وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، هز ميسي بطولة ومدينتين وخلخل مجلس إدارة ناد وهدد خزائنه، بينما جعل أندية أخرى على أهبة الاستعداد لدفع مبالغ طائلة، دون أن يتحدث في مؤتمر صحفي أو يصدر بيانا أو حتى يتفوه بكلمة واحدة.

ورغم أن ميسي يبلغ من العمر 33 عاما، وهو سن عادة ما يضيق الخناق على لاعبي كرة القدم ويفرض عليهم خيارات محدودة، فإن مجرد إبداء رغبته في الرحيل عن برشلونة أسال لعاب أكبر أندية أوروبا.

ومع انتشار أنباء الخروج المحتمل من “كامب نو”، خرجت الجماهير في برشلونة لمطالبة ميسي بالبقاء، فيما ازدحمت شوارع مدينة روساريو الأرجنتينية، مسقط رأسه، بمئات المشجعين الراغبين في عودته إلى نادي الطفولة “نيويلز أولد بويز”.

أما في “كامب نو”، فقد خرج رئيس نادي برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو عن صمته، وأبدى استعداده للرحيل في مقابل بقاء ميسي، مما أثبت أن مجرد نية اللاعب صاحب الـ6 كرات ذهبية، أقوى من مجلس إدارة العملاق الكتالوني.

بل يذهب البعض بعيدا عندما يتحدثون عن تأثر الدوري الإسباني ككل برحيل ميسي من الناحيتين الجماهيرية والمادية، لا سيما أنه يأتي، إن تم، بعد عامين من خروج منافسه التقليدي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد إلى يوفنتوس الإيطالي.

ومنذ انتشر النبأ الصادم، كانت كلمة “ميسي” الأكثر بحثا على محرك “غوغل” بعد “كوفيد”، إذ يسعى الجميع لمعرفة آخر التطورات بشأن مصير اللاعب الفذ.

كذلك كانت نية الرحيل عن الفريق الكتالوني، وراء زيادة عدد متابعي ميسي على تطبيق “إنستغرام” بمقدار مليوني حساب في 3 ساعات فقط، فيما أصبحت الأخبار المتعلقة به الأكثر نقاشا على “فيسبوك” و”تويتر” أيضا.

وأرسل فريق المحامين الخاص بميسي طلبا لبرشلونة، عبّر فيه اللاعب عن رغبته في تفعيل بند في عقده مع النادي، يسمح له بالرحيل المجاني، فيما يؤكد برشلونة أن هذا الشرط انتهى، ويتعين على أي منافس دفع 700 مليون يورو لفسخ العقد.

وعبر ميسي عن غضبه في أكثر من مناسبة خلال الـ12 شهرا الماضية، من الطريقة التي يدار بها النادي تحت رئاسة بارتوميو.

وجاء طلب ميسي الرحيل عن برشلونة بعد أقل من أسبوعين على تجرعه هزيمة مذلة بنتيجة 2-8 أمام بايرن ميونخ الألماني في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا، ليخرج العملاق الكتالوني خالي الوفاض من الألقاب في موسم، لأول مرة منذ 12 عاما.

وحصرت تقارير صحفية سابقة وجهة ميسي المقبلة في 4 أو 5 أندية أوروبية، على رأسها مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جرمان الفرنسي.