحن اليمنيون نحترم الشقيقة الكبرى ونحرص على حسن الجوار معها ونلتزم بالمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وحرصا على هذه العلاقات ، يستوجب علينا الوقوف بتمعن أمام الدور الذي يقوم به سفير خادم الحرمين الشريفين، السفير محمد إل جابر، باعتباره شوكة الميزان في تسيير دفة تلك العلاقات وبالذات في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها اليمن.
نحن هنا نتجاوز الخوض في المهام الدبلوماسية الموكلة إلى سعادته، لننحوا منحى اخر يتعلق بما وراء الأحاديث التي يدلي بها بين الحين والأخر، وبين تلك الادوار التي يلعبها في اطار مهامه العامة، والتي للاسف لا تفرق بين المهام الدبلوماسية وبين المهام الاستخباراتية. هذا الاختلاط في الفهم والفعل هو ما دفعنا إلى التعليق على تدخله في كل شاردة وواردة تتعلق بالشأن اليمني.
الدبلوماسية يا سعادة السفير إل جابر هي فن الممكن، بما يعزز ويطور علاقات البلدين الشقيقين، ويخدم المصالح المشتركة فيما بينهما. أما المهمة المخابراتية فهي لتحقيق أهداف سرية تتنافى مع مصالح دولة الاعتماد. وتفسر هذا في القانون الدولي بالتدخل في الشؤون الداخلية.
انت شخصيا ياسعادة السفير من اعترف بإنك من قام بتهريب “علي محسن الاحمر” من صنعاء إلى المملكة (بعباية حرم سعادة السفير)وواصلت الدور والمهمة في تهريب رئيس الدولة من صنعاء إلى عدن ومن عدن إلى المملكة، واليوم تشاركون الشرعية ولصوصها في صفقات السلاح والأغذية، والمشاريع الوهمية، وبيع نفط شبوة وحضرموت. وانتم من يقترح تعيين الوزراء، والمسؤولين في دولة الاغتراب، وتشكيل الكيانات المصطنعة.
بالله عليكم هل هذا دور سفير دولة أم هي مهمة مندوب سامي حاكم لليمن وهو ما يذكرنا بمهمة ” بول بريمر Paul Bremer” في العراق.
لا داعي لخلط الأوراق أيها السفير المحترم، ولا التشفي على ما نحن فيه. فهذا نتاج لسياسات خاطئة ساهمت فيها المملكة، ابتداء من رفض عضوية اليمن في مجلس التعاون الخليجي، و شراء الذمم اليمنية المشيخية والقبلية والقيادات العسكرية، وإذكاء الخلافات اليمنية اليمنية، مما أدى إلى ضياع الدولة وتشرذم أعضائها بين مكة والحرم.
نؤكد لك ايها السفير المبجل بان القضية الجنوبية هي قضية شعب يناضل من أجلها طوال27 عام، مقدما اكثر من 60 الف شهيد وجرحى ومعتقلين، وستظل الأولوية لها حتى إستعادة الدولة والوطن المنهوب،لذلك شارك ابناء الجنوب في مفاوضات الرياض بصدر رحب متعشمون خيرا في نتائجها، ولكن سارت الرياح بما لا تشتهي السفن.
يؤسفنا كثيرا تجاهل إعلامكم لحقيقة الوضع في الجنوب، ونحن نرى كيف يخضع لتأثير حزب الإصلاح وإذرعه الاعلامية. وقد شاهدنا كيف تورط اعلامكم في قناتي ” العربية والحدث” وتوحد مع قناة الجزيرة والقنوات الاخوانية الاخرى في أحداث اغسطس العام الماضي في عدن، والاستمرار في التعتيم على المسيرات المليونية الجنوبية مقابل نقل المسرحيات الهزلية لما يسمى (بتجمع الشرعيساوي)، بالإضافة إلى مواقف اللجان العسكرية التي تستهدف الجنوبيين دون سواهم.
الواقع يقول يا سعادة السفير، إن عاصفة الحزم انتهت حربها شمالا، وإن جماعة انصار الله استلموا شمال الوطن بكامل جغرافيته بموجب لقاءات وتفاهمات مسقط 2019م، ثم انتقلت “العاصفة” لتدمر الجنوب أرضاً وإنساناً، بدأ بالخدمات ووقف المرتبات والكهرباء في كل المحافظات،وأخيرا استهداف القوات الجنوبية بمحاولة تجريدها من سلاحها وتسليم مواقعها في جبهة شقرة ابين والبدء بتقسيم الجنوب، وفق خطط الدولة العميقة ولجنتها الخاصة.
وفي هذا السياق ندعوا إلى إقامة علاقات اخوية، تحترم فيها السيادة الوطنية والحدود الجغرافية للجنوب التي نصت عليها اتفاقية جده الحدودية عام 2000م ونطالب بوقف التمدد في أراضي شبوة وحضرموت والمهرة، وسحب القوات السعودية التي زحفت جنوباً منذ بداية الحرب عام 2015م وهي كما تم رصدها من قبل أبناء تلك المناطق على النحو التالي :
1) في أكتوبر 2017 كشفت تقارير عن قيام السعودية بضم أراض جنوبية والاستيلاء عليها منذ مارس 2015 واقتلاع العلامات الحدودية المتفق عليها في اتفاقية الحدود لعام 2000م وابتلاع نحو 42  كيلو متر مربع ضمن حدود محافظتي حضرموت والمهرة. بينما أكد شهود عيان على انتزاع الأعمدة الخرسانية التي نفذتها شركة ألمانية بموجب اتفاقية جده عام 2000 ونقلها الى “مثلث الشيبة” في الحدود المشتركة مع سلطنة عمان والتوغل الرأسي شرقا في عمق 60 كيلو مترا داخل حضرموت..
2) في نوفمبر 2017 وصلت القوات السعودية الى ميناء نشطون بمحافظة المهرة .. وفي ديسمبر التالي 2017 م ومطلع 2018 م دفعت المملكة بتعزيزات كبيرة للاستيلاء على مطار الغيظة والمنافذ البحرية.
3) لقد عمت حالة الغليان الشعبي مطلع يونيو 2018 مع الشروع بوضع علامات مرور أنبوب النفط السعودي من حدود منطقة الخراخير الممتدة بين المهرة حضرموت السعودية.
لقد تجاوزتم يا سعادة السفير خط الحدود المرسم بين البلدين وتوغلت قواتكم داخل حدود محافظة المهرة بعمق 25 كيلو مترا , وسط اشتعال غضب ابناء المهرة الذين اعتبروا ذلك اعتداء على حدود الاراضي الجنوبية والسيادة الوطنية.
ما لاحظناه ان الهدف من إتفاق الرياض الاول والثاني هو استهداف القوات الجنوبية، وبث الفرقة بين ابناء الوطن، باتباع سياسة ” فرق تسد”. لقد اكتملت سيطرتكم على الجنوب براً وجواً وبحراً وانشاء مليشيات إخوانية موالية لكم بما يخدم خطة (اللجنة الخاصة) وهذا ما تشهده عدن وحضرموت وشبوة والمهرة بذريعة تنفيذ اتفاق الرياض 2 المشكوك في أهدافه ومصداقية تنفيذه.
ولعلنا نطرح بعض الرسائل العاجلة ونوجزها فبما يلي :
اولا: اننا نؤيد إقامة علاقات متكافئة تحفظ حدودنا وسيادتنا، وتؤمن للمملكة حقها في الدفاع عن أمنها القومي والتخلي عن سياسة التوسع والاطماع في الأراضي الجنوبية.
ثانيا: إن قوى الظلام والارهاب من قاعدة ودواعش ومن يتحالف معهم يتجمعون ويضعون الخطط في شقرة للقيام بعمليات إرهابية ضد الجنوب،وهذا يطرح العديد من التساؤلات حول مواقفكم ونواياكم في سياسة خلط الاوراق، مما يثير الشك والريبة لهذه الافعال .
ثالثا: ندعو إلى إقامة علاقات صادقة الهدف منها مواجهة خطر الإرهاب الذي يستهدفنا جميعاً، وهذا يستدعي الاتفاق مع من يمتلكون القوة على الأرض بعيدا عن سياسة الماضي للجنة الخاصة المتوغلة في التحالف مع التنظيم الدولي للاخوان ومنهم حزب الإصلاح اليمني.
رابعا : إلى بني وطني وحدو صفوفكم وكلمتكم قبل أن يبتلع الإقليم ما تبقى من وطنكم والأيام بيننا